Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص

رثاء

‏خالص العزاء والمواساه في وفاة العضو القدير الأخ ياسر ياسين رحمه الله

https://www.maxforums.net/node/3676654
شاهد أكثر
شاهد أقل

جميع مواضيع المرحلة الراهنة هنا

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مصر هي أم الدنيا بحق وحقيقي

    وتعيش أم الدنيا أبد الحياة ...... تحيا مصر وتحيا فلسطين وتحيا الشعوب المناضلة

    تعليق


    • لا تخونوا الأمة باسم الحرية

      الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد :

      أتحفظ كثيرا على مصطلح الحرية لكن المعنى الذي يطرحه الإسلاميون لهذا المصطلح لا أتحفظ عليه في الجملة , فهي معانٍ جميلة وساحرة وأخَّاذة , كما أنها حقوق واجبة للشعوب شرعاً وطبعاُ لا يمكن الوقوف في وجه المطالبين بها والداعين إليها .

      والاستبداد شر محض لا خير فيه والطغاة أيا كانت أسماؤهم وأجناسهم ملعونون أينما ثُقِفوا .

      لكن مطالبتنا بالحرية وحقوقنا فيها وكرهنا للطغاة ومَلَلَنا منهم لا ينبغي أن يُنسينا حقنا الأعظم وطلبنا الأكبر , وهو حقنا في الاعتبار والتبصر والنظر إلى الواقع نظرة مجردة لطلب الحق والخير بالأمة لا تعميها مظاهر النقمة عن النظر إلى الأمام ولا تُعشيها كراهية الحال عن التبصر في المآل , ولا يُلهيها الحاضر عن التطلع إلى المستقبل .

      الحالة التونسية التي لم تنته بعد والحالة المصرية التي تغلي الآن لا تُلام الشعوب في الانسياق فيها كونها تُشَكِل لهم متنفسا للتعبير عن مشاعر الكبت والظلم ومصادرة الحقوق التي عانوا منها قرونا طويلة , ولا تلام الشعوب فيها لأنهم يرون من خلالها نوراً يرجون أن يكون بشائر صخرة الخلاص والعدل والتقدم والنمو والمسابقة في ميدان الحضارة وقيادة العالم .

      لكل ذلك لا تُلام الشعوب فقد عانت من القهر ما لم تعانه أمة من الأمم في عصورنا الحاضرة .

      إذا من الملوم ؟

      الملوم هم عباقرة العلماء والكتاب والمفكرين أولئك الذين تثق الشعوب في رأيهم وتسير في اتجاه راياتهم وتستجيب لتعبئتهم , حيث إن هذه الشعوب لا تظن فيهم ضعف البصيرة ولا استغلاق الحق عليهم بحال من الأحوال .

      لكن المؤسف أن من وصفتهم تعاملوا مع هذه الأزمة معاملة لا تليق بهم فألقوا بفكرهم جانبا , واستجابوا لما في داخلهم من تطلعات إلى الحرية وحقد على من ظلمهم دون أن يصنعوا ما يصنعه المفكر واجبا عليه من الأناة وتقديم البصيرة على البصر , فكانوا في هذا الأمر وسائرُ الناس سواءً لم يتميزوا عنهم بفكر ولا بصر , بل أخذوا يجارون الشعوب في الغليان فيدفعون بهم دفعا نحو المجهول وراء سراب الحرية ولوائح الأمنيات المحضة .

      لم نجد منهم من وقف عند الأزمة التونسية وماذا حققت ؟

      هل حققت الحرية حقا أم لا تزال , وهل المؤشرات تُشير إلى شئ من الأمل أم تشير إلى أن الأمر سيعود إلى ما كان عليه , لم يتكلم أحد عن ذلك بشئ من العلمية والاستقراء للواقع والمستقبل , كل ما قرأته هو آمال وتطلعات لا تستند إلى شيء من الواقع , اللهم إلا كتابات جميلة في تحليل الواقع التونسي لأبي يعرب المرزوقي وهي للأسف لا تبشرنا بخير .

