السلام عليكم :
صدام حسين أفضى إلى ما قدم هذا أنصف ما نقوله في هذا الرجل الذي لا نعلم حاله هل هو البطل أم هو البعثي العلماني المعادي لدين الله ؛ أما في حال حكمه فكان هذا البعثي اللا ديني المبدل للشرائع المرتكب للجرائم وأنا كنت أظنه ظنا غالبا أنه من أفجر خلق الله بل من أكفرهم لكن الحال اختلف والبغية ليست في تكفير الناس او تفسيقهم لكن البغية هي إظهار الباطل وأهله لأنها الوسيلة لتمييز الحق عن الباطل وإلا إلتبس الأمر على الناس قال تعالى ( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ) ؛ ففي حال اعتقاله رأينا وسمعنا ما يشعر أنه ليس ذلك الرجل الأول وأنه طرأت الشبه حول توبة هذا الرجل فلا نعلم عن حق حاله هل تاب فعلا أم أنه على ما كان عليه من اعتقاد كفري خبيث والمطلع يعلم أن هناك شروط وموانع ينبغي إنزالها على فاعل الأفعال الكفرية للحكم العيني عليه بالكفر فيجب أن تتوافر فيه شروط وتطمئن لإنتفاء الموانع وشدد على كلمة تطمئن فإذا وجدت الشبه فأمسك هداك الله فالأمر جلل وكل أمره إلى الله عز وجل ؛ فأهل العلم لا يجدوا تكفير الناس أمرا ممتعا بل هو امر صعب على نفس ومزعج لكن أهل السنة أهل إنصاف لا هم مرجئة لا يكفروا أحدا مهما فعل لأن الإيمان عند المرجئة مجرد التصديق ولا هم خوارج يكفرون الناس لمعاصيهم بل هم على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه يعرضون أنفسهم قبل الناس على كتاب الله والسنة فهذا ميزانهم الذي لا يضل ؛ وكما أن الإيمان أصل عقدي مهم للغاية فكذلك الكفر وكما يقولون الأشياء تعرف بأضادها فكلاهما موضح للآخر قال تعالى ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ) فالنفي قبل الإثبات وهذا هو التوحيد لا إله (نفي) إلا الله (إثبات) ؛ على العموم اترككم مع الفتوى من موقع طريق الإسلام بشأن صدام لعلها تكون سبيلا مفهمة للبعض وأخيرا لا أقول صدام ملعون ولا اقول شهيد بل اقول أفضى إلى ما قدم {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون } .
السؤال : سؤالي هو في حال حكم على صدام بالإعدام هل يعتبر شهيدًا بحيث أنه مات على أيادي العدو، أم ماذا؟ خاصة بعدما نشر عنه ماذا كان يفعل بشعبه.. وأنه طاغية وأنه لغاية الان لم يقاوم بل أنه مستسلم؟
الجواب :
أما هذا فعلمه عند الله تعالى ، وقد أنزل تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم لمـا دعا على أعداءه، : {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون }
قال ابن كثير رحمه الله :
قال تعالى {ليس لك من الأمر شيء} أي بل الأمر كله إلي كما قال تعالى { فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب} وقال {ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء} وقال {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء} وقال محمد بن إسحق في قوله {ليس لك من الأمر شيء} أي ليس لك من الحكم شيء في عبادي إلا ما أمرتك به فيهم ، ثم ذكر بقية الأقسام فقال {أو يتوب عليهم} أي مما هم فيه من الكفر فيهديهم بعد الضلالة {أو يعذبهم} أي في الدنيا والآخرة على كفرهم وذنوبهم ولهذا قال {فإنهم ظالمون} أي يستحقون ذلك .
