أنس أبو بكر : صدقني أخي الكريم من أكثر الأمور المسفزة في المنتدى هي تواقيع بعض الأعضاء ... والتي لوحدها تحتاج عدد من التخاريف اللاذعة .... ربما أكتب في هذا الشأن .
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
لاريب أنّ الألم هو سائق انفعالاتي الفظّ ، وأنّ الأمل هو وسيلتي الدائمة لترويضه . لكن .. هل أكون بهذا قد لخّصت لك عملية الإبداع ؟
أنس أبو بكر : صدقني أخي الكريم من أكثر الأمور المسفزة في المنتدى هي تواقيع بعض الأعضاء ... والتي لوحدها تحتاج عدد من التخاريف اللاذعة .... ربما أكتب في هذا الشأن .
كثيرة هي الأحلام التي تتخلل مناماتي ... لو سطرتها على الورق لجاءتني نوبل في الآداب ، لكن حتى لو وجد من الورق ما يكفي فما الذي سيوقظ يدي من ارتخائها ، وأجد أني خسرت الكثير من الخواطر في الصباح ، أحاول أن أجهد الفكر في التذكر دون جدوى ، أحلام أتذكر منها أنها مزيج متناقض بين أحداث جرت وأخرى لم تجر ، أخالها كطعام وضع فيه الحلو والحامض المالح والحراق ، الساخن والبارد ، أصرخ أحيانا وأركل أخرى ، أضحك وأبكي ، والغريب أن أفضل حالاتي النفسية عندما أصحو تكون بعد حلم فيه بكاء ، بكاء شديد ... أحس أن نفسي قد غسلت بشلال مياه ينبع في أرض عذراء ، وتنفست بنسيم صبح في فجر ندي .
البكاء حاجة إنسانية ملحة ، سهلة الفعل عند الإناث ، عصية عند الذكور أو هم يريدونها كذلك ، لا تبك فأنت رجل ، هكذا كانوا يعلمونا ونحن صغار ، فنكتم عبراتنا حد الاختناق ، لنثبت أننا رجال ، ماذا لو أنني عندما سقطت أرضا ذات شقاوة تركوني أبكي وحثوني على المزيد من البكاء ، أظن ساعتها أن ساقي التي التوت ربما تخدرت من أثر البكاء وذهب الألم ، لكن عندما عضضت على آلامي ، خوفا من أن تغير ابنة الجيران التي هبت لنجدتي نظرتها عن رجولتي ، أحسست أن شرارة انتقلت من ساقي إلى دماغي فصار كبرميل وقود قابل للانفجار ، لملمت أطرافي ونهضت ، ومشيت وكأن ليس بي ألم ، وفي الليل حملوني إلى المجبر ، وهناك سمع كل أهل الحي بكائي وصراخي .
أحلم بمواضيع متنوعة كسلطة الفواكه ، أقول الشعر حينا ، لا يجاريني فيه الفرزدق ، وأطير أحيانا كابن فرناس ، وأقرأ القرآن أخرى بصوت عبد الباسط ، وما أبشع الأحلام عندما يكون في الجوف شيئا يحث على الخروج ، اليوم بالتحديد قصصت طرفة ، ضحكت كثيرا عندما صحوت ، طرفة لم أسمعها من قبل ، لطالما سألت نفسي من أين تأتي الطرائف التي نتداولها ؟ من هو مؤلفها ؟ اليوم أدركت أن أجمل الطرائف هي التي تقال في الأحلام ، أرجو أن لا يسألني أحد عنها لأنها من النوع الذي لا يقال إلا همسا .
ومن الأشياء التي هذيت بها خلال المرحلة الفاصلة بين النوم وبين الصحو وكانت أشبه بالحلم ، أطراف حديث دار بيني وبين زوجتي ، ماذا لو عاد الزمن عشرون عاما ، كيف ستكون الحياة مع ما نملكه من خبرات ؟ فأجبت أنني لا أحب أن أتخيل أني أعود للواراء ، ببساطة لأن هذا محال ، وفجأة قفز إلى ذهني مقولة يرددها البعض تغيظني كثيرا ( المستحيل كلمة موجودة في أحلام العاجز ) ، بل واجتهد أحدهم واستبدل كلمة العاجز بالحمقى ، حسنا سيدي ، أريد العودة إلى الماضي عشرون عاما ، هل تستطيع مساعدتي ؟!
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
لاريب أنّ الألم هو سائق انفعالاتي الفظّ ، وأنّ الأمل هو وسيلتي الدائمة لترويضه . لكن .. هل أكون بهذا قد لخّصت لك عملية الإبداع ؟
تعليق