      الواقع في تونس مؤلم جدا , فالحكم بيد الماركسيين السابقين الذين لا يُخفون معاداتهم للدين وأهله ومعاندتهم للحرية والمطالبين بها , بعد أن كانوا قبل الثورة مُقصَين من الأمة مكروهين من الناس , ومستقبل الانتخابات مجهول ولا تلوح فيه للإسلاميين بارقة أمل , فحزب النهضة العائد لا ينوي الدخول في الانتخابات , والسلفيون ضعاف منشغلون بالتصنيف والجرح والتعديل , أما بقية المكونات فلا تلوح بينهم قيادات تبشر بمستقبل يختلف عن الماضي .

      لماذا لم يُطالب المفكرون المصلحون بانتظار نتيجة التجربة التونسية , أليس التروي في هذه الأمور المصيرية هو مقتضى العقل والفكر والدين , أم أن عدم التروي والاستجابة للانفعال المباشر مطلب في ذاته لأمثال هؤلاء كي يستغلوا انفعال الشعوب لدفعهم إلى تكرار التجربة بسرعة دون التبصر في عواقبها .

      ثم لم يسأل أحدهم نفسه كيف خرجت هذه الحشود وكيف تنظمت , هل كان ذلك كله بطريقة تلقائية- أيُعقل هذا ؟ أنها جاءت من تلقاء الشعب المتظاهر وحده , أم أن هناك قيادات خفية تدفع الناس وتؤطرهم وتنظمهم دون أن تظهر أسماؤهم على الساحة الإعلامية , ثم لماذا لم تظهر أسماؤهم ولماذا لا يعلنون عن أنفسهم .

      ولماذا وقف الإعلام العربي والإعلام العالمي موقفا متضامنا مع الشعب التونسي والشعب المصري في حين خذل الشعب الإيراني , مع أن ثورة الشعب الإيراني كانت تتمتع بقيادات مرموقة ومعروفة معالمها وحدودها , في حين أن ثورة الشعبين العربيين مجهولة القيادة ليس لها هدف سوى إسقاط الرئيس طمعا في الحرية .

      بل لماذا لم تقم لهذه الثورات الشعبية قيادات عملية تقدم البديل للرئيس وتقود توجه الأمة .

      ولماذا أغلقت قناة الجزيرة وهي في زعمهم منبر الحرية الخط في وجه مواطن تساءل مُحِقاً عن سر خذلان الجزيرة للشعب الإيراني خذلانا تاما وكأنه لا قضية له مع الانتفاضة فيه كانت عامة من البلوش السنة , والأحواز العرب والأحرار الفارسيون , واتعملت ضدهم كل وسائل القمع المتحة التي وصلت إلى اغتصاب النساء في السجون , كل ذلك ولم ينطق أحد في حين تحمست كل وسائل الإعلام بشكل سافر ضد القيادتين الدكتاتوريتين في تونس ومصر ؟

      ولم يتساءل أحد من هؤلاء المفكرين عن الشعب السوري المقموع ولماذا هو صامت حتى اليوم , مع أن ما هو فيه من شر يفوق بكثير ما كان فيه شعب تونس وما عليه شعب مصر , من حَرَّك مصر وسكَّن سوريا ؟

      ولماذا تأثرت القيادات المستبدة بما حصل لتونس ومصر فأقال ملك الأردن حكومته ووعد رئيس اليمن بعدم الترشح ولم تقل سوريا شيئا ولم تتأثر لأي حدث ولم يتحدث عنها أحد .

      لماذا لم يكتب أحد من هؤلاء المفكرين الذين يدفعون باتجاه الثورة دفعا في تحذير الشعب المصري من أن يقطف ثمرة ثورته من لا يرتضيه , ولماذا لم يتحدث أحد عن وجوب إجراءٍ احترازي يمنع من تكرار ما حدث في تونس قريبا , وما حدث في ثورة 1952في مصر قديما وما حدث في الجزائر عام 1962 من قطف الأعداء لثمار الثورات التي سقتها الشعوب بدمائها .

