هطول هذه الأمطار كان مؤشراً مريحاً بالنسبة لنا
كأنما إب تستقبلنا بهذه الأمطار


واصلنا سيرنا نحو إب بينما تواصل هطول المطر بشكل غزير
الأمطار تعني الحياة والخضرة في هذا المكان


مع اقترابنا من إب بدأنا نشاهد بعض أوجه الحياة في هذه المدينة اليمنية


بعد حين أصبحنا على مقربة من مدينة إب
عرفنا ذلك ونحن نرى تزايد اخضرار الأرض على نحو مفاجيء


نعم هذا هو ما تراه عند اقترابك من مدينة إب
انها طبيعة خلابة سبحان من أبدعها
محافظة إب مدينة تقع على مبعدة 193 كيلو متر جنوب العاصمة صنعاء
المحافظة تتوزع على سلاسل جبلية متفاوتة الإرتفاع بين 1500 - 3000 متر فوق سطح البحر
مدينة إب الرئيسية تقع على ارتفاع 1500 متر وعدد سكانها حوالي 1.5 مليون نسمة
إب ذات تضاريس وعرة جداًوهي تقع ضمن محافظات تعرف بإسم اللواء الأخضر كونها تتسم بكثرة الأمطار وبالتالي جمال الطبيعة وغناها

في رحلتنا شاءت إرادة الله أن يصادف وصولنا جو ربيعياً مذهلاً
فالسماء ملبدة بالغيوم والهواء منعش وجميل


أخبرنا الأهالي هناك بأن هذا الطقس يتكرر سنوياً خلال شهر أغطسطس بشكل خاص
ومع الاقتراب أكثر من المدينة أصبحت الأرض ترتدي حلة خضراء زاهية الألوان والجمال


في الأودية الغنية تتناثر البيوت الصغيرة هنا وهناك


عندما اقتربنا من المدينة أكثر لفت نظرنا شلال في مكان ناء من الجبال يسمى شعب النجار
كان منظره مغري بالنسبة لنا لنقرر التوقف ومن ثم محاولة الوصول اليه


خرجنا عن الطريق العام وسلكنا طريقاً ترابياً شديد الوعورة ومعنا دليلاً من أهل المنطقة قام بمرافقتنا وارشادنا
في تلك الطريق مررنا ببعض القرى المعزولة وهي تنعم بوجودها في مثل هذا الطقس والطبيعة الحالمة


جسر معلق ذو تصميم وبناء فريد


تقدمنا في ذلك الوادي


وتركنا سيارتنا حيث انتهى الطريق الممهد
لنقوم بجولة على الاقدام حول الوادي بغية اكتشافه والتمتع به


كان منظر الوادي رائعاً فالخضرة تحيط بنا من كل جانب
واصوات خرير المياه المتدفقة زاد الجو بهجة


الوادي مليء بالشلالات التي تغمر اصوات تدفق المياه بها الأسماع


هذه الصخرة العظيمة المشطورة إلى نصفين دفعتنا للسؤال عنها
وكان الجواب أنها صاعقة أصابتها في سنين خلت فسبحان الله


قضينا بعض الوقت في هذا المكان وبه صلينا صلاة الظهر والعصر جمع تأخير
استرخينا متمتعين بجمال هذه الطبيعة البكر التي لم يفسدها تدخل الإنسان
وكنا نمني أنفسنا ونحن نرى هذا الحسن بما ينتظرنا عندما نتقدم إلى مدينة إب
هذه الاستراحة كان وقود الاستعداد لمواصلة الرحلة


حسناً هانحن قد عدنا الى الطريق العام متجهين نحو مدينة إب
الطبيعة الخضراء سمة مميزة للنواحي التي تقع على يمين ويسار الخط السريع وما خفي كان أعظم


شاهدنا المزيد من ذلك ونحن ندخل المدينة
رأينا البيوت الصغيرة المتناثرة وسط الحقول الخضراء


بدت إب مع القرب منها وكأنها الأرض الحلم


ذلك هو المشهد حقاً .. فاتن وجميل
بعد قليل اصبحنا نشاهد مدينة إب وسط الجبال الخضراء التي تحيط بها من كل جانب
ارتقينا ونحن نبحث عن مقر ملائم نقيم فيه ، مرتفع يشرف على هذه المدينة


كان هدفنا هو الاستقرار في مركز سكني يعرف بفندق تاج إب السياحي
موقع الفندق مميز فهو في مكان مرتفع عن المدينة كما ان شرفات غرفه تشرف على المدينة في مطل جميل
ما زاد من المتعة في ذلك الوقت هو استمرار تكاثف الغيوم والتي امطرت بشكل متفرق حتى صبيحة اليوم التالي