في هذا الرجل رجب طيب أردوغان قسمات إنسانية تجعله قريبًا إلي كل الذين يؤمنون بالإنسان فقد نشأ في أسرة فقيرة واضطر وهو صبي أن يبيع الحلوي في شوارع اسطنبول، ودخل إحدي مدارس الأئمة، وهي مدارس دينية ولكنها تؤهل خريجيها لدخول جامعات، فدخل جامعة مرمرة،
وانضم إلي كل الأحزاب الإسلامية التي كونها أربكان وتعرض لبطش الجيش والحكم عليه، وعندما حدثت انتخابات سنة ٢٠٠١ للحزب كان مستبعدًا وقام عبد الله جول بها، وعندما ظفر بحريته تنحي جول وأخلي مكانه له، وكان نجاحه كعمدة اسطنبول دليلاً لا يدحض علي إنسانيته واستقامته،
فقد عني بالفئات المهمشة وذوي الاحتياجات الخاصة ويسر لهم الكراسي والمعينات السمعية والبصرية، كما طهر اسطنبول التي كانت مدينة داعرة تخرج فيها أفلام «البورنو»، وتعامل مع الداعرات بالأسلوب الذي تعامل به مع المعوقين، ونجح بحيث خلصهن من وضعهن المهين.
هل يمكن الطعن في إسلامية،أو ذكاء أو ألمعية هذا الرجل؟ هل يمكن لاشك في أن هذا الأسلوب هو أسلوب رجل السياسة، رجل الدولة، في حين أن قادة الدعوات الإسلامية لدينا لا شغل لهم إلا الهتاف بالشعارات العريضة، كأنما هي تملك قوة خارقة تحقق بها نفسها.
كلمة أخيرة أقولها للإسلاميين لا تطلبوا من الدولة أن تقيم الفضيلة، أو تدعم العبادة أو حتي أن تكون كلمة الله هي العليا، فهذه هي مهمة «الأمة» التي تؤسس الهيئات وتربي الدعاة، وهي الأب والأم اللذان ينشئان الجيل المسلم، فإذا استخدمت الأمة أو تقاعست عن واجبها، فلا تلومن إلا نفسها، لأن الدولة لا تستطيع أن تفعل شيئًا مجديا في هذا المجال، ولا هو يدخل في مجال اختصاصها، ولو دخلته لأفسدته،
فلا قيمة لإسلام بوازع السلطان وقانون العقوبات، وإنما يقوم الإسلام علي الإيمان القلبي، وإن ما يدخل في نطاق عمل الدولة هو «العدل» الذي هو جوهر الشريعة، وهو خدمة شعبها ورفع مستوي الحياة وتيسير الخدمات وإشاعة الثقافة ومنح الأولوية للبحث العلمي الذي هو طريق القوة والمشاركة في العصر، هذا هو واجب الدولة الإسلامية، وهذا هو ما استهدفه حزب العدالة والتنمية.
جمال البنا - المصري اليوم
وانضم إلي كل الأحزاب الإسلامية التي كونها أربكان وتعرض لبطش الجيش والحكم عليه، وعندما حدثت انتخابات سنة ٢٠٠١ للحزب كان مستبعدًا وقام عبد الله جول بها، وعندما ظفر بحريته تنحي جول وأخلي مكانه له، وكان نجاحه كعمدة اسطنبول دليلاً لا يدحض علي إنسانيته واستقامته،
فقد عني بالفئات المهمشة وذوي الاحتياجات الخاصة ويسر لهم الكراسي والمعينات السمعية والبصرية، كما طهر اسطنبول التي كانت مدينة داعرة تخرج فيها أفلام «البورنو»، وتعامل مع الداعرات بالأسلوب الذي تعامل به مع المعوقين، ونجح بحيث خلصهن من وضعهن المهين.
هل يمكن الطعن في إسلامية،أو ذكاء أو ألمعية هذا الرجل؟ هل يمكن لاشك في أن هذا الأسلوب هو أسلوب رجل السياسة، رجل الدولة، في حين أن قادة الدعوات الإسلامية لدينا لا شغل لهم إلا الهتاف بالشعارات العريضة، كأنما هي تملك قوة خارقة تحقق بها نفسها.
كلمة أخيرة أقولها للإسلاميين لا تطلبوا من الدولة أن تقيم الفضيلة، أو تدعم العبادة أو حتي أن تكون كلمة الله هي العليا، فهذه هي مهمة «الأمة» التي تؤسس الهيئات وتربي الدعاة، وهي الأب والأم اللذان ينشئان الجيل المسلم، فإذا استخدمت الأمة أو تقاعست عن واجبها، فلا تلومن إلا نفسها، لأن الدولة لا تستطيع أن تفعل شيئًا مجديا في هذا المجال، ولا هو يدخل في مجال اختصاصها، ولو دخلته لأفسدته،
فلا قيمة لإسلام بوازع السلطان وقانون العقوبات، وإنما يقوم الإسلام علي الإيمان القلبي، وإن ما يدخل في نطاق عمل الدولة هو «العدل» الذي هو جوهر الشريعة، وهو خدمة شعبها ورفع مستوي الحياة وتيسير الخدمات وإشاعة الثقافة ومنح الأولوية للبحث العلمي الذي هو طريق القوة والمشاركة في العصر، هذا هو واجب الدولة الإسلامية، وهذا هو ما استهدفه حزب العدالة والتنمية.
جمال البنا - المصري اليوم
تعليق