      لم يتحدث أحد عن سر دعم إسرائيل لموقف الشعب وتقديمها الاستعداد لاستضافة مبارك وهو تصرف لا يخفى على هؤلاء المفكرين أن له أبلغ الأثر في إضعاف معنويات مبارك والداعمين له , هل إسرائيل حقا مع خيار الشعب ؟ أم أنها مطمئنة لحال البديل الذي تعرفه إسرائيل ولا يعرفه الشعب حتى ساعتنا هذه , لماذا لا يناقش هؤلاء المفكرون هذا الأمر ولو على هيئة كونه احتمالا مردوداً.

      ولماذا وقفت أمريكا فقط مع خيار الشعب المصري والتونسي ولم تقف مع خيار الشعب العراقي , أم أنها وقفت مع خيارها هي في مستقبل مرسوم من قبلها تصنعه شعوب المنطقة دون أن تتكلف رصاصة واحدة .

      هَمُّ الجميع : الحديث عن المشايخ السلفيين المتخلفين والذين يخونون الأمة باسم الدين ويحذرون من عواقب الأمور , وكأن المشايخ السلفيين هم الخطر المحدق بالثورة وكأن كلمتهم هي المسموعة , يتشاطر هؤلاء المفكرون على المشايخ السلفيين وهم أعلم الناس بأن الشعوب الهائجة لن تسمع لهم – أعني السلفيين -ولن تتأثر بكلامهم , وإنما هم يتكلمون بما يدينون الله به معذرة إلى ربهم , وحتى لا يقول الناس حين تتكرر مأساة الصومال في عالمنا العربي لماذا لم تأمرونا ولم تنهونا .

      هَمُّ الجميع الحديث عن المشايخ السلفيين وكأن المشايخ السلفيين أبرأوا ذمتهم فعلا وتحدثوا حقا بما يدينون الله به , وهؤلاء المفكرون يعلمون جيدا : أن أكثر المشايخ آثروا الصمت لعلمهم أنه لا رأي لمن لا يطاع .

      لو أن هذه المقالات التي تعب أصحابها في كتابتها مذمة للمشايخ السلفيين وشماتة بهم في موقف لا سمع لهم فيه ولا طاعة , لو أن هذه الجهود بُذِلت في الحديث عن مشروع الشرق الأوسط الجديد والذي دعت إليه أمريكا قبل عشر سنوات ولم يأتنا أي تقرير يُفيد أن إدارة أوباما تراجعت عنه , لو أن هؤلاء المفكرين كتبوا في احتمال – مجرد احتمال – أن يكون ما يجري قد – مجرد قد – يصب في مصلحة هذا المشروع يوما ما .

      حتى الاحتمالات المجردة لما يخالف فكرهم بخلوا علينا بها , لماذا بخلوا ؟

      بخلوا بها لأن هذه الاحتمالات لها وقعها في أذن الشارع منهم هم وليس من غيرهم في هذه الظروف العصيبة وهم لا يريدون أن يُكدر هذه الثورة شيء ولو كان شيئا لا يمكن أن يوقفها .

      بخلوا علينا بالحديث عن مشروع برنارد لويس في تفتيت الشرق الأوسط , ذلك المشروع الذي أرى أن ما يجري في مصر وجرى في تونس لن يصب إلا في صالحه , لم يتحدث أحد منهم عن أن هذا المشروع في طريقه للنجاح النهائي في السودان وأن السودان ليست مرحلته النهائية .

      الكل ينتظر فقط رحيل مبارك , والحديث ضعيف متناقض عن مرحلة ما يعد مبارك .

      فقط الحديث عن إثبات أن المظاهرات أمر مشروع لا يخالف الدين , ولا أحد يتحدث عن شروط مشروعية المظاهرات .

      خداع الناس باسم الحرية أعظم من خداعهم باسم الدين , لأن الذين يتحدثون باسم الدين ينقلون نصوصا شرعية صحيحة صريحة قد تخالفهم في تفسيرها أو موضع تطبيقها لكنك لا تخالفهم في صدقها وصدق قائلها صلى الله عليه وسلم .

