أعضاء المنابر
كل العاملين علي هذا المنتدي الجميل
كل عيد أضحي وأنتم بخير " اللهم باركه علي الأمة الأسلامية بفضلك وكرمك
وهذه خطبة صلاة العيد
أفضل ما أقدمه بين يدي كل مسلم
خطبة عيد الأضحي المبارك
الله أكبر (تسعاً)
الله أكبر ما غمر عباده بالفضل والنعم والآلاء وخصهم بمزيد من الخير والعطاء، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد..،
الله أكبر ما تجرد الحجاج من الثياب عند الإحرام ورفعوا أصواتهم ملبين الكبير المتعال ودخلوا البيت الحرام راجين عفو الرحيم الرحمن، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد..، الله أكبر ما أفاض الحجاج من عرفات وحفهم الله بلطفه ومحا عنهم السيئات وباهى بهم ربهم ملائكته، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلا..، سبحانك اللهم خلقت الخلق بقدرتك وغمرتهم بفضلك وإحسانك، فنحمدك على عظيم نعمك، ونشكرك على كريم عطاياك، ونشهد أن لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، رضيت لنا الإسلام دينا، فأتممت علينا النعمة، وأضأت لنا الطريق، وأكملت لنا الدين، ونشهد أن سيدنا محمداً عبدك ورسولك، ختمت به النبيين، وزينته بالخلق العظيم، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد فيا جماعة المسلمين:
هذا يوم العيد الأكبر، يوم ذكر وتكبير وتهليل، يوم فرح وسرور، يوم بذل وعطاء، وتضحية وفداء، يوم تآلف وتعاون، وإخاء وصفاء، يوم إتمام النعمة وإكمال الدين.
فما أجمل هذا اليوم وما أعظمه، إنه يوقظ القلوب ويحرك فينا دوافع الخير، حتى تكون صلتنا بالله متصلة وطاعتنا له مستمرة.
والعيد كلمة محببة للنفس تملأ القلوب فرحاً وغبطة، وذلك لما ترمز إليه من كثرة عطايا الله على عباده المؤمنين ومن العود إلى الفرح والسـرور، ولما يجب أن تكون عليه النفوس من ود وصفاء، وما يجب أن يتعوده المسلمون من سلام ووئام وأمن واستقرار.
ولئن كانت الأمم الأخرى تحتفل بأعظم أيامها، وتتخذ لها عيداً، فأعيادنا ترتبط بأعز الذكريات وأعظمها في تاريخ الأمة..
( 2 )
ترتبط بفريضتين عظيمتين من أهم أركان الإسلام، وهي بهذا تدفعنا إلى شكر الله وحسن طاعته، وتغرس فينا كل الفضائل والأخلاق الكريمة.
أيها المسلمون:
إن عيدنا الأكبر يذكرنا بإخواننا الحجاج في مهابط الوحي وأماكن النور، يذكرنا بهم وهم يطوفون بالبيت الحرام متجردين من كل زينة الدنيا، ليؤكدوا تجردهـم لله في كل عباداتهم ومعاملاتهم، عملاً بقول الله تعالى في سورة الأنعام (162) {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} نذكرهم ونذكر معهم هذه الصورة الإيمانية الحقة في زيهم الواحـد، ودعائهم الواحد، وتوجههم إلى قبلة واحدة، فنستشعر معهم مبدأ المساواة والتعاون الصادق، والمحبة التي لا تعرف القطيعة أبداً.
ويوم العيد يذكرنا بالإيمان العميق، والإخلاص الكامل، والطاعة المطلقة، والتضحية التي لا تعرف التردد لأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، فقد أراه الله في المنام إنه يذبح ابنه الوحيد وفلذة كبده، ومعلوم أن إبراهيم عليه السلام لم يرزق الولد إلا بعد أن كبرت سنه وانحنى ظهره وكان كثيراً ما يتطلع إلى ذرية تنشأ في طاعة الله وتعينه على مصاعب الحياة، لكن الله أراد أن يختبره في هذا الولد وكان الامتحان قاسياً ومريراً، فقد يمتحن الإنسان في ماله أو صحته أو رزقه، وكل هذا قد يعوض أما أن يمتحن في ذبح ولده وبيده فذلك هو البلاء المبين لا يطيقه إلا الأقوياء المحسنون وكان إبراهيم حقاً هو العظيم الممتحن.