وقال البخاري "حدثنا حبان بن موسى أنبأنا عبد الله أنبأنا معمر عن الزهري حدثني سالم عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الثانية من الفجر "اللهم العن فلانا وفلانا" بعد ما يقول "سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد " فأنزل الله تعالى {ليس لك من الأمر شيء } الآية " أ.هـ
وأما إن كان صــدام لايزال يعتقد علمانية حزب البعث ، فقد بينا حكم اللادينيين العلمانيين ، وأن كل من اعتقد أنه يجوز للعباد أن يضعوا لهم شريعة تخالف شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو مرتد كافر ، والرجل قد تقلبت به الأحوال ، ونزل به ما هو اشد من الجبال ، حتى ضرب الله به للناس الأمثال ، ولانعلم ما آله إليه آمره ، وما استقر عليه دوره ، فنكل خاتمته إلى ربه ، إن شاء يغفره له ـ إن مات على التوحيد ـ أو يرديه في جهنم جوره .
ولانعلم أنه قد استسلم أم لا ، فالعلم بكيفية إلقاء القبض عليه ، خبــر ليس له طريق إلا أعداؤه وهم أيضا أشد الناس عداوة لنــا ، بل جميع ما فعله صدام إنـمــا هو جزء يسير تابع لعداوة الصليبية الغربية المتصهينة لأمتنا أصلا ، فكيف نصدقهم فيما يخبرون به ، ولايعتمد على مثل هذا في توثيق الاخبار عاقل !!
بل الأقرب أنه قد خدر قبل الإمساك به ، لأنه كذلك لايُحاصر من يرغب أعداؤه في القبض عليه حيا إلا ومع محاصرين غاز ، بل لاتكاد الفرق الخاصة المعدة لمثل هذه الاغراض أن تخلو من هذا التدبير المعروف.
ومعلوم أن مافعله بشعبه ، كان قبل أن يغزو الكويت ، ويهدد أطماع الغرب ، ومع ذلك لم يكونوا يعدونه مجرما ، بل كان جميع الحكام العرب شركاءه في جرائمه ، والواجب أن يحاكموا جميعا معه بما أنزل الله تعالى ، لا أن يحاكم وحده ، ولايخفــى أنهــم لايزالــون يستــر بعضهم معاور بعض ، وهــم المستبدون الطغاة اللذين امتلأت سجونهم بالمعذبين والمظلومين ، ويعلم كل منهم أنهم كلهم يفعلون مثل ما فعل صدام : إن احتاجوا إلى ذلك ، أو هــم في حالهم كذلك ، وأن سادتهم الغربيين استعملوهم فيما هم فيه من الظلم ، وأن سادتهــم إن سخطوا عليهم فسيفعلون بهم مثل ما فعلوا في صدام ، ولكنهم رضوا لأنفسهم بذل العبودية ، وكذلك من أبى أن يكون عبدا لله تعالى ، فيعزه ويرفعه ، جعله الله تعالى عبدا ذليلا مهينــا لغيره .
وتعالوا لنتذكر بعض التاريخ : فإن أمريكا جاءت بالشاه للتخلص من مصدق الذي كان يريد أن يؤمم النفط الإيراني ، فخشي أصحاب شركات النفط الذين يحكمون البيت الأبيض على شركاتهم ، فباعوا الشعب الإيراني بتسليط الشاه الطاغية عليه ، ثم لما قامت الثورة الخمينية ـ التي أضحت اليــوم تمارس أيضــاكل أنواع الجور والظلــم ـ وهددت مصالحهم ، أمدوا صدام حسين بكل أنواع السلاح ودعموه حتى أشعلوا نار حرب شعواء أهلكت الملايين ، وفي تلك الفترة قتل صدام الأكراد بالسلاح الكيماوي ، وهم أي الغرب الصليبي مع ذلك له مؤيدون ، وعن جرائمه صامتون ، لأنهم كانوا إذ ذاك يريدونه أن يحقق أطماعهم ، حتى إذا تحقق لهم ما يريدون ، أغروه باحتلال الكويت ، ليحتلوا الخليج العربي ثم العراق ، كما هو حالنا اليوم .