      أما المخادعون باسم الحرية فإنهم يكتمون كثيرا من الحقائق ولا يناقشونها ولو على أنها تقدم احتمالا مجردا عن المعطيات , مع أن تقديم الاحتمالات ومناقشتها في هذا الوقت العصيب هو مقتضى الأمانة العلمية ومطلب الموثوقية , فلماذا لا يطرح هؤلاء كل ما لديهم ويناقشوه نقاشا علنيا .

      لماذا لا نسمع إلا الحديث عن الحرية والحرية فقط , ولا أحد يتحدث عن كيف نحي هذه الحرية حين نأخذها .

      والله أحكم وأعلم وهو المستعان وعليه التكلان .

      د محمد بن إبراهيم السعيدي
      « الانسان اذا نظر للرفاهيه وتنعيم جسده,وصار همه ان ينعم هذا الجسدالذي مآله الى الديدان والنتن,وهذا هو البلاء,وكأن الانسان لم يخلق لأمرعظيم,والدنيا ونعيمها انماهي وسيله فقط,نسأل الله ان نستعمله واياكم وسيله »

      تعليق


      • خسارة موضوعك جاء متأخر قليلاً ويمكن ان يكون ورقة اخيرة لإنقاذ مبارك وعمر سليمان

        لو استعجلت الموضوع امس أو اول امس لاما سقط مبارك

        ولو سمع كلامك المتضاهرين في ميدان التحرير لرجعوا الى بيوتهم فوراً

        تعليق


        • جزاك الله خيرا اخي الرايقي ،
          وعلى كل حال لاتنتظر ان يلقي لك بالا من جعل الهه هواه ،
          على كل حال سأقولها مجددا لكل هؤلاء الـــ .....
          سترى اذا انجلى الغبار
          أفرس تحتك ام حمـــار

          تعليق


          • اعتقد بانك بعيد كل بعد عن الاوضاع اللي تصير داخل مصر .... ولا ماكتبة هذا الموضوع
            مادعوة أنفع ياصـحـبي : من دعوة الغائب للغائب
            ناشدتك الرحمن ياقارئا : ان تسأل الغفران للكاتب

            تعليق


            • المشاركة الأصلية بواسطة Mbmt13390 مشاهدة المشاركة
              جزاك الله خيرا اخي الرايقي ،
              وعلى كل حال لاتنتظر ان يلقي لك بالا من جعل الهه هواه ،
              على كل حال سأقولها مجددا لكل هؤلاء الـــ .....
              سترى اذا انجلى الغبار
              أفرس تحتك ام حمـــار
              وجزاك ايضاُ اخي الكريم
              « الانسان اذا نظر للرفاهيه وتنعيم جسده,وصار همه ان ينعم هذا الجسدالذي مآله الى الديدان والنتن,وهذا هو البلاء,وكأن الانسان لم يخلق لأمرعظيم,والدنيا ونعيمها انماهي وسيله فقط,نسأل الله ان نستعمله واياكم وسيله »

              تعليق


              • المشاركة الأصلية بواسطة alwalid3d مشاهدة المشاركة
                اعتقد بانك بعيد كل بعد عن الاوضاع اللي تصير داخل مصر .... ولا ماكتبة هذا الموضوع
                وانا اعتقد انك لم تقراء المقال جيدا .
                « الانسان اذا نظر للرفاهيه وتنعيم جسده,وصار همه ان ينعم هذا الجسدالذي مآله الى الديدان والنتن,وهذا هو البلاء,وكأن الانسان لم يخلق لأمرعظيم,والدنيا ونعيمها انماهي وسيله فقط,نسأل الله ان نستعمله واياكم وسيله »

                تعليق




                • منور الشاشة أيها البائس

                  الصور جميلة .. وخاصة التي تحت العلم .. لماذا لا تشارك بها في مسابقة ناشيونال جيوجرافيك أبوظبي .. صور تروي ؟
                  سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم

                  لاريب أنّ الألم هو سائق انفعالاتي الفظّ ، وأنّ الأمل هو وسيلتي الدائمة لترويضه . لكن .. هل أكون بهذا قد لخّصت لك عملية الإبداع ؟

                  FACEBOOK

                  تعليق


                  • أحداث مصر بين الفرح والفكر

                    1-الفرح بمصائب الظالمين من علائم الإيمان , وما أصاب رئسي مصر وتونس هو من هذا القبيل الذي يفرح به المؤمنون.

