السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آية .. ما عاش النبي r بعدها إلا أياماً قليلة... جاءت بعد مائتين وثمانين آية من الزهراء الأولى (أي سورة البقرة) لحديث النبي r "إقرأوا الزهراوين: البقرة وآل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان................".الحديث أخرجه مسلم (804/252) عن أبي أمامة رضي الله عنه.
تُذكِّر العباد بيوم مشهود، ولقاءٍ موعود، لا يغني فيه والدٌ ولا مولود.. اشتملت على موعظتين مشهدين عظيمين؛ أما المشهد الأول "واتقوا يوماً تُرجعون فيه إلى الله"، وأما المشهد الثاني: "ثُم تُوفى كلُّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يُظلمون".
أما المشهد الأول فذكَّرنا بيوم طالما نسيناه وموقف حقٌ آمنا به وصدقناه، ذكَّرنا بيوم هو آخر الأيام وذكّرنا بيوم هو إما عذاب أو مسك للختام. ذكّرنا باليوم الآخر الذي تُغصُّ فيه الحناجر فلا يوم بعده، ولا يوم مثله، إنَّه اليوم العظيم، والموقف الجليل بين يدي العظيم الكريم.
" واتقوا يوماً تُرجعون فيه إلى الله" هي الآية التي أفضت مضاجع الصالحين فـ "كانوا قليلا من الليل ما يهجعون" [الذاريات: 17].
فيا الله من أجسادٍ إذا أوت إلى فراشها تذكرت يوم لقاء ربها، فقامت تتقلب بين يديه تناجيه وتناديه..... تسأله الرحمة إذا حلَّت بناديه.
(واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله)... هذا اليوم العظيم الذي كتب عز وجل على كل صغير وكبير وكل جليل وحقير أن يقاد إليه عزيزاً أو ذليلاً، كريماً أو مهاناً، كتب الله عز وجل علينا أن نصير إلى ذلك اليوم المشهود واللقاء الموعود ولكن قبل ذلك اليوم وقبل ذلك المشهد العظيم لحظة ينتقل الإنسان فيها من دار الغرور إلى دار الشرور أو دار السرور..... لحظة من اللحظات التي يٌكتب فيها للعبد أنه منتقل إلى ذلك اليوم.... تلك اللحظة التي يُلقى الإنسان فيها آخر النظرات على الأبناء والبنات، والإخوان والأخوات، يُلقي فيها آخر النظرات على هذه الدنيا وتبدو على وجهه معالمُ السكرات وتخرج من صميم قلبه الآهات والزفرات.... إنها اللحظة التي يؤمن فيها ويوقن فيها الفاجر.
إنها اللحظة التي يعرف الإنسان فيها حقارة الدنيا.... إنها اللحظة التي يَعرف فيها الإنسان حقارة الدنيا.... إنها اللحظة التي يُحس الإنسان فيها أنَّه فرَّط كثيراً في جنب الله..... إنَّها اللحظة التي يُحسُّ الإنسان فيها بالحسرة والألم على كل لحظة فرَّط فيها في جنب الله .... يناديه: رباه... رباه... ارجعون لعلى أعمل صالحاً فيما تركت.
إنها اللحظة الحاسمة والساعة القاصمة التي يدنو فيها رسول الله – أعني مَلَك الموت لكي يُنادي.... فيا ليت شعري، هل يُنادي نداء النعيم أو نداء الجحيم؟....
ألا ليت شعري.... هل يُقال "يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية" [الفجر 27،28] أو يُقال (يا أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله......ألا ليت شعري... كيف تكون الخواتيم؟؟. ألا ليت شعري.... من تلك الساعة التي أقلقت مضاجع الصالحين، فنادوا "توفَّنا مع الأبرار" [آل عمران 193]، وفي لحظة واحدة أُسلِمت الروح إلى بارئها، والتفت الساق بالساق، إلى ربك يومئذ المساق....... هناك يُحسُّ العبد بدار غريبة ومنازل رهيبة عجيبة.
فلا إله إلا الله... في لحظة واحدة من دار الهوان إلى دار النعيم المقيم.... فلا إله إلا الله..... في لحظة واحدة من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، وفي لحظة واحدة من جوار الأشرار إلى جوار الواحد القهار، وفي لحظة واحدة طويت صفحات الغرور وبدا للعبد هول البعث والنشور.
فلا إله إلا الله ... مضيت الملهيات والمغريات وبقيت التبعات. فلا إله إلا الله .... من ساعة تُطوى فيها صحيفتك إما على الحسنات أو على السيئات... تتمنى حسنة تُزاد في الأعمال... تتمنى حسنة تُزاد في الأقوال... تتمنى صلاح الأقوال والأفعال.
"وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربي لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين" [المنافقون 10] تحسُّ بقلب متقطع من الألم.... تُحسُّ بالشعور بالندم.... أنَّ الأيام انتهت وأنَّ الدنيا قد انقضت؛ لكي تستقبل معالم الجد أمام عينيك وتُدهن بما قلته وفعلته بين يديك هناك حيث يُسلم الإنسان روحه لبارئها، وينتقل إلى الآخرة بما فيها وفي لحظة واحدة أصبح العبد كأن لم يكن شيئا مذكورا... طُويت الصفحات وصِرت في عداد الأموات... تُذْكَرُ كأن لم تكن في الدنيا.... كأن عينيك لم تر وكأن أذنيك لم تسمع وكأن الأرض لم تضرب عليها الخُطى.
فلا إله إلا الله... من ساعة نزلت فيها أول مراحل الآخرة ولا إله إلا الله ... إن صِرت في عداد تلك السفينة الماخرة واستقبلت الحياة الجديدة فإما عيشة سعيدة أو عيشة نكيدة ونزلت في عداد، ونزلت في عداد أولئك الغرباء.... بين الأجداث (القبور – جمع جدث). هناك حيث تُفسح القبور لأهلها ويزداد السرور على مَنْ حلَّ بها. هناك حيث تنسى نعيم الدنيا مع النعيم المقيم. هناك حيث تنال من الله البركات والرحمات والتكريم، فيا ليت شعري.. ما حال أهل القبور؟؟!!
كم من قبور في كهوف مظلمة، وفي أماكن موحشة مُلئت أنواراً وسروراً على أهلها!!!. ولا إله إلا الله.... كم من قبور حولها الأنوار مضيئة والناس يسرحون ويمرحون، فيها الجحيم والعذاب المقيم.
فلا إله إلا الله من دار تقارب سكانها وتفاوت عُمَّارها.... فقبرٌ يتقلب في النعيم والرضوان العظيم من الرحيم الحليم الكريم، وقبرٌ فيه دركات الجحيم والعذاب المقيم، ينادي ولا مُجيب ويستعطف ولا مستجيب، انقطعت الأيام بما فيها وعاين الإنسان ما كان يقترفه فيها....(واتقوا يوماً تُرجعون فيه إلى الله).
يا أمة محمد، اتقوا يوماً تُرجعون فيه إلى الله، يوم لا يُِغني فيه والدٌ ولا مولود.... إنَّه اليوم المشهود واللقاء الموعود. اللهم يا سامع الدعوات، ويا مَنْ تُحيي الأموات بعد الرُفات... نسألك أن تجعل أسعد اللحظات وأعزَّها لحظة المصير إليك. اللهم ارحمنا فيها برحمتك...... اللهم ارحمنا فيها برحمتك، وعُمَّنا فيها بمغفرتك، إنَّك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
آية .. ما عاش النبي r بعدها إلا أياماً قليلة... جاءت بعد مائتين وثمانين آية من الزهراء الأولى (أي سورة البقرة) لحديث النبي r "إقرأوا الزهراوين: البقرة وآل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان................".الحديث أخرجه مسلم (804/252) عن أبي أمامة رضي الله عنه.
تُذكِّر العباد بيوم مشهود، ولقاءٍ موعود، لا يغني فيه والدٌ ولا مولود.. اشتملت على موعظتين مشهدين عظيمين؛ أما المشهد الأول "واتقوا يوماً تُرجعون فيه إلى الله"، وأما المشهد الثاني: "ثُم تُوفى كلُّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يُظلمون".
:::::::::: المشهد الأول ::::::::::
أما المشهد الأول فذكَّرنا بيوم طالما نسيناه وموقف حقٌ آمنا به وصدقناه، ذكَّرنا بيوم هو آخر الأيام وذكّرنا بيوم هو إما عذاب أو مسك للختام. ذكّرنا باليوم الآخر الذي تُغصُّ فيه الحناجر فلا يوم بعده، ولا يوم مثله، إنَّه اليوم العظيم، والموقف الجليل بين يدي العظيم الكريم.
" واتقوا يوماً تُرجعون فيه إلى الله" هي الآية التي أفضت مضاجع الصالحين فـ "كانوا قليلا من الليل ما يهجعون" [الذاريات: 17].
فيا الله من أجسادٍ إذا أوت إلى فراشها تذكرت يوم لقاء ربها، فقامت تتقلب بين يديه تناجيه وتناديه..... تسأله الرحمة إذا حلَّت بناديه.
(واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله)... هذا اليوم العظيم الذي كتب عز وجل على كل صغير وكبير وكل جليل وحقير أن يقاد إليه عزيزاً أو ذليلاً، كريماً أو مهاناً، كتب الله عز وجل علينا أن نصير إلى ذلك اليوم المشهود واللقاء الموعود ولكن قبل ذلك اليوم وقبل ذلك المشهد العظيم لحظة ينتقل الإنسان فيها من دار الغرور إلى دار الشرور أو دار السرور..... لحظة من اللحظات التي يٌكتب فيها للعبد أنه منتقل إلى ذلك اليوم.... تلك اللحظة التي يُلقى الإنسان فيها آخر النظرات على الأبناء والبنات، والإخوان والأخوات، يُلقي فيها آخر النظرات على هذه الدنيا وتبدو على وجهه معالمُ السكرات وتخرج من صميم قلبه الآهات والزفرات.... إنها اللحظة التي يؤمن فيها ويوقن فيها الفاجر.
