و إن تكرار هذه العملية يؤدي مع طول الزمن إلى استرخاء المعدة و هبوطها و ما يلي ذلك من عسر هضم . و إنما شرب النبي واقفاً لسبب اضطراري منعه من الجلوس مثل الزحام المعهود في المشاعر المقدسة ، و ليس على سبيل العادة و الدوام .
انا سمعت انه ثبت عن الرسول - صلي الله عليه وسلم - ايضا الشرب واقفا
ما رايكم ؟
سؤل الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي .. حفظه الله ما حكم الشرب واقفًا، وإني سمعت بأنك حرمت الشرب واقفًا ونريد أن نتأكد من هذا القول.
الجواب :
هذه المسألة للعلماء فيها أقوال .. ورد فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث الصحيح بقوله :: ( نهي رسوالله صلى الله عليه وسلم عن الشرب قائماً )) وفي رواية (( من شرب قائماً فليستقيء )) وفي رواية ((فإنه قد شرب معه القرين )) فهذه النصوص أخذ منها العلماء رحمهم الله تعالى عدم جواز الشرب قائماً ... ووردت نصوص أخرى تدل على الجواز : منها أنه شرب زمزما يوم النحر إذ مر على العباس وهو يسقي الناس فشرب وهو قائماً ..
وكذلك حديث عليٍ عند النسائي بسند صحيح أنه توضأ وضوء النبي صلى الله عليه وسلم ثم وقف وشرب فضلة الوضوء قائماً , وقال إني سمعدت أناساً يحرمونه وقد رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل مثل ما فعلت ... )
فللعلماء أوجه في هذا الحديث : منهم من قال إن النهي مقدم على الإباحة والجواز . وقالوا أيضاً إن حديث زمزم يختص , فيباح لك في زمزم وحده أن تشرب قائماً .. وأما غير زمزم فتشرب جالساً .. وهذا فيه كما يقال جمع بين النصوص , لأن زمزم يقصد مها الإرتواء .. فكلما شربتها قائماً كان أبلغ في الري .. لآن من جلس انقبضت أحشاءه وأمعائه , فكان شربه قليلاً لذلك قالوا الحكمة بالأمر بشرب قائماً من الحكم المستفادة الرفق بالبدن , فإنه إذا شرب قائماً شرب أكثر من شربه جالساً وكان أرفق بالمعدة وكذلك ببدن الإنسان .. لأنه إذا شرب قائماً نزل الماء بقوة على أعضائه وربما أضر بكبده .. ولذلك قالو يشرب قاعداً إلا زمزم , لأنها تشرب وهو قائماً لأنه مقصود منها الري وبلوغها للأعضاء .
الوجه الثاني قال : وأما حديث علي فلأن النبي صلى الله عليه وسلم لما نهى عن الشرب قائماً أخبر أنه قد شرب معه القرين , وثبت في الحديث الصحيح أن الله عصم نبيه من القرين .. فقالوا فعل النبي صلى الله عليه وسلم حمله على الخصوص أقوى من حمل النهي عن الكراهه.
ولذلك من العلماء من قال أن فعل النبي صلى الله عليه وسلم يصرف النهي من التحريم إلى الكراهه ومنهم من قال فعلٌ خاص والأحوط أن الإنسان لا يشرب إلا جالساً .
وقد شاع بين الناس الشرب قائماً حتى إن بعضهم يشرب غير الماء قائماً وهذا كله كما قلناه خلاف السنة , فالسنة أن يشرب الإنسان قاعداً .. والله تعالى أعلم
خلاصة كلام الشيخ حفظه الله : أن الشرب واقفاً يحمل على الكراهه والسبب
أنه ورد فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث الصحيح بقوله :: ( نهي رسوالله صلى الله عليه وسلم عن الشرب قائماً )) وفي رواية (( من شرب قائماً فليستقيء )) وفي رواية ((فإنه قد شرب معه القرين ))
فهذه تدل على التحريم ..
ثم جاء حديث عليٍ عند النسائي بسند صحيح أنه توضأ وضوء النبي صلى الله عليه وسلم ثم وقف وشرب فضلة الوضوء قائماً , وقال إني سمعدت أناساً يحرمونه وقد رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل مثل ما فعلت ... )
فصرف الحكم من التحريم إلى الكراهه .. يعني الشرب واقفاً مكروه
أي تناول الطعام رغم أن وجبتك السابقه لم يتم هضمها بعد..
وكذلك الإمتثال ل (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع)
هل تعلمون أن الإمتثال لهذا الحديث يحمي المرء من أعراض التخمه أو السمنة والكسل يحافظ على رشاقة الجسم ويقظته..
فالأكل حتى الشبع يبعث في الجسم الخمول والكسل ويكتم على النفس ويورث السمنه البشعه والدهون في الجسم
تعليق