                    2- الإفاقة من آخذة الفرح والعمل بما يصلح الناس هو شأن العلماء والمفكرين والقادة.

                    3-علماء الشريعة المتبوعين في مصر وخارجها لم يقوموا بواجبهم المطلوب في توجيه المظاهرات وقيادتها وضمان سلامة مطالبها ونتائجها , وما بُذل من بعض العلماء من جهود قليل بالنسبة للحدث وحجم العلماء .

                    4-النجاح الحقيقي للمظاهرات هو انتهاؤها إلى تطبيق شرع الله وإقامة العدل بمفهومه الشرعي في الأرض .

                    5- ما حصل في مصر حتى الآن هو هيمنة الأحزاب العلمانية على تصورات مابعد مرحلة مبارك .

                    6- لا يزال دور العلماء الذين قدَّموا أنفسهم في التظاهرات الشعبية كدور آحاد الناس ليس فيه ما يناسب علمهم ومقامهم من القيادة والتميز .

                    7-شرعنة الثورة أمر مطلوب لو أن العلماء قاموا بواجبهم الشرعي فيها , أما إذا لم يفعلوا ذلك فلا مبرر لشرعنتها وهي حينما قامت لم تطلب الفتوى منهم .

                    8-لا زالت الفرصة قائمة للعلماء المتبوعين كي يبادروا في تتميم ما قصروا فيه من توجيه الثورة وحماية مكاسبها .

                    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين :

                    الفرح بما يصيب الطغاة من نكبات, والفرح بانفراج الضيق عن الأمة هو فيما يبدو لي من علائم الإيمان , ومن لم يفرح بزوال طاغية جَثُم على صدر الأمة زمنا يسرق خيراتها ويحاربها في دينها وعِرضها فعليه أن يستغفر الله تعالى ويعيد النظر في إيمانه , هذا هو ما أعتقده , وهذا هو ما فعلته , فقد كنت من أكثر الناس فرحاً بما أصاب اللهُ به رئيسَ تونس الأسبق , كذلك سأفعل لو انتهت ثورة الشباب في مصر إلى زوال طاغيتها .

                    لكن للفرح أخذَةً تسرق صاحبها وتشغله عن التفكير , كما أن للترح غمَّا يُصيب العقل بالذهول ويُلجئه إلى التوقف , والعاقل هو أسرع الناس إفاقة من فرح أو ترح .

                    وأحرى الناس بسرعة الإفاقة هم علماء الشريعة المُستَأمَنُون على قول الله تعالى وقول رسوله صلى الله عليه وسلم , ويتلوهم في ذلك أهل الفكر والعلم والخبرة من أهل الدين وذوي الإيمان الذين هم ألزم الناس لطاعة الله تعالى في أمره بالتفكر والتدبر والتبصر في غير ما آية من كتاب الله تعالى .

                    فلا يَشغَلُهُم فرحهُم عن تدبر ما يحل بالأمة من نوازل والمبادرة بما يُصلح أمر الناس في دينهم قبل دنياهم .

                    ومما يؤسف له أن القياديين وأصحاب الكلمة من علماء الشريعة والمفكرين الإسلاميين كانوا في هذه النازلة هم آخر الناس إفاقة , بل إن منهم من لا يزال في آخِذَة الفرح يسير وراء الناس الذين يجب عليه أن يكون أمامهم ويكتفي بالمناداة عليهم بلزوم مواقعهم دون أن يقدم نفسه كمُوَجِّه لثورتهم نحو مقصدها الذي يجب أن يتبناه أمثاله من أهل العلم .

                    وحتى يكون الكلام واضحا , ألخص ما أرى أنه لازمٌ على علماء الشريعة والمفكرين المؤمنين : وهو توجيه مطالب هذه المظاهرات بما يضمن نجاحها في إقامة الشرع وإعادة العدل بمفهومه الشرعي الرباني إلى أرض الله وذلك بتقديم حلول ما بعد المرحلة وتقديم البديل للرئيس المطلوب خلعه .