إنها اللحظة التي يعرف الإنسان فيها حقارة الدنيا.... إنها اللحظة التي يَعرف فيها الإنسان حقارة الدنيا.... إنها اللحظة التي يُحس الإنسان فيها أنَّه فرَّط كثيراً في جنب الله..... إنَّها اللحظة التي يُحسُّ الإنسان فيها بالحسرة والألم على كل لحظة فرَّط فيها في جنب الله .... يناديه: رباه... رباه... ارجعون لعلى أعمل صالحاً فيما تركت.
إنها اللحظة الحاسمة والساعة القاصمة التي يدنو فيها رسول الله – أعني مَلَك الموت لكي يُنادي.... فيا ليت شعري، هل يُنادي نداء النعيم أو نداء الجحيم؟....
ألا ليت شعري.... هل يُقال "يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية" [الفجر 27،28] أو يُقال (يا أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله......ألا ليت شعري... كيف تكون الخواتيم؟؟. ألا ليت شعري.... من تلك الساعة التي أقلقت مضاجع الصالحين، فنادوا "توفَّنا مع الأبرار" [آل عمران 193]، وفي لحظة واحدة أُسلِمت الروح إلى بارئها، والتفت الساق بالساق، إلى ربك يومئذ المساق....... هناك يُحسُّ العبد بدار غريبة ومنازل رهيبة عجيبة.
فلا إله إلا الله... في لحظة واحدة من دار الهوان إلى دار النعيم المقيم.... فلا إله إلا الله..... في لحظة واحدة من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، وفي لحظة واحدة من جوار الأشرار إلى جوار الواحد القهار، وفي لحظة واحدة طويت صفحات الغرور وبدا للعبد هول البعث والنشور.
فلا إله إلا الله ... مضيت الملهيات والمغريات وبقيت التبعات. فلا إله إلا الله .... من ساعة تُطوى فيها صحيفتك إما على الحسنات أو على السيئات... تتمنى حسنة تُزاد في الأعمال... تتمنى حسنة تُزاد في الأقوال... تتمنى صلاح الأقوال والأفعال.
"وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربي لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين" [المنافقون 10] تحسُّ بقلب متقطع من الألم.... تُحسُّ بالشعور بالندم.... أنَّ الأيام انتهت وأنَّ الدنيا قد انقضت؛ لكي تستقبل معالم الجد أمام عينيك وتُدهن بما قلته وفعلته بين يديك هناك حيث يُسلم الإنسان روحه لبارئها، وينتقل إلى الآخرة بما فيها وفي لحظة واحدة أصبح العبد كأن لم يكن شيئا مذكورا... طُويت الصفحات وصِرت في عداد الأموات... تُذْكَرُ كأن لم تكن في الدنيا.... كأن عينيك لم تر وكأن أذنيك لم تسمع وكأن الأرض لم تضرب عليها الخُطى.
فلا إله إلا الله... من ساعة نزلت فيها أول مراحل الآخرة ولا إله إلا الله ... إن صِرت في عداد تلك السفينة الماخرة واستقبلت الحياة الجديدة فإما عيشة سعيدة أو عيشة نكيدة ونزلت في عداد، ونزلت في عداد أولئك الغرباء.... بين الأجداث (القبور – جمع جدث). هناك حيث تُفسح القبور لأهلها ويزداد السرور على مَنْ حلَّ بها. هناك حيث تنسى نعيم الدنيا مع النعيم المقيم. هناك حيث تنال من الله البركات والرحمات والتكريم، فيا ليت شعري.. ما حال أهل القبور؟؟!!
كم من قبور في كهوف مظلمة، وفي أماكن موحشة مُلئت أنواراً وسروراً على أهلها!!!. ولا إله إلا الله.... كم من قبور حولها الأنوار مضيئة والناس يسرحون ويمرحون، فيها الجحيم والعذاب المقيم.
فلا إله إلا الله من دار تقارب سكانها وتفاوت عُمَّارها.... فقبرٌ يتقلب في النعيم والرضوان العظيم من الرحيم الحليم الكريم، وقبرٌ فيه دركات الجحيم والعذاب المقيم، ينادي ولا مُجيب ويستعطف ولا مستجيب، انقطعت الأيام بما فيها وعاين الإنسان ما كان يقترفه فيها....(واتقوا يوماً تُرجعون فيه إلى الله).
يا أمة محمد، اتقوا يوماً تُرجعون فيه إلى الله، يوم لا يُِغني فيه والدٌ ولا مولود.... إنَّه اليوم المشهود واللقاء الموعود. اللهم يا سامع الدعوات، ويا مَنْ تُحيي الأموات بعد الرُفات... نسألك أن تجعل أسعد اللحظات وأعزَّها لحظة المصير إليك. اللهم ارحمنا فيها برحمتك...... اللهم ارحمنا فيها برحمتك، وعُمَّنا فيها بمغفرتك، إنَّك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
تعليق