فاجتمع إبراهيم بأسرته، وعرض الأمر على الأم فقال إن الله أمرني – والأمر كله لله- أمرني أن أذبح ابني إسماعيل وقد استجبت ورضيت، فلم تجزع الأم ولم تتردد، بل تجلى الإيمان في قلبها وقالت: نعم ما أمرك الله، طاعة الرحمن فوق المال والولد والأرواح والأبدان، ثم عرض الأمر على إسماعيل فقال إسماعيل الابن البار المطيع: يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين.. وهنا يصور القرآن الكريم هذه القصة أبلغ تصوير.. فيقول الله تعالى في سورة الصافات {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [الصافات: 102 ,110]
( 3 )
وهكذا صارت الأضحية سنة أبينا إبراهيم عليه السلام.. وليست الأضحية مجرد دم يراق، إنما هي رمز لكل تضحية لله مهما كان الثمن غالياً وعزيزاً. وفي الحديث الذي رواه ابن ماجه والترمذي والحاكم يقول النبي (صلي الله عليه وسلم) "ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض فطيبوا بها نفساً وفي الحديث الذي رواه الحاكم.. قيل لرسول (صلي الله عليه وسلم) ما هذه الأضاحي؟ قال: سنة أبيكم إبراهيم عليه السلام، قالوا فما لنا فيها؟ قال بكل شعرة من صوف حسنة".
أيها المسلمون:
فلنتذكر في هذا اليوم إخلاص إبراهيم لربه، وطاعة إسماعيل لوالده، وطاعة الزوجـة لزوجها، وإحسان الأسرة كلها، وليكن لنا ذلك درساً عملياً نترسم خطاه – وعلى الآباء أن يكونوا قدوة للأبناء، وعلى الأبناء أن يعلموا أن رضا الآباء من رضا الله، وأن غضبهما من غضب الله، وأن الله طالب الأبناء ببر الآباء في حياتهم وبعد مماتهم.. قال تعالى: في سورة الإسراء {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} [الإسراء: 23].
وأنتن - معشر النساء - يجب أن تكن مثالاً للطهر والعفاف، والحرص على طاعة الزوج ورعاية شئونه وتربية الأولاد وتنشئتهم على الفضائل كلها ولا تخرجن إلا محتشمات وبإذن الزوج ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وفي الحديث الذي رواه مسلم "صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها لناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذاوكذا"
فاتقوا الله عباد الله وحققوا معنى العيد في قلوبكم وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
الله أكبر [سبعاً] الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين ونشهد أن محمدا عبد الله ورسوله الصادق الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد فيا جماعة المسلمين:
في الحديث الشريف يقول النبي صلى الله عليه وسلم "إن أول ما نبدأ به في يومنا هذاهو أن نصلي ثم ننحر من فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ومن فعل غير ذلك فهو لحم قدمه لأهله ليس من النسك في شئ".
من هذا الحديث أيها الإخوة يتبين لنا وقت ذبح الأضحية، وهو بعد صلاة العيد، فطيبوا بالأضحية نفساً، وانتهزوا فرصة العيد للمودة والمحبة والإخاء، ورعاية اليتامى والمساكين، وإشاعة البشر والمحبة بين الناس، فالعيد فرحة وسرور، ولا تتم الفرحة إلا بعودة الأسرى وعودة المسجد الأقصى إلى المسلمين.
فاللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، وأهلك أعداءك أعداء الدين، اللهم ارحم شـهداءنا، وشهداء المسلمين، وفك قيد أسرانا وأسرى المسلمين، وانصر المجاهدين في فلسطين، وفي كل مكان يار ب العالمين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً رخاء وسائر بلاد المسلمين، وأيد ولاة الأمور لما فيه خير البلاد والعباد يارب العالمين، اللهم أيدهم بالحق وأيد الحق بهم، وانصرهم على أعدائهم يارب العالمين، اللهم احفظ صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي عهده الأمين اللهم احفظهم من كل سوء وأجر الخير على أيديهما يا أكرم الاكرمين.
اللهم اغفر للمسـلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات إنك سميع قريب مجيب الدعوات يارب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه وتقبل الله طاعتكم.