                    أما ما حصل فعلاً فهو عكس ذلك فقد ظهرت الأحزاب العلمانية والحركات النصرانية وهي تعمل بشكل متقن لتتولى إدارة الثورة وكسب نتائجها فألفوا لجنة الحكماء من شخصيات ليس بينها شخصية إسلامية سوى الدكتور أحمد كمال أبو المجد وهو قانوني مصري ووزير سابق والدكتور محمد سليم العوا أما الباقون فهم : احمد زويل, عمرو موسى,ومحمد البرادعي والمهندس نجيب ساويرس الملياردير القبطي الشهير، والدكتور عمرو الشوبكي، والصحافي سلامة أحمد سلامة، والكاتب جميل مطر، والمهندس إبراهيم المعلم ناشر جريدة (الشروق)، والدكتور عمرو حمزاوي، وعبدالعزيز عمر، ونبيل العربي.

                    وقد أصبح هؤلاء مع أمناء الأحزاب العلمانية هم عمليا القادة الفكريين للمظاهرة وهم من تتحدث وسائل الإعلام بأنبائهم وقراراتهم وما أصدروه من بيانات , وإن كانوا يقولون عن أنفسهم : إنا لا نُمَثل أحداً ,وقد أجرت ال بي بي سي لقاء موسعاً مع أحدهم وهو الدكتور أحمد زويل , ولا يختفي عن الأنظار رفعت السعيد وأيمن نور في مشاهد الإعلام العالمي .

                    وهؤلاء الآن هم من يتفاوض مع النظام باسم الجماهير باستثناء أيمن نور.إضافة إلى ممثلي الإخوان المسلمين .

                    ونتج عنها بالأمس قرار الرئيس مبارك تشكيل لجنة لإعادة صياغة الدستور مشكَّلة من عدد من المستشارين وأساتذة القانون في الجامعات المصرية .

                    اقتصر دور العلماء إذاً على تأييد الثورة والدفع بها إلى الأمام أما توجيهها والحرص على نتائجها فدورهم فيه أقل بمراحل من دور أحد مدوني الإنترنت والمسئول الإقليمي عن شركة جوجل الذي يُنسب إليه فضل كبير في تأجيج هذه الثورة وهو وائل غنيم .

                    هل هذه مهمة العلماء ؟

                    لو أن هؤلاء العلماء تحدثوا عن الثورة الشعبية كآحاد المواطنين الناقمين على النظام لما كان عليهم من تثريب أبداً , فأنا لا أشك أنه قد أصابهم الظلم كما أصاب غيرهم من الناس ولهم الحق في التعبير عن نقمتهم وغيظهم ورغبتهم في التغيير, لكنهم حين يستدلون على سلامة موقفهم بنصوص الشريعة فإن من حقنا أن نحسابهم بموجب نصوص الشريعة التي لا تبيح لهم الدعوة إلى غير شرع الله تعالى أو المساهمة في تمكين غير دينه في أعظم بلاد الأسلام أثراً على الأمة في حاضرها وتاريخها .

                    يقولون : إنهم يدعون إلى أخف الضررين , والجواب : أن أخف الضررين لا يُدعى إليه وإنما يُرضى به في حال تعذر الخير المحض أو الخير الغالب , ولا يُمكن أن نوافقكم على الاكتفاء بأخف الضررين ولم نشهد منكم العمل لقيادة الأمة إلى الخير وتوجيه ثورتها إلى ما فيه صلاحها . م

                    عالم الشريعة يجب عليه الوقوف قائداً للمطالبة بالشريعة مزاحماً بمنكبه في سبيل تحقيقها ولا يترك الفرصة للعلمانيين والليبراليين ليختطفوا ثورتها تحت شعار أنه يدعوا إلى أخف الضررين .

