المشاركة الأصلية بواسطة Steady Cam
مشاهدة المشاركة
المسلسلات المصرية ليست بمقياس !!!!! دراما تليفزيونية تنتج منذ عام 1960 ليست بمقياس ؟؟؟
ومع ذلك لقد أصبت نصف الحقيقه عندما قارنت بين حال الدراما المصرية ومثيلاتها في سوريا أو الكويت مثلا ولكن .... دعني أكمل لك الصورة حتى يكون حكمك عادلا ( ولا تقل لي من أين أتيت بهذا الكلام الذي سأكتبه فأنا أدعي بعد عمل خمسة عشر عاما في هذا المجال كمخرج أنني في حد ذاتي مرجع يمكن الوثوق به )
الدراما المصرية بها توليفة تعتمد على الترتيب التالي
1- تجارة
2- صناعة ( حتى لو كانت صناعة رديئة )
3- فن
أي أن الفن أو الجانب التشكيلي الجمالي هو آخر ما يهم صانعوا العمل
دعني أوضح لك الأمر أكثر من خلال تخيل موقف عملي
لنفترض أن الأخ بدر هو المخرج هنا وأن الذي يقف أمام الكاميرا مثلا نجم من نجوم الصف الأول بمصر أو غير مصر .... هل كان في هذه الحالة يملك مجرد فرض رأيه على هذا النجم في كيفية إضاءته أو حتى توجيهه ؟؟؟ دعني أجيب لأن الإجابة قطعا هي لا .....فالنجم في الدراما المصرية هو السبب الرئيسي في كارثة الناتج النهائي للعمل والتي تعترض عليها الآن .....فهو يريد أن يبدو شابا في العشرين مع أن صلاحيته قد إنتهت منذ أربعون عاما على الأقل ...ويريد أن يبدو وجهه جميلا مع أن الأخاديد بوجهه تبلغ عمقا يكاد يبلغ العظام ....وهذ يقودنا الى أول سبب تراه أنت وأنا أيضا سببا في سوء حالة الصورة في المسلسلات المصرية
للأسباب سالفة الذكر يعمد مدير الإضاءة في المسلسلات المصرية الى فرش الإضاءة بشكل متساو في كافة أرجاء اللقطة مع تركيز مصباح مواجه مخصص للنجم المتصابي وذلك لإخفاء التجاعيد ....ويضاف الى ذلك عمل تنعيم للصورة ككل أو ما يعرف بالدفيوزر وذلك إما على عدسة الكاميرا مباشرة وهو السائد ....أو في مرحلة المونتاج
وقد بدأت هذه التقليعة اللعينة منذ عدة سنوات وتحديدا مع مسلسل ضمير أبلة حكمت لفاتن حمامة وأصبحت قاعدة بعد ذلك وذلك طبعا إذا وضعنا في الإعتبار أن معظم نجوم التليفزيون المصري هم من نجوم السينما في مرحلة السبعينات والثمانينات .....وفي هذا العام مثلا نجد مسلسلين مصريين تحديدا بهما هذا العيب وهما سلطان الغرام ومن أطلق الرصاص على هند علام ( لوسي في المسلسل الأول و ناديه الجندي في المسلسل الثاني )
أما بالنسبة للشق التقني وهو موضوع الزووم إن المتكرر في الدراما المصرية ولم لا يوجد مثيله في المسلسلات الخليجية أو السورية ....وذلك تفسيره بسيط ....لأن الدراما المصرية تعتمد على التصوير بالمشهد الكامل وذلك من خلال ثلاثة كاميرات وبالتالي فإن المدى الحركي لكل كاميرا محدود للغاية ولا يوجد حل سوى الإقتراب بالعدسة قربا وبعدا عن الممثل .....كما أن إستخدام الززوم يقلل من الخطا السينمائي والتليفزيوني الشائع وهو خطأ كسر الخط الوهمي أو قلب الإتجاهات ( راجع مسلسل ليالي الحلمية )
أما في الدراما الخليجية والسورية فالوضع يختلف حيث يعتمد الأمر عادة على كاميرا واحدة في التصوير أي أن التصوير هنا يتم بالمنطق السينمائي المعتمد على اللقطة وليس المشهد مما يعطي للمخرج حرية في تحريك الكاميرا ككل .... وإن كان هذا يقابله قلة الخبرة لدى الممثل في العادة في جانب تواصل المشاعر بين لقطة وأخرى مما يجعل المخرج مضطرا في كثير من الأحيان الى تنفيذ المشهد كله من خلال حركة كاميرا وتوريع حركة ممثلين ودون قطع واحد داخل المشهد أي أن اللقطة تساوي مشهد ( مثال على ذلك الجزء الخاص بالممثلين الكويتيين في مسلسل بلاغ للرأي العام ) وهو المسلسل الوحيد الخليجي ااذي تابعته بما أنني كنت من المرشحين لإخراجه في المراحل الأولى لكتابته
وعلى هذا فإننا نستطيع الخلوص الى
1-لا يمكن تحييد الدراما المصرية من كونها المقياس للدراما العربية وذلك رغم رداءتها الحالية حيث أنها الأوسع إنتشارا ليس في مصر فحسب بل في الوطن العربي ( نعم ما زالت هي الأولى ) وهي النقطة الوحيدة التي أختلف فيها معك
2- التوليفة المصرية كما أسلفت القول بها تركيبة هرمية تعتمد على النجم في القمة ( للأسف )
3- التركيبة الخليجية والسورية تعتمد على تركيبة هرمية تعتمد على المخرج في القمة ( وإن كانت الدراما الخليجية ما زالت تعاني من قلة الخبرة في هذا المجال وذلك عكس الدراما السورية )
وفي النهاية هذه تجارة .....أي أنها إستثمار لا يهم القائمين عليه سوى جني الأرباح في المقام الأول والثاني والثالث إذا أردت
ويبقى الأمل دائما في رؤية عمل جيد بصريا معقودا على المخرجين المستقلين بالوطن العربي وتجربة الأخ بدر ليست الأولى على هذا الصعيد ولن تكون الأخيرة وتحية له على نقله لخبرته المكتسبة الى هذا المنتدى الجميل
تحياتي
تعليق