Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص

رثاء

‏خالص العزاء والمواساه في وفاة العضو القدير الأخ ياسر ياسين رحمه الله

https://www.maxforums.net/node/3676654
شاهد أكثر
شاهد أقل

::كلمة د.الشيخ حازم ابو اسماعيل مرشح رئاسة مصر من امام السفارة السورية::

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حزب النور وغيره من الاحزاب السلفية لم يكن له ان يقوم الا بعدما أخذ فتاوى من شيوخ السلفية بجواز عمل الاحزاب .. أى انه قائم على اساس هذة الفتاوى .. وهذا ليس كلامى وانما كلام احد شيوخ السلفية المحترمين الشيخ / محمد عبد المقصود .. وان شئت جئت لك بالفيديو ..

    اذا كيف تتبرأون منه الآن بالرغم من ان نفس شيوخكم هم من ايدوه وأعطو له الفتوى لقيامه .. فمع من أنتم الآن .. لا أفهم .. وعن من يعبر حزب النور ان لم يكن يعبر عن السلفيين ؟؟!! ..

    كما ان السلفية ليست هى الاسلام كما تحاول أخى الكريم بكلامك عنها ان تختصر الاسلام فى هذا النهج التفكيرى الذى لم يرقى حتى ليكون مذهباا .. كلناا نطيع رسول الله ونقتدى بالسلف الصالح .. ولكن لسنا (سلفيون) كما تقول .. لان السلفيين لفظ يطلق حالياا على من ينتهج نهج محمد عبد الوهاب التفكيرى ورؤيته للاسلام .. وليس كل المسلميين كذلك .. فلا تعمم.. فحن نسمى مسلمون وفقط ..

    تعليق


    • المشاركة الأصلية بواسطة m.elgalad مشاهدة المشاركة
      حزب النور وغيره من الاحزاب السلفية لم يكن له ان يقوم الا بعدما أخذ فتاوى من شيوخ السلفية بجواز عمل الاحزاب .. أى انه قائم على اساس هذة الفتاوى .. وهذا ليس كلامى وانما كلام احد شيوخ السلفية المحترمين الشيخ / محمد عبد المقصود .. وان شئت جئت لك بالفيديو ..

      اذا كيف تتبرأون منه الآن بالرغم من ان نفس شيوخكم هم من ايدوه وأعطو له الفتوى لقيامه .. فمع من أنتم الآن .. لا أفهم .. وعن من يعبر حزب النور ان لم يكن يعبر عن السلفيين ؟؟!! ..

      كما ان السلفية ليست هى الاسلام كما تحاول أخى الكريم بكلامك عنها ان تختصر الاسلام فى هذا النهج التفكيرى الذى لم يرقى حتى ليكون مذهباا .. كلناا نطيع رسول الله ونقتدى بالسلف الصالح .. ولكن لسنا (سلفيون) كما تقول .. لان السلفيين لفظ يطلق حالياا على من ينتهج نهج محمد عبد الوهاب التفكيرى ورؤيته للاسلام .. وليس كل المسلميين كذلك .. فلا تعمم.. فحن نسمى مسلمون وفقط ..
      الكلام ده اللي علمهولك الاشاعرة وانت بتردده من غير ما تثقف نفسك وكلامك ده خلى شكلك وحش قوي
      لان دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب هي التوحيد التي دعى بها كل الانبياء و الرسل
      الشيخ كان مجدد بعد انتشار الشركيات فالشيخ ماجاش بدين جديد

      وهتلاقي على مر العصور يا محترم السلفيين او اهل السنة غير المبتدعة كانوا بيطلقوا عليهم اكثر من مسمى
      زي اهل السنة و الجماعة و الطائفة المنصورة و الاثريين وهكذا

      فسمونا زي ما انتم عايزين المهم ان انا مسلم موحد اتبع الكتاب و السنة بفهم سلف الامة
      انت عايز تتبع القرآن و السنة بفهم الغزالي ولا محمد عبده ولا عمرو خالد ولا غيره انت حر لكن لا تشوه الحق واهله

      اما حزب النور فعلا قام على فتاوى بعض مشايخ السلفيين وهم احرار
      لكن بدل ما تحرج نفسك كنت بحثت وكنت هتعرف ان في علماء لهم وزنهم وثقات قالوا لا للتتحزب
      من زمااااااااااان و حتي الان موقفهم لم يتغير

      فعلشان شيخ ولا اتنين ولا تلاته حتى سلفيين اجتهدوا ولا اخطئوا اقول ده رأي كل السلفيين او دول بيمثلوا السلفيين
      واحاول اصور للناس ان الموضوع فيه اجمااااع

      ما كنتش اتخيل ان افق حضرتك ضيق في الثقافة الدينية
      كلام حضرتك مايقولهوش عيل صغير

      بس هي دي عاقبة الحقد ... حقد حضرتك على السلفيين يخليك ما تكونش منصف ويخلي كلامك غلط وشكلك يبقى وحش
      لا عزة إلا بالكتاب و السنة
      :: والله ماغشيت إمرآة في اليقظة او المنام إلا أم عبدالله زوجتي
      وأني لأرى المرآة في المنام مما لاتحل لي فأصرف بصري عنها ::ابن سيرين::
      :: إن الحق لا يعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله ::علي ابن ابي طالب
      ::