                    وإذا كان تطبيق الشرع في ظل الظروف الدولية المحاربة لشرع الله تعالى أمراً صعب المنال فلا أقل من أن يقف العلماء وقفة حماية للمكتسبات التي حققها أسلافهم كالشيخ عبدالقادر عودة الذي يرجع الفضل بعد الله تعالى إليه في رسم المادة الثانية في الدستور المصري , وهي المادة تتداعى اليوم عدد من الأيدي للمحوها .

                    وكذلك يقفون لتحقيق مكتسبات أخرى غير تلك في ظرف يتناوش الحميع فيه

                    أما إذا كان جل طموح العالم إزالة النظام وحسب على اعتبار أنه حتماً سيكون أخف الضررين في وقت يتوجب عليه فيه الوقوف في المقدمة لتوجيه الناس وتحقيق المكاسب فليترك الجماهير تطالب بأخف الضررين وحدها , فإن الجماهير قامت بالمظاهرة ولم تستشر سوى آلامها وهمومها ولم تطلب فتوى سوى من طموحاتها وآمالها , فمن كان عاجزاً عن توجيه وعيها وحماية مقاصدها فلا يقحم منصبه كعالم شرعي في دفعها والسير خلفها .

                    لا يخفى على أحد أن القوى الداخلة في هذا الصراع كثيرة وقوية منها ما هو خارجي ومنها ما هو داخلي وتضامن العلماء في السعي إلى أخذ مكانهم الصحيح في هذه الثورة هو ما يكفل تحجيم أمثال هذه القوى أو تقليل شرها .

                    أما القول بأن إزالة النظام مقصدٌ في ذاته فصحيح ,لكن لا باعتبار كونه نظاماً بل باعتبار مقدار ما يقوم به من ظلم وخيانة ونأي عن شرع الله تعالى ولذلك فلابد لإزالته من تدبير الأسباب التي تضمن أو تُغلِّب على الظن إقامة العدل والأمانة والعدل في مكانه , والحاصل إن الأسباب إلى ذلك لم تُبذَل حتى الساعة سوى من قبل العلمانيين الذين لا يبتعدون عن النظام في عدائهم للشريعة والحركيين الإسلاميين الذين لا أشك في صدق شعارهم – الإسلام هو الحل – لكنهم يفاوضون من موقف ضعف كبير حيث لا سند لهم من علماء الأمة , وقد بلغ من شعورهم بضعف موقفهم أنهم سارعوا إلى إعلان عدم عزمهم تقديمَ مرشحٍ في الانتخابات القادمة حرصاً منهم فيما يظنون على عدم التأليب الدولي على ثورة الشباب هذه .

                    كما أن القول بأن زوال مفسدة متيقنة أولى من بقائها خشية مفسدة مظنونة ,يمكن قبوله مبرراً لهذه الثورة لكنه غير مقبول أبداً لتسويغ اكتفاء العلماء بدفع الناس للثورة دون توجيهها والمبادرة بإيجاد بدائل لرأس النظام القائم لظمان حصول الأمة على مطالبها في شرع الله تعالى والقيام بالعدل على وفقه .

                    هذا بالإضافة إلى أن استشراف المستقبل والنظر في جميع المعطيات المعينة على استشرافه أمر قصر فيه كُل من كتب في الدفع إلى هذه الثورة فلم يتحدث أحد عمَّا بعد مبارك , بل إن من يدعوا إلى استشراف المستقبل ومناقشة معطياته في هذا الظرف يُنسب إلى التخذيل والجمود والبعد عن الإحاطة بالسياسة ومناصرة الطغاة والوقوف معهم ويرمى بمختلف السِباب والشتائم التي لا يليق أن تصدر من مثقف يزعم أنه من دعاة الحرية , وهو ما حدث معي في جوابي لإحدى اصحف الإلكترونية وحين كتبت مقالتي : لا تخونوا الأمة باسم الحرية , وفي كلا الموضعين لم أتحدث فيها سوى عن أمرين هما نقد من يدفع إلى الثورة من العلماء دون أن يتحدث عن البديل و مطالبة المفكرين بدراسة جميع جوانب الموقف ولو على سبيل كونه احتمالا , ومع أن هذين المطلبين عِلميان لا يُخالف فيهما عاقل أو لا ينبغي أن يخالف فيهما عاقل , إلا أن الفرح بالثورة قد أخذ بالعقول فلا يستطيع أحد أن يقرأ أو يسمع إلا الدفع إليها والثناء على القائمين بها .