نقلا عن
كل العاملين علي هذا المنتدي الجميل
كل عيد أضحي وأنتم بخير " اللهم باركه علي الأمة الأسلامية بفضلك وكرمك
وهذه خطبة صلاة العيد
أفضل ما أقدمه بين يدي كل مسلم
خطبة عيد الأضحي المبارك
الله أكبر (تسعاً)
الله أكبر ما غمر عباده بالفضل والنعم والآلاء وخصهم بمزيد من الخير والعطاء، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد..،
الله أكبر ما تجرد الحجاج من الثياب عند الإحرام ورفعوا أصواتهم ملبين الكبير المتعال ودخلوا البيت الحرام راجين عفو الرحيم الرحمن، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد..، الله أكبر ما أفاض الحجاج من عرفات وحفهم الله بلطفه ومحا عنهم السيئات وباهى بهم ربهم ملائكته، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلا..، سبحانك اللهم خلقت الخلق بقدرتك وغمرتهم بفضلك وإحسانك، فنحمدك على عظيم نعمك، ونشكرك على كريم عطاياك، ونشهد أن لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، رضيت لنا الإسلام دينا، فأتممت علينا النعمة، وأضأت لنا الطريق، وأكملت لنا الدين، ونشهد أن سيدنا محمداً عبدك ورسولك، ختمت به النبيين، وزينته بالخلق العظيم، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد فيا جماعة المسلمين:
هذا يوم العيد الأكبر، يوم ذكر وتكبير وتهليل، يوم فرح وسرور، يوم بذل وعطاء، وتضحية وفداء، يوم تآلف وتعاون، وإخاء وصفاء، يوم إتمام النعمة وإكمال الدين.
فما أجمل هذا اليوم وما أعظمه، إنه يوقظ القلوب ويحرك فينا دوافع الخير، حتى تكون صلتنا بالله متصلة وطاعتنا له مستمرة.
والعيد كلمة محببة للنفس تملأ القلوب فرحاً وغبطة، وذلك لما ترمز إليه من كثرة عطايا الله على عباده المؤمنين ومن العود إلى الفرح والسـرور، ولما يجب أن تكون عليه النفوس من ود وصفاء، وما يجب أن يتعوده المسلمون من سلام ووئام وأمن واستقرار.
ولئن كانت الأمم الأخرى تحتفل بأعظم أيامها، وتتخذ لها عيداً، فأعيادنا ترتبط بأعز الذكريات وأعظمها في تاريخ الأمة..
( 2 )
ترتبط بفريضتين عظيمتين من أهم أركان الإسلام، وهي بهذا تدفعنا إلى شكر الله وحسن طاعته، وتغرس فينا كل الفضائل والأخلاق الكريمة.
أيها المسلمون:
إن عيدنا الأكبر يذكرنا بإخواننا الحجاج في مهابط الوحي وأماكن النور، يذكرنا بهم وهم يطوفون بالبيت الحرام متجردين من كل زينة الدنيا، ليؤكدوا تجردهـم لله في كل عباداتهم ومعاملاتهم، عملاً بقول الله تعالى في سورة الأنعام (162) {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} نذكرهم ونذكر معهم هذه الصورة الإيمانية الحقة في زيهم الواحـد، ودعائهم الواحد، وتوجههم إلى قبلة واحدة، فنستشعر معهم مبدأ المساواة والتعاون الصادق، والمحبة التي لا تعرف القطيعة أبداً.
ويوم العيد يذكرنا بالإيمان العميق، والإخلاص الكامل، والطاعة المطلقة، والتضحية التي لا تعرف التردد لأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، فقد أراه الله في المنام إنه يذبح ابنه الوحيد وفلذة كبده، ومعلوم أن إبراهيم عليه السلام لم يرزق الولد إلا بعد أن كبرت سنه وانحنى ظهره وكان كثيراً ما يتطلع إلى ذرية تنشأ في طاعة الله وتعينه على مصاعب الحياة، لكن الله أراد أن يختبره في هذا الولد وكان الامتحان قاسياً ومريراً، فقد يمتحن الإنسان في ماله أو صحته أو رزقه، وكل هذا قد يعوض أما أن يمتحن في ذبح ولده وبيده فذلك هو البلاء المبين لا يطيقه إلا الأقوياء المحسنون وكان إبراهيم حقاً هو العظيم الممتحن.