والخلاصة أن هذه الجرائم التي يلصقونها بصدام وحده ، كل الحكــام قد كانوا شركاءه فيها ، وكان الذي تولى كبــر ذلك ، هي أمريكا نفسها، وهذا لايخفى على العقلاء الذين يقرءون التاريخ ويعتبرون بما فيه ، إنما يخفى على الدهماء اللذين يسيرون بلا هدى وراء سحر الإعلام المزيف الذي يظهر للناس جزءا صغيرا من الصورة ، لتنقلب الحقائق رأسا على عقب .
ومن الأمثلة على ذلك ان عــدد الاكراد الذين قتلوا بسبب صراعات الحزبين الكرديين المتصهينين الملحدين الطالباني والبرزاني على الزعامات ، هــم أضعاف أضعاف من قتل من الأكراد على يد نظام صدام ، ولكن أكثر الناس لايعملون ذلك ، ولن يعلموه حتى يحتاج الماكرون من صناع السياسة الغربية إلى سحر إعلامي جديد فيسلطون حينئــذ إعلامهم الخداع على جرائم هذا الزعيم أو ذاك ممن تمرد عليهم ، أو اعترض سياستهم !!
والخلاصة : أن علينا أن نتيقن أمرين ونكل أمرا ثالثا إلى الله تعالى وحده :
أما الامران اللذان يجب علينا تقينهما :
فأحدهما : أن كل ما جرى ويجري ـ من الأزمــات السياسيــة الاستراتيجية ـ في أمتنا منذ نحــو قرن إنمــا هو في عامته بسبب أطماع وسياسات الصليبية المتصهينة ، في فترة سابقة بسبب صراعهــا مع المعسكر الشرقي على الهيمنة على المنطقة ، والآن بسبب أطماعها الاستعماريــة ، وكل جرائم حكامنا المستبدين هي آثـــــار تلك الأطمـــاع .
والثاني : أنه لن يصلح حالنا إلا بالرجوع إلى ديننا أولا ، ثــم بأن نوجه المعركة توجيها صحيحا نحو عدونا الحقيقي والتاريخي والاستراتيجي ونطرده من بلادنا ، ونطرد أولياءه اليهود المغتصبين لأرض الأسراء ، ولانسمح لعدونا أن يخدعنا بإعلامه المزيف فيخلط الأوراق ، ويقلب حقيقة الصراع ، فيلهينا عن هذه القضية الإستراتيجية .
وأما ما نكله إلى الله تعالى فهــو حـال من حيل بيننا وبين أن نعرف ما يختــم له به ، فأمره عنــا مستور ، في حجــر محجور ، بيد عدو حاقد مثبــور ، حتى ينجلي حالــه بخــبر مــن قبله بما يظهر به حكمه شرعــا من كفر أو إسلام ، ولانستصحب ما مضى مما ظاهره الكفر لطروء الشبهات ، واختلاف أخبار الثقات ، ولانعدل بالسلامة في هذا الباب شيئا ، ولايبعد أن يسلم الكافــر ، ويتوب الظالـــم الفاجـــر فيقتله أعداؤه ويعجل الله تعالى عقوبته في الدنيا بذهاب الملك ، وزوال النعمة ، وقتل الأولاد ، والذل والهوان ، ثم يفضي إلى رحمة من الله تعالى ، وما لنا وأن ندخل بين الله وعباده ، وما نحن بشامتين معاذ الله ، سبحانه ذو رحمة واسعة ، وهو أرحم الراحمين ، غيــر أن رحمـته مرهونــة بالموت على الإسلام ، ذلك أنه لايدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ، فاللهم اغفر لعبد تاب وإليك أناب ، حتى لو ملأت ذنوبه مابين السماء والتراب ، إنك أنت الغفور التواب ، العزيز الوهـــــاب. آمين.
والله أعلم .
