تويت
دعوني أشكركم لاهتمامكم لشخصي واهتمامكم أيضا بهذا الفن فن الأنميشن أو ما نسميه نحن عالم الرسوم المتحركة.
أنا من مواليد 1971 مارس 15 كنت أهوى الرسم و النشاط اليدوي منذ الصغر ، تأثرت بشكل كبير بالرسم عن طريق أخي الأكبر كان عمري آنذاك 5 سنوات وقد ساهم بشكل كبير في أن أعشق الرسم و الألعاب اليدوية مثل العجين.
تابعت دراستي بعيدا عن الرسم أو الفنون فكان توجهي في الدراسة علوم تقنية لكن ذلك لم يكن ليمنعني من أن أرسم علي صفحات الدفاتر وعلى الطاولات ، من منا لم يفعل ذلك ؟ أذكر يوما رسمت جرايندايزر وبعته لصديق لي في القسم بنصف درهم فكان أول راتب لي آخذه من الرسم وكان عمري حينها 11 سنة.
بعد الباكالوريا شعبة علمية احترت في ما أفعل خصوصا وأنني كنت لا أرغب في ولوج الجامعات ، كنت أطمح أن أتابع دراستي في معاهد الفنون الجميلة.
بالصدفة أحد أصدقائي قال لي أن هناك مدرسة للفنون الجميلة بالدار البيضاء تقبل أي نوع من تخصصات الباكالوريا وشجعني لأخوض الامتحانات ، ذلك فعلاً هو ما قمت به وقبلت في الامتحانات ثم تابعت دراستي لمدة أربع سنوات شعبة فنون الجرافيك أو فنون الطباعة.
في العام الأخير قررت أن أخوض امتحانات الباكالوريا الحرة هذه المرة اخترت شعبة الفنون التشكيلية ،فبعد تخرجي من مدرسة الفنون الجميلة حصلت كذلك في نفس السنة على باكالوريا فنون تشكيلية ،ولله الحمد.
كيف كانت بدايتك مع الانيميشن ؟ وما هي الصعوبات التي واجهتها في رحله احترافك في هذا المجال ؟
بدايتي مع الأنميشن بدأت منذ الطفولة حيث بدأت مع أفلام ديزني الكرتونية و مغامرات السندباد ، لطالما رسمتهم و علقتهم على جدران بيتي كما كان يفعل أخي الأكبر لكن تأثري بدأ في آخر عام لي في مدرسة الفنون الجميلة سنة 1997 ، رغم أن هذه الأخيرة ليس لديها تخصصات في هذا المجال لكن في هذا العام نُظم معرض للكمبيوتر وفن التصوير في إحدى قاعات المدرسة وأثار انتباهي على شاشة الكمبيوتر قلم ثلاثي الأبعاد يقفز بطريقة مضحكة وله عينان وأنف و يبتسم ، التصقت عيناي بالشاشة وقلت في نفسي أحب أن أفعل هذا ، أحب أن أحرك أشياء مثل هاته أحب أن أكون أنيميتور ، لكن كيف السبيل إلى ذلك ونحن نفتقد مدارس متخصصة في الأنميشن وبالتالي لم أستطع تحقيق حلمي ، لكن سبحان الله سيحدث خلال هذا العام أمور غيرت مجرى حياتي ، أولاها افتتاح شركة يوبي سوفت بالدار البيضاء ، وثانيهما أحد مدرسينا في مادة المورفُلوجيا _ التشريح البشري _ قرر أن يفتح شركة للرسوم المتحركة . فكان حدثين مهمين وقعا في نفس العام ،الحدث الثاني كان أقوى لما اقترح عليّ المدرس أن أخوض التجربة معه أنا وبعض أصدقاء لي وتكون أول شركة للرسوم المتحركة بالمغرب كذالك من مؤسسي هذه الشركة وكان بارعا في إقناع الشخص فوافقت وبدأت مسيرتي في اكتشاف كواليس الأنميشن بعد مرور سنتين نجحنا في إنتاج بعض الإشهارات وعرضت علي القناة المحلية وكنت جد فخور لما أنتجناه لكن كان ذلك بدون مقابل ولا راتب فمدير الشركة كان يدخر المال لبناء الشركة وأعطانا الوعود الكاذبة بأن لنا أسهما فيها ، لم أكن مرتاح لهذا الأمر فقررت أن أستقيل وأن أخوض تجربتي مع يوبي سوفت لكن المشكلة هنا أني لا أعلم شيئا عن التصميم ثلاثي الأبعاد ولا عن الألعاب الإلكترونية ولا عن البرامج المستخدمة في ذلك.
فلما قدمت لهم أعمالي في الرسوم المتحركة قُبلت وكان ذلك اليوم يوما مشهوداً وكانت الانطلاقة.
