أنا أقصد التعليقات الجانبية التي لا هدف منها ... والتي أوصلتنا لهاته المواقف .

أنا عن نفسي ... إذا لم يعجبني موضوع ... لا أرد فيه أصلا .

على فكرة : الى الجميع الذين يظنون أن الكلام هنا هو للتخليد أو أنهم ممكن أن يأخذوا وساما عليه .. آسف لأقول لكم أن الشبكة الانترنتية لن تبقى أكثر من بضع سنوات أخرى ويتغير الحال كما هو حال الأعلام في كل مكان .. وسيقوم مبدأ "الاصطفاء الثقافي " بفعله الأوتوماتيكي لينتقي من الشبكة الجيد ويرمي السيء .

نحن هنا لنتكلم سوية وننقل أفكار بين بعض وليس بغرض "نشر" كتاب أو محتويات.. لذا فالحذف ليس بالشيء السيء مادام كلامي يصلكم.. أنا لا أتكلم مع أهل الصين بل معكم بشكل شخصي وفردي.

أي تخليد و أي وسام ... يبدو أنك تحكي ما تحس به ... فهذا الكلام غير وارد أصلا ... على الأقل بالنسبة لي .

أفكار مفيدة ... وليس تخريب لعقول الشباب ... لا أدري هل تعتبر كلامي قلة احترام ... لكنك تدس السم في الدسم .

أنا مجرد واحد رأيي مخالف .. كيف ولو كان هناك آراء مخالفة بعدد الأراء الموافقة؟ ثم انني لم أخرب .. أنت من تخرب المواضيع أنا مجرد أنني أتكلم رأيي ولم أذكر أنني شتمت أحد مطلقا ولكني قبلت الكثير من الاهانات وكنت أحاول دائما أن لا أرد عليها ولا أضخم المواضيع التي فيها اهانات شخصية لي "مثل النباح والقافلة واتهامي بالغباء .. الخ" لأنني أريد هذه الاهانات أن تبقى على النيت ... سيفلترها مبدأ "الانتقاء الثقافي" عاجلا أم آجلا.

كيف "تخريب لعقول الشباب"؟؟؟
بربك أقنعني كيف يمكن لكلامي أن يخرب عقول الشباب؟

أقنعني ولو مرة بشكل منطقي بدون أن نتطرق لتجريح . ... أريد 1 + 1 = 2

يا إلهي ... ألم تفهم الكلام السابق ...

في ديننا لا مجال للحوار فهو من وضع الله عز و جل ... الحوار فيما وضعه البشر ... هذا مبدأي .

وقد قلت لك سابقا ... إذا لم نكن على نفس الطريق فلم الحوار أصلا ... أنت تقول بأنك علماني ... وأنا ضد العلمانيين جملة وتفصيلا .

فأرحني و أرح نفسك ... فلن تصل إلى مبتغاك .

فالاسلام سيعود باذن الله ... وبه تحيا الأمم .

أجل ... لك ذلك .

أولا أنت ممن يدعون بأنهم علمانيون ... صحيح و عليه فانك ممن يدعون لفصل الدين عن الأمور الدنيوية و هذا تناقض صارخ ... فالاسلام دين صالح لكل زمان و مكان ...

هنا نفترق ...

أما عن وصفي لك بأنك تخرب عقول الشباب ... فمرد ذلك إلا طريقتك في الحوار ... فقد حباك الله بأسلوب في الحوار - لو وظفته لدعوة غير المسلمين لكان خيرا لك - لكنك وظفته في غير محله .

مشكلتك أنك ... نهلت من علوم الدنيا ... ولا أنكر هذا ... لكن الشيطان زين لك الأمور فلم تعد ترضى أن تأخذ كلاما دون أن تحلله و تضيف نظرتك الشخصية إليه ... وهذا يتعارض مع الاسلام ... لأنه ليس من وضع البشر ... حينها يصير التحليل مفضيا لأمور لا تحمد عواقبها .

أخي أنا كنت أناقش "الشيخ" وليس "الدين" والشيخ "بشر" وليس "إلهياً" ويخطئ مثلنا جميعا وليس معصوما .. وأنت لم تناقشني بهذا أبدا.