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa...fatwa_id=10916
صدام حسين أفضى إلى ما قدم هذا أنصف ما نقوله في هذا الرجل الذي لا نعلم حاله هل هو البطل أم هو البعثي العلماني المعادي لدين الله ؛ أما في حال حكمه فكان هذا البعثي اللا ديني المبدل للشرائع المرتكب للجرائم وأنا كنت أظنه ظنا غالبا أنه من أفجر خلق الله بل من أكفرهم لكن الحال اختلف والبغية ليست في تكفير الناس او تفسيقهم لكن البغية هي إظهار الباطل وأهله لأنها الوسيلة لتمييز الحق عن الباطل وإلا إلتبس الأمر على الناس قال تعالى ( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ) ؛ ففي حال اعتقاله رأينا وسمعنا ما يشعر أنه ليس ذلك الرجل الأول وأنه طرأت الشبه حول توبة هذا الرجل فلا نعلم عن حق حاله هل تاب فعلا أم أنه على ما كان عليه من اعتقاد كفري خبيث والمطلع يعلم أن هناك شروط وموانع ينبغي إنزالها على فاعل الأفعال الكفرية للحكم العيني عليه بالكفر فيجب أن تتوافر فيه شروط وتطمئن لإنتفاء الموانع وشدد على كلمة تطمئن فإذا وجدت الشبه فأمسك هداك الله فالأمر جلل وكل أمره إلى الله عز وجل ؛ فأهل العلم لا يجدوا تكفير الناس أمرا ممتعا بل هو امر صعب على نفس ومزعج لكن أهل السنة أهل إنصاف لا هم مرجئة لا يكفروا أحدا مهما فعل لأن الإيمان عند المرجئة مجرد التصديق ولا هم خوارج يكفرون الناس لمعاصيهم بل هم على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه يعرضون أنفسهم قبل الناس على كتاب الله والسنة فهذا ميزانهم الذي لا يضل ؛ وكما أن الإيمان أصل عقدي مهم للغاية فكذلك الكفر وكما يقولون الأشياء تعرف بأضادها فكلاهما موضح للآخر قال تعالى ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ) فالنفي قبل الإثبات وهذا هو التوحيد لا إله (نفي) إلا الله (إثبات) ؛ على العموم اترككم مع الفتوى من موقع طريق الإسلام بشأن صدام لعلها تكون سبيلا مفهمة للبعض وأخيرا لا أقول صدام ملعون ولا اقول شهيد بل اقول أفضى إلى ما قدم {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون } .
السؤال : سؤالي هو في حال حكم على صدام بالإعدام هل يعتبر شهيدًا بحيث أنه مات على أيادي العدو، أم ماذا؟ خاصة بعدما نشر عنه ماذا كان يفعل بشعبه.. وأنه طاغية وأنه لغاية الان لم يقاوم بل أنه مستسلم؟
الجواب :
أما هذا فعلمه عند الله تعالى ، وقد أنزل تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم لمـا دعا على أعداءه، : {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون }
قال ابن كثير رحمه الله :
قال تعالى {ليس لك من الأمر شيء} أي بل الأمر كله إلي كما قال تعالى { فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب} وقال {ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء} وقال {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء} وقال محمد بن إسحق في قوله {ليس لك من الأمر شيء} أي ليس لك من الحكم شيء في عبادي إلا ما أمرتك به فيهم ، ثم ذكر بقية الأقسام فقال {أو يتوب عليهم} أي مما هم فيه من الكفر فيهديهم بعد الضلالة {أو يعذبهم} أي في الدنيا والآخرة على كفرهم وذنوبهم ولهذا قال {فإنهم ظالمون} أي يستحقون ذلك .