ما هي مصادرك في تعلم التحريك ؟ ومن أين تستوحي الأفكار في عملك ؟ وما هي أفضل المصادر الموجودة للتعلم من خلالها من اسطوانات أو كتب أو مواقع انترنت؟
الأنميشن هي قوة الملاحظة وهي من أهم مصادري في تعلمها ...حسناً كيف ذلك؟
سأضرب لكم مثالا ، نفترض أنك جالس في مقهى فجأة أثار انتباهك شيئا ما وقع أمام عينيك إذا اصطدم رجل بسيدة أنيقة تحمل في يدها حقيبتها الخاصة ، أمر قد تراه مرات عديدة في حياتك لكنه بالنسبة للأنيميتور ليس عاديا فأنا كأنيميتور سألاحظ عدة أمور مثلا ردة فعل السيدة كيف كان تعبير وجهها غاضبة حزينة مصدومة عيناها أين اتجهتا حين وقوع الحادثة ما كانت ردة فعلها لما شاهدت هذا الرجل ماهي الحركات الناتجة عن هذا الحدث ربما وضعت يدها اليمنى على فمها تتساءل للحظات ماذا جرى ؟ وتنظر إلى حقيبتها على الأرض ، كذلك الرجل كيف كانت ردة فعله تجاهها ، ما كان تعبير وجهه وكيف كانت حركاته ثم ألاحظ كذلك سقوط الحقيبة كيف كان ارتدادها على الأرض والأشياء التي بداخلها كيف تناثرت ، من الأول و من الأخير في السقوط.
كل هذه الملاحظات الدقيقة ستخزن في ذهنك لكونك درستها عن عمق وحللتها، يوماً ما تريد أن تحرك شخصية ما ستستعين بهذا المخزون ، انتم تعلمون أن العقل البشري يخزن ملايين الصور و الأحداث التي تؤثر في حياته وأنت كأنيميتور عليك أن تنمي هذه الخزينة بالملاحظة والتحليل.
أمتلك في بيتي خزينة مهمة من الأفلام والأشرطة الوثائقية أستهلك كل يوم منها ليس للفرجة والاستمتاع لكن أيضا لدراسة الناس وتصرفاتهم حتى الحيوان و الجماد وأسأل نفسي عدة أسئلة، و في بعض الأحيان أدون ملاحظاتي في دفتر الرسم، هذه الأمور ستساعدك على أن ترتقي بقدراتك الحسية و الفنية، هذا هو مصدري في تعلم الأنميشن أضف إلى ذالك المثابرة في العمل فأغلبية نجاح المرء يكمن في المثابرة ،فإذا واجهتك صعوبات في تحريك شيء ما حاول أن تفهم أصل هذا الشيء كيف؟ متى؟ لماذا؟ ثم حلله حتى يتبين لك الأمر، ثم أشرع في العمل عليه، صدقوني النتيجة تكون جد مقنعة ،لا تعجز أبدا عن أمر قررت فعله فقط أفعله.
تعلمت كثيرا من الناس وبشكل كبير في الإنترنت أقرأ تجاربهم وأعمالهم وبالأخص المحركين الكبار مثل فرانك و أولي جونسون كلين كين وغيرهم من مؤسسي الأنميشن ديزني بكسار، ألتهم ما يكتبونه وأطبقه في أعمالي في الأخير استنتجت أنه كلما كددت واجتهدت كلما أرتفع مستواي إلى الأحسن.
بعض الروابط التي استفدت منها:
ـ http://www.animationmentor.com/
ـ http://www.carlosbaena.com/
- http://www.animationmeat.com/
- http://animationtipsandtricks.com/20...-industry.html
هل لديك خبره سابقه في الكرتون .. وهل مارسته قبل دخولك إلى الانيميشن ثلاثي الأبعاد؟أو مواقع انترنت؟
للأسف لا نتوفر مدارس لتعلم الأنميشن، لكني كنت محظوظا في اكتشافها مع أصدقاء لي حينما أسسنا شركه للرسوم المتحركة، لم يكن ذالك بشكل احترافي يقيناً بل كان التعلم تلقائيا و كنت أفتقد الخبرة لكن كان ذلك دافعا أساسيا لي في أن أبحث وأتعمق أكثر في الميدان.
حدثنا قليلا عن أعمالك ؟ ما هي الألعاب التي شاركت بها ،و ما هو دورك فيها ؟ وهل لديك أعمال أخرى غير التحريك في الألعاب مثل قصة أو فيلم قصير؟ و هل يمكن أن تذكر لنا أهمها؟
ساهمت إلى حد الآن في ستة ألعاب منذ أن بدأت أعمل في شركة الألعاب يوبي سوفت أذكر لكم منها بالترتيب:
- donald duck
- how is pk
- prince of Persia two throne
- assassin’s creed
- splinter cell
- naruto broken bond
أهم أعمالي والتي أفتخر بها كانت اللعبة الثالثة لأمير الفرس prince of persia ، حيث كنت مكلف بتحريك الأمير وحركاته أثناء أدائه القتل السريع، هذه اللعبة شارك في إنتاجها فريق مغربي وفريق كندي، شاركت كذلك في تحريك عدة شخصيات في لعبة الحشاشين كذلك الشخصية الأساسية في اللعبة وأسمه بالعربي الطائر.