اذا كنا أنا وأنت بنفس الطريق فعماذا سنتحاور؟ عن كم نحن أنا وأنت نتفقين وكم الحياة جميلة؟ هذا ليس حوار.
الحوار هو إيجاد الاختلافات والأشياء المشتركة بيني وبينك وبناء قاعدة تضمني وتضمك من أجل أن نضع أيدينا سويا ونبني مجتمع ومستقبل ... هل أنت تستوعب هذا الكلام؟

الشيخ لم يأت بكلامه ... بل أتى بتفسير لآي كتاب الله .

لم تفهمني جيدا ...

مثلي و مثلك ... كمثل شخصين يتحدثان لغتين مختلفتين ... ولا يفهم أحدهما لغة الآخر ... فكم نسبة وجود حوار بناء برأيك ؟

أنا أشكر الله على ذلك طبعا... وهذا من فضل ربي أني أفكر فهو من أعطاني العقل ورماني في الحياة مدرعا بسلاح قوي لأفرق بين الخير والشر اسمه الإيمان .. لا أستطيع أن أقول أني مؤمن فلايوجد مؤمن يقولها ولكن أقول "الله يقوي إيماني وإيمانكم"

ولكن من جديد : أنا أردت أن تضع اصبعك على الجرح وتقول لي كيف أخرب عقول الشباب وليس أن تقول لي عن طريقتي في الكلام .. أرجوك .. هل رأيتني أدعو للاباحية أو للفساد ؟ للرشوة أو لعبادة الشيطان؟ اذا رأيت مني هذا فقل لي فهو الخير بعينه أن توجهني اذا رأيتني أخطئ.

من ضمن كلام سابق لك ... قلت بأن المجتمعات الأوروبية متقدمة رغم عدم وجود وازع ديني عندها ... قل متاع الدنيا قليل .

لم نحن متخلقون ؟ ... الجواب هو أننا تركنا ديننا و نجاتنا في العودة إليه ... لكن حسب كلامك أن لا تقبل ذلك ... وتقول بأن التقدم له أسباب أخرى وليس العودة للدين .

وهنا اقول بأننا سلط علينا الذل لتركنا ديننا ...

سأروي لك قصة واقعية حدثت بالأندلس ...

يوم أن فتح المسلمون الأندلس ... أرسل الافرنج جواسيس للبحث عن مكامن الضعف ... وحين أتى أول تقرير ... ورد فيه أن المسلمين مجتمعين يدروس تعاليم دينهم فكان الجواب بأن الوقت لم يحن بعد ... ثم مرت الأيام ... وورد في التقرير أنهم وجودا غلاما صغيرا يبكي فسأل عما به ... فقال أصبت عصفورا و أخطأت الثاني برمية واحدة ... قال جيد ... فلم البكاء ؟ قال كيف تريدني أو أواجه أعداء الله إن أتوا غازين ... أنظر همة الشباب ... همة المسلمين الحقيقية ... وقبيل سقوط الأندلس ... تخيل ما كان فحوى التقرير ... وجد شاب في مقتبل العمر يبكي حبيبته التي تأخرت عن الميعاد ... فكان من كان ... ودمرت حضارة الثمان قرون و التي قامت على أنقاضها النهضة المزعومة ...

اذا استطعنا أن نصل لحوار بناء بيني وبينك فسأعتبر هذا إنجاز عظيم جدا .. وأنا عندي الحماس لهذا طبعا لأنني قلت لك أنك تهمني لأنك من ديني ومن عروبتي وأخي قبل كل شيء.