وقال البخاري "حدثنا حبان بن موسى أنبأنا عبد الله أنبأنا معمر عن الزهري حدثني سالم عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الثانية من الفجر "اللهم العن فلانا وفلانا" بعد ما يقول "سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد " فأنزل الله تعالى {ليس لك من الأمر شيء } الآية " أ.هـ
وأما إن كان صــدام لايزال يعتقد علمانية حزب البعث ، فقد بينا حكم اللادينيين العلمانيين ، وأن كل من اعتقد أنه يجوز للعباد أن يضعوا لهم شريعة تخالف شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو مرتد كافر ، والرجل قد تقلبت به الأحوال ، ونزل به ما هو اشد من الجبال ، حتى ضرب الله به للناس الأمثال ، ولانعلم ما آله إليه آمره ، وما استقر عليه دوره ، فنكل خاتمته إلى ربه ، إن شاء يغفره له ـ إن مات على التوحيد ـ أو يرديه في جهنم جوره .
ولانعلم أنه قد استسلم أم لا ، فالعلم بكيفية إلقاء القبض عليه ، خبــر ليس له طريق إلا أعداؤه وهم أيضا أشد الناس عداوة لنــا ، بل جميع ما فعله صدام إنـمــا هو جزء يسير تابع لعداوة الصليبية الغربية المتصهينة لأمتنا أصلا ، فكيف نصدقهم فيما يخبرون به ، ولايعتمد على مثل هذا في توثيق الاخبار عاقل !!
بل الأقرب أنه قد خدر قبل الإمساك به ، لأنه كذلك لايُحاصر من يرغب أعداؤه في القبض عليه حيا إلا ومع محاصرين غاز ، بل لاتكاد الفرق الخاصة المعدة لمثل هذه الاغراض أن تخلو من هذا التدبير المعروف.
ومعلوم أن مافعله بشعبه ، كان قبل أن يغزو الكويت ، ويهدد أطماع الغرب ، ومع ذلك لم يكونوا يعدونه مجرما ، بل كان جميع الحكام العرب شركاءه في جرائمه ، والواجب أن يحاكموا جميعا معه بما أنزل الله تعالى ، لا أن يحاكم وحده ، ولايخفــى أنهــم لايزالــون يستــر بعضهم معاور بعض ، وهــم المستبدون الطغاة اللذين امتلأت سجونهم بالمعذبين والمظلومين ، ويعلم كل منهم أنهم كلهم يفعلون مثل ما فعل صدام : إن احتاجوا إلى ذلك ، أو هــم في حالهم كذلك ، وأن سادتهم الغربيين استعملوهم فيما هم فيه من الظلم ، وأن سادتهــم إن سخطوا عليهم فسيفعلون بهم مثل ما فعلوا في صدام ، ولكنهم رضوا لأنفسهم بذل العبودية ، وكذلك من أبى أن يكون عبدا لله تعالى ، فيعزه ويرفعه ، جعله الله تعالى عبدا ذليلا مهينــا لغيره .
وتعالوا لنتذكر بعض التاريخ : فإن أمريكا جاءت بالشاه للتخلص من مصدق الذي كان يريد أن يؤمم النفط الإيراني ، فخشي أصحاب شركات النفط الذين يحكمون البيت الأبيض على شركاتهم ، فباعوا الشعب الإيراني بتسليط الشاه الطاغية عليه ، ثم لما قامت الثورة الخمينية ـ التي أضحت اليــوم تمارس أيضــاكل أنواع الجور والظلــم ـ وهددت مصالحهم ، أمدوا صدام حسين بكل أنواع السلاح ودعموه حتى أشعلوا نار حرب شعواء أهلكت الملايين ، وفي تلك الفترة قتل صدام الأكراد بالسلاح الكيماوي ، وهم أي الغرب الصليبي مع ذلك له مؤيدون ، وعن جرائمه صامتون ، لأنهم كانوا إذ ذاك يريدونه أن يحقق أطماعهم ، حتى إذا تحقق لهم ما يريدون ، أغروه باحتلال الكويت ، ليحتلوا الخليج العربي ثم العراق ، كما هو حالنا اليوم .