                    وبما أن الثورة لازالت محتفظة بقوتها فإنني أعتقد أن الفرصة ما زالت مواتية لأن ينهض العلماء المتبوعين بما قصروا فيه , وأعني بالمتبوعين من لهم ثقل شعبي وقبول بين الناس يجعل لكلمتهم من المضي والنفاذ بين أفواج الثائرين ما يضمن تلبية المطالب وتحقيق ما يمكن من المكاسب للدعوة والدين والعدل .

                    وما كتبت لا يعني غفلتي عن جهود علماء رأيناهم مع الجماهير أو تناسيِ لبيانات صدرت من جماعات إسلامية وهيئات علمية , فهي جهود محمودة لاسيما وأن أصحابها لم يُعرف عنهم الدفع المجرد باتجاه الثورة , لكنها جهود أقل ما توصف به أنها أكثر تواضعا من قوة الحدث .

                    د محمد بن إبراهيم السعيدي
                    « الانسان اذا نظر للرفاهيه وتنعيم جسده,وصار همه ان ينعم هذا الجسدالذي مآله الى الديدان والنتن,وهذا هو البلاء,وكأن الانسان لم يخلق لأمرعظيم,والدنيا ونعيمها انماهي وسيله فقط,نسأل الله ان نستعمله واياكم وسيله »

                    تعليق


                    • جزاكم الله خيرا
                      هو الناس مش عاجبها ايه
                      المقال كلامه جميل جدا ومنطقى ومعتدل
                      اذا كان هناك بعض النقاط المختلف فيها فلا يجعل المقال موضع ذم او خلافه


                      بارك الله فيك على نقلك لهذا المقال

                      تعليق


                      • هرب تنحى ولع بجاز المهم انه مشى
                        الغريب ان اللى بينادى بعدم الخلاف ودايما يعلق على خناقات الشباب هنا
                        هو اللى الحين بيعمل خلافات على حاجات تافهه

                        اه مبارك هرب
                        لو ماهربشى هو فين الحين ؟؟
                        ولو كان شجاع وتنحى كان طلع قال كده بنفسه
                        مش يخلى عمر سليمن يأمن له خروجه او اختباءه ايا كان
                        وبعدين يخليه يقول انه ترك السلطه

                        المهم بعد فرحنا كلنا الكبير لتنحى الطاغيه ده
                        المهم ماذا بعد ذلك

                        انا شايف ان الشبابا كلها بتطالب بالحرية والتعبير والتغيير ومش عارف ايه
                        ولا واحد بيجيب سيرة الدين

                        ربنا يستر

                        تعليق


                        • قول كونغراتولايشنز و لا فيليسيتاسيون رحيل مبارك ... الله لا يبارك فيه ... إلى مزبلة التاريخ هو و بن علي و كل الطغاة..
                          .

                          تعليق


                          • الف مبروك للشعب كله
                            رفعت رأس مصر فوق كل الدنيا

                            يارب ولى علينا خيارنا ومن يتقى الله فينا
                            وانصرنا على اعدائنا ولا تخيب رجاءنا ياأرحم الراحمين

                            تعليق


                            • المشاركة الأصلية بواسطة رغدوو مشاهدة المشاركة
                              إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
                              ولابد لليــــل أن ينجـــــلي ولابد للقيــد أن ينكـــسر

                              مبــرووووك لمصر وعقبال باقي الدول يارب
                              لا يجوز قول ذلك
                              القدر لا يستجيب لارادة احد وانما هو ارادة الله النافذه
                              اتق الله وتب الى الله

                              تعليق


                              • المشاركة الأصلية بواسطة ahmaeed_89 مشاهدة المشاركة
                                اي شرذمة !!!!!!!!!!!
                                لا ولا حاجه
                                يبدوا اننا لم نعد نعرف من هم اعدائنا

                                تعليق

                                يعمل...
                                X