أولاً : ما هي النفس وما خصائصها

النفس تلك النفيسة الغالية
الخبيثة المتردية
تحمل في طياتها متناقضاً غريباً

(ونفس وما سواها فألهما فجورها وتقواها )


هي مثل المعدن النفيس يكون في باطن الأرض بين الرمال والأتربة من استطاع أن ينقب عنه وينتشله من هذا الوحل صار معه جوهرة غالية وإذا ترك ظل كما هو عبارة عن صخرة يعتليها التراب


جبلت على حب الخير لها ولكنها تحتاج من يبصرها إياه
فهي إلا أن تكون قائدة او منقادة حاكمة أو محكومة أمرة أو مأمورة ناهية أو منتهية
إما أن تقود الإنسان إلي طموحها وغيها فتقوده إلى الهلاك وإما أن يقودها هو إلى خيرها وفلاحها

من لي يرد جموحاً من غوايتها *** كما يرد جموح الخيل باللجم

فإما أن يبصرها صاحبها وإما أن تتبع حديثها وتصدق صدى صوتها
وبعدها
إذا المرء اتبع هواه أقامه *** بدار فيها العزيز ذليل

فهي كالأعمى الذي يحاول أن يعبر الطريق ليصل إلى غايته فأما أن يعبر وحده لتفتك به العربات وتتقاذفه السيارات وإما أن يمسك بيديه إنسان حاذق يبصره طريقه ويهديه صراطه


فهل أدركنا مع من نتعامل