والخلاصة أن هذه الجرائم التي يلصقونها بصدام وحده ، كل الحكــام قد كانوا شركاءه فيها ، وكان الذي تولى كبــر ذلك ، هي أمريكا نفسها، وهذا لايخفى على العقلاء الذين يقرءون التاريخ ويعتبرون بما فيه ، إنما يخفى على الدهماء اللذين يسيرون بلا هدى وراء سحر الإعلام المزيف الذي يظهر للناس جزءا صغيرا من الصورة ، لتنقلب الحقائق رأسا على عقب .
ومن الأمثلة على ذلك ان عــدد الاكراد الذين قتلوا بسبب صراعات الحزبين الكرديين المتصهينين الملحدين الطالباني والبرزاني على الزعامات ، هــم أضعاف أضعاف من قتل من الأكراد على يد نظام صدام ، ولكن أكثر الناس لايعملون ذلك ، ولن يعلموه حتى يحتاج الماكرون من صناع السياسة الغربية إلى سحر إعلامي جديد فيسلطون حينئــذ إعلامهم الخداع على جرائم هذا الزعيم أو ذاك ممن تمرد عليهم ، أو اعترض سياستهم !!
والخلاصة : أن علينا أن نتيقن أمرين ونكل أمرا ثالثا إلى الله تعالى وحده :
أما الامران اللذان يجب علينا تقينهما :
فأحدهما : أن كل ما جرى ويجري ـ من الأزمــات السياسيــة الاستراتيجية ـ في أمتنا منذ نحــو قرن إنمــا هو في عامته بسبب أطماع وسياسات الصليبية المتصهينة ، في فترة سابقة بسبب صراعهــا مع المعسكر الشرقي على الهيمنة على المنطقة ، والآن بسبب أطماعها الاستعماريــة ، وكل جرائم حكامنا المستبدين هي آثـــــار تلك الأطمـــاع .
والثاني : أنه لن يصلح حالنا إلا بالرجوع إلى ديننا أولا ، ثــم بأن نوجه المعركة توجيها صحيحا نحو عدونا الحقيقي والتاريخي والاستراتيجي ونطرده من بلادنا ، ونطرد أولياءه اليهود المغتصبين لأرض الأسراء ، ولانسمح لعدونا أن يخدعنا بإعلامه المزيف فيخلط الأوراق ، ويقلب حقيقة الصراع ، فيلهينا عن هذه القضية الإستراتيجية .
وأما ما نكله إلى الله تعالى فهــو حـال من حيل بيننا وبين أن نعرف ما يختــم له به ، فأمره عنــا مستور ، في حجــر محجور ، بيد عدو حاقد مثبــور ، حتى ينجلي حالــه بخــبر مــن قبله بما يظهر به حكمه شرعــا من كفر أو إسلام ، ولانستصحب ما مضى مما ظاهره الكفر لطروء الشبهات ، واختلاف أخبار الثقات ، ولانعدل بالسلامة في هذا الباب شيئا ، ولايبعد أن يسلم الكافــر ، ويتوب الظالـــم الفاجـــر فيقتله أعداؤه ويعجل الله تعالى عقوبته في الدنيا بذهاب الملك ، وزوال النعمة ، وقتل الأولاد ، والذل والهوان ، ثم يفضي إلى رحمة من الله تعالى ، وما لنا وأن ندخل بين الله وعباده ، وما نحن بشامتين معاذ الله ، سبحانه ذو رحمة واسعة ، وهو أرحم الراحمين ، غيــر أن رحمـته مرهونــة بالموت على الإسلام ، ذلك أنه لايدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ، فاللهم اغفر لعبد تاب وإليك أناب ، حتى لو ملأت ذنوبه مابين السماء والتراب ، إنك أنت الغفور التواب ، العزيز الوهـــــاب. آمين.
والله أعلم .
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa...fatwa_id=10916
تعليق