فاجتمع إبراهيم بأسرته، وعرض الأمر على الأم فقال إن الله أمرني – والأمر كله لله- أمرني أن أذبح ابني إسماعيل وقد استجبت ورضيت، فلم تجزع الأم ولم تتردد، بل تجلى الإيمان في قلبها وقالت: نعم ما أمرك الله، طاعة الرحمن فوق المال والولد والأرواح والأبدان، ثم عرض الأمر على إسماعيل فقال إسماعيل الابن البار المطيع: يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين.. وهنا يصور القرآن الكريم هذه القصة أبلغ تصوير.. فيقول الله تعالى في سورة الصافات {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [الصافات: 102 ,110]
( 3 )
وهكذا صارت الأضحية سنة أبينا إبراهيم عليه السلام.. وليست الأضحية مجرد دم يراق، إنما هي رمز لكل تضحية لله مهما كان الثمن غالياً وعزيزاً. وفي الحديث الذي رواه ابن ماجه والترمذي والحاكم يقول النبي (صلي الله عليه وسلم) "ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض فطيبوا بها نفساً وفي الحديث الذي رواه الحاكم.. قيل لرسول (صلي الله عليه وسلم) ما هذه الأضاحي؟ قال: سنة أبيكم إبراهيم عليه السلام، قالوا فما لنا فيها؟ قال بكل شعرة من صوف حسنة".
أيها المسلمون:
فلنتذكر في هذا اليوم إخلاص إبراهيم لربه، وطاعة إسماعيل لوالده، وطاعة الزوجـة لزوجها، وإحسان الأسرة كلها، وليكن لنا ذلك درساً عملياً نترسم خطاه – وعلى الآباء أن يكونوا قدوة للأبناء، وعلى الأبناء أن يعلموا أن رضا الآباء من رضا الله، وأن غضبهما من غضب الله، وأن الله طالب الأبناء ببر الآباء في حياتهم وبعد مماتهم.. قال تعالى: في سورة الإسراء {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} [الإسراء: 23].
وأنتن - معشر النساء - يجب أن تكن مثالاً للطهر والعفاف، والحرص على طاعة الزوج ورعاية شئونه وتربية الأولاد وتنشئتهم على الفضائل كلها ولا تخرجن إلا محتشمات وبإذن الزوج ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وفي الحديث الذي رواه مسلم "صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها لناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذاوكذا"
فاتقوا الله عباد الله وحققوا معنى العيد في قلوبكم وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
الله أكبر [سبعاً] الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين ونشهد أن محمدا عبد الله ورسوله الصادق الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد فيا جماعة المسلمين:
في الحديث الشريف يقول النبي صلى الله عليه وسلم "إن أول ما نبدأ به في يومنا هذاهو أن نصلي ثم ننحر من فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ومن فعل غير ذلك فهو لحم قدمه لأهله ليس من النسك في شئ".
من هذا الحديث أيها الإخوة يتبين لنا وقت ذبح الأضحية، وهو بعد صلاة العيد، فطيبوا بالأضحية نفساً، وانتهزوا فرصة العيد للمودة والمحبة والإخاء، ورعاية اليتامى والمساكين، وإشاعة البشر والمحبة بين الناس، فالعيد فرحة وسرور، ولا تتم الفرحة إلا بعودة الأسرى وعودة المسجد الأقصى إلى المسلمين.
فاللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، وأهلك أعداءك أعداء الدين، اللهم ارحم شـهداءنا، وشهداء المسلمين، وفك قيد أسرانا وأسرى المسلمين، وانصر المجاهدين في فلسطين، وفي كل مكان يار ب العالمين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً رخاء وسائر بلاد المسلمين، وأيد ولاة الأمور لما فيه خير البلاد والعباد يارب العالمين، اللهم أيدهم بالحق وأيد الحق بهم، وانصرهم على أعدائهم يارب العالمين، اللهم احفظ صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي عهده الأمين اللهم احفظهم من كل سوء وأجر الخير على أيديهما يا أكرم الاكرمين.
اللهم اغفر للمسـلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات إنك سميع قريب مجيب الدعوات يارب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه وتقبل الله طاعتكم.
نقلا عن
تعليق