وأنا لم كن ضبابيا في موضوعي ولكني أريد أن أعلق على نقطة هفوة لي هنا:
لم أدعي أن شاديا وأم كلثوم والغناء حلال .. لم أقل أبدا أن الغناء بأي شكل حلال ولا حرام .. أنا مجرد أنني لفت نظر الأخوة الموجودين إلى شيء غريب لفت نظري أنا أيضا .. شيء غريب لأننا جميعا نعرف أن الفساد المنتشر في الفضائيات بسبب المطربين والمطربات يخلف في عقول العرب آثار سلبية جدا تمنعهم من الانتاج ومن التعاون في مجتمعهم ... ولكن ما لم أكن أعرفه ووجدته غريب هو تحميل الغناء اللوم في النكسة العربية .. وأنا مواطن من الدرجة الأولى ولا أرضى ولا بشكل من الأشكال أن نتغاضى أو ننسى الأسباب الحقيقية (ولو كان للغناء أثر فهو ممكن يشكل 1 بالألف) ... هل فهمت قصدي؟

أما من ناحية التقدم والتخلف .. أنا لست معارض أبدا العودة للدين ولكن أرى أسباب أخرى موجودة وأعرف أنك تفكر بطريقة تقول "اذا كنت على الدين الصحيح فلن تحتاج أي شيء آخر لأن الدين يحوي كل شيء"... وسألتك من قبل وكان دائما سؤالي .. اذا كنت متأكد من أننا اذا عدن للدين "فقط" سنعود لمجدنا السابق ... فقل لي كيف ستتأكد من أننا اذا "عدنا للدين فقط" سوف لن نفقد مجدنا السابق بالطريقة نفسها؟؟

أتفق معك في كل ما قلت ... وتعليقي على النقطة الأخيرة .

العودة للدين ... عودة صحيحة ... لأنه علينا فهم الدين كما فهمه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وليس كما تحدث فيه بعض المعاصرين ففنتحوا أبوابا للفتنة ... والسبب أن الصحابة عايشوا نزول الوحي ... وقرنهم هو خير قرن بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ... أرجو أن تكون قد فهمت القصد من كلامي .

مسألة أخرى هي سبب بعدنا عن الدين ... وهي أنه في الدين ليس هناك قشور ولباب فكله لباب .

{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }البقرة85

هذه الآية انطبقت على بني إسرائيل ... لأنهم كانوا يؤمنون ببعض ما رود في التوراة و يكفرون بما لم يوافق هواهم .

وها نحن نعيش نفس القصة اليوم عياذا بالله .

طبعا أنا فهمت كلامك لهذا لي أيضا مداخلة أخرى .. الصحابة عايشوا نزول الوحي بينما نحن بعيدين عنهم ألف وأربعمائة عام .. هل ترى أننا نستطيع أن نعيش زمانهم مجددا؟ عندما قال عمر رضي الله عنه : اذا رأيتم في اعوجاج فقوموني. فأين عمر الآن ليحكم بيننا بالعدل؟

أنا أرى أن كلامه أساس الديمقراطية المنتشرة الان في الغرب والتي تحكم الأمم المتقدمة لسبب بسيط : أنهم فهموا المبدأ وعملوا عليه .. عرفوا أن النقد والمعارضة وتقويم الحكام هو الميكانيكية التي تحافظ على حرية الشعب وحقوقه وتضمن أداءه لواجباته ولكن .. لماذا نحن أضعنا هذا المبدأ مع أننا الأجدر به؟

أعرف أنهم فعلوا هذا بدون الحاجة إلى الدين - وعلى كل حال فهم سيدفعون ثمن ذلك في الآخر - ولكن نحن لم نفعل أي الأمرين.. نحن فقدنا الاتصال بعمر والصحابة دينيا وفكريا ... ايجاد الاتصال مجددا سيرجعنا الى الطريق الصحيح.... أنا لست أعترض على أي من هذا وأؤيدك بل أؤيدك بشدة وسألت مسبقا أننا بحاجة هنا لآلية "لإقحام" الناس في الدين إذا كنا مؤمنين بأنه سيضمن لنا التطور من جديد وارجاع الحقوق فعندها لن يكون رغبة ولا خيار بل يجب أن يكون بالإجبار .. ثوار فرنسا قوموا لويس وماري أنطوانيت بالسيف عملا بمبادئنا (وربما غريزيا ولم يعرفوا عنها) واستطاعوا أن يحرروا شعبهم من الظلم.

أريد أن أنام في المنزل .. أرجوكم لماذا تناقشون في السياسة؟