بسم الله الرحمن الرحيم
صورة الدكتور / عبدالله رحمه الله في حفلة عرسه
لم يتوقع المدعوون في حفل عقد القران الذي شهده نادي الخطوط السعودية امس الاول ان مأساة مروعة كانت تنسج خيوطها في تلك الليلة وان العريس الذي كان يضيء بابتساماته وجوه الحضور سيغادرهم للأبـد قبل ان يصل الى عش الزوجية في منزل عروسه التي باتت أرملة.
أما كيف حدث ذلك ففي التفاصيل ان الشاب الدكتور عبدالله درويش الذي اقيم حفل زفافه بحضور حشد كبير من اصدقاء اسرتي العروسين كان يتدفق فرحا حينما زف الى داخل القاعة وظل يتلقى التهاني والتبريكات من الحضور وبعد ان شارك الحضور الفرح في قصر الافراح فضل المغادرة الى بيت عروسه في شمال جدة.. رافقه خلال هذه الرحلة التي كان يتلهف لها شوقا اثنان من اصدقائه فيما كان القدر يسطر رحلة اخرى فبينما هم منطلقون على الطريق اصطدمت السيارة التي كانوا يستقلونها بسيارة اخرى لتنحرف الاولى وترتطم بعمود انارة.
اسفر الحادث عن وفاة العريس واصابة صديقيه باصابات مختلفة وقد نقل احدهما مستشفى الملك فهد, اما السائق فيخضع للتحقيق بعد ان تم توقيفه.
وحول الفاجعة يقول فريد درويش والد العريس اثناء دراسته بالجامعة كان يمارس مهنة الطب في الجمعيات الخيرية وكنت أشجعه على ذلك وكان يقول لي أنهم بحاجة إلى أي طبيب وكان يشتري الأدوية على حسابه الخاص ويوزعها مجاناً.واذكر انه أثناء الاحتفال بعقد قرانه كان احد رواد الجمعية من الذين كان يقوم بعلاجهم موجوداً وحضر ملكته.. نسأل الله أن يتغمده برحمته وان يسكنه فسيح جناته وان يلهمنا الصبر وحسن العزاء,....ويضيف والد العروس وكان يتكلم بنبرة حزينة اقرب إلى البكاء: لقد كنت أعده من أبنائي وذلك لأخلاقه الفاضلة كما تحدثت لـ(عكاظ) العروس أبرار محمد حمزة 22 سنة وهي طالبة بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة -كلية الإدارة والاقتصاد- السنة النهائية حيث قالت بنبرة باكية: لقد اتصل عليّ -رحمه الله- بعد مغادرته الحفل مع أصدقائه ووعدني بمعاودة الاتصال مرة أخرى بعد أن يعود من مشواره.. لكن الفاجعة أنني لم اسمع صوته بعدها ابداً.. حتى ابلغوني في العاشرة صباحاً بأنه تعرض لحادث مروري ولم اطمئن وعندما التقيت بشقيقيّ وائل ولؤي سألتهما عما حدث وطلبت منهما إجابتي بصدق وأمانة خاصة أنني لاحظت الحزن بادياً عليهما وعيناهما تدمعان
حينها اكتشفت ما حدث وسقطت أرضا من هول المصيبة.. وعندما أفقت وجدت والديّ وإخوتي بجانبي.. فهدءوني.. وهذا قضاء وقدر.
------------------
** نقلاً من جريدة عكاظ 3/1/1425هـ
ـــــ
إخوة الإسلام في كل مكان...
إن العاقل منا من لا تفـــــــــــــوت عليه مثل هذه القصص المؤثرة جداً لتكون دافعـــــــــاً له لمحاسبة النفس الحساب الحقيقـــــــــــي الجــــــــاد, وإبعادهـــــــــــــــــا عن أي شيء لا يرضاه العظيم, والمسارعــــــــــــــة بها إلى كــــــل ما يرضيه ,.....فما يدرينا اليوم نعي هذا الشاب رحمه الله وربمــا غدا وربما قريبا جداً نكون نحن من يُـنعى!!.
خبر المنية في البرية جـــاري ---- ما هــذه الدنيا بــدارِ قرارِ
بينا يُرى الإنسان فينا مُخْـبِــراً ---- حتى يُرى خَـبَـراً من الأخبـــــارِ
وكَم من عـروس زينوها لزوجها ---- وقدْ جُهِّزت أكفانها وهي لا تدري
هو الموت ما منه ملاذ ومهرب ---- متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب
أتيــت القبور فساءلتــــــها *** فأيــن المعظم والمحتقر ؟
وأين المــــذل بسلـــطانه *** وأيــن القوي على ما قدر؟!
تفانوا جميعاً فما مــــــخبر *** وماتوا جميعاً ومات الخبر!!
فيـا سائلي عن اناس مضوا *** أمــا لك فيما مضى معتبــر؟!
تروح وتغدو بنات الــــثرى *** فتمحو محاسن تلك الصـور!
المصدر: موقع عودة ودعوة
اللهم أحسن خاتمتنا وادخلنا الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب
تعليق