كيف وصلت إلى ubisoft ؟ و كيف يمر يومك كانيميتور في ubisoft ؟
كما ذكرت لكم سابقا بعد تجربتي لمدة سنتين في مجال الرسوم المتحركة كان لنا الحظ أن يوبى سوفت فتحت أبوابها في المغرب بمدينة الدار البيضاء في بادئ الأمر كانت نيتها فتح فرع للبرمجة والأبحاث لكن الشركة فوجئت باكتشاف شبان لهم القدرة على الإبداع الفني والتقني في البرمجة وذلك ما تحتاجه أي شركة للألعاب فشرعت في التنقيب عنهم في المدارس المتخصصة ،فتقدمت لهم بما أنجزت من رسوم متحركة وكان ذلك حافزا قويا لقبولي رغم أني لا أعلم شيئا عن الألعاب الإلكترونية و لا عن التحريك ثلاثي الأبعاد لكن تلقيت التدريب لمدة ستة أشهر و بعد رؤيتهم لنتيجة عملي قبلت بشكل نهائي كأنميتور للشخصيات ثلاثية الأبعاد فكنت جد فرح و كنت خائفا لكوني لا أعلم شيئا عن التحريك ثلاثي البعد لكن منذ ذلك اليوم بدأت في اكتشاف هذا الفن و اكتشاف قدراتي كذاك ولله الحمد.
أما عن كيفية مرور يومي كأنميتور في يوبي سوفت فهو يمر في التحريك ,الألعاب تستغرق في إنتاجها تقريبا عاما كاملا وكل لعبة هي مختلفة عن الأخرى وهذه الميزة تمكنني كأنميتور بأن أتعامل مع عدة شخصيات و أصناف للعبة . هناك ألعاب كرتونية للصغار وأخرى خيالية فنتازية وبعض الأحيان إستراتيجية وكل هذا التنوع يساعدني في أن يمر يومي مخالفا عن ما يليه.
أذكر يوما رئيسي الأنميتور أعطاني عمل أقوم به وحاول أن يشرح لي الفكرة فقام ومثل الدور أمامي كي أتمكن من فهم الحركة و الشخصية فقمت أنا و سجلته بالكاميرا كي أتمكن من قراءتها العديد من المرات . بعض الأحيان أقوم من مكاني و أحاول أداء الحركة كالمجنون أمام الملأ كي أتمكن من فهمها وأناقش الفكرة مع زملائي في العمل حتى يستقر الأمر ، هكذا يمر يومي كأنميتور.
ما هو المستوى الذي يجب أن يتوفر في الشخص ليحصل على عمل في ubisoft أو أي شركه أو أستوديو عالمي ؟
لكي تتمكن من نيل العمل في مثل هذه الشركات عليك أن تكون متميزا عن غيرك، أولا في أفكارك ثانيا في أعمالك و موهبتك كفنان أنا أعمل مع كثير من المحركين الأكفاء وأحاول دائما أن أكون متميزا بينهم عليك أن تتوفر على القدرات الفنية و التقنية وأن تحسن مستواك كل يوم للعمل مع مثل هذه الشركات، فأول سؤال يسألونك إياه هو ماذا ستضيف كأنميتور أو كرسام في منظومتهم وعليك أن تحسن الجواب ناهيك عن مستواك الإبداعي و التقني.
ما هي حركتوون ؟ وما هي طموحك اتجاهها ؟
حركتوون أسمها يدل على معناها كل ما يتعلق بالحركة الكرتونية وهي مشروع إنشاء مدرسة متخصصة فقط في تعلم مباد ئ الحركة في فهم وتحليل الحركة دراسة و تطبيق قواعد التحريك، حركتوون هو الحلم الذي نشأ مند أن غادرت بلدي المغرب إلى كندا غادرت لاكتساب المعرفة في ميدان الأنميشن لما اكتشفت التحريك أحببته وكنت أطمح أن يكون لنا مدارس متخصصة في هذا المجال لكن نفتقر إلى مدرسين أكفاء ومن هذا الباب بدأت أسأل نفسي لماذا لا أكون المبادر الأول في إنشاء هذه المدرسة وتكون البذرة في انتشار هذا الفن في أنحاء المملكة ؟
هذا السؤال دفعني للبحث و التعمق في كيفية التدريس ولحد الآن البحث مازال مستمراً وسيتم إن شاء الله ، أملي بحلول عام 2012 الاستقرار في بلدي والشروع في تنفيذ الحلم بحول الله.
ونتمنى منك أن تطور وتعمل لتحاول إيجاد شركة عربية تستقطب العرب
وتعمل ألعابا في المستوى العالمي بصورة وبصبغة عربية
وأنا من الناس الذين ينتظرون إفتتاح المدرسة
خصوصا أني في معهد الفنون الجميلة السنة التانية
وأدرس الأنيمشين كمادة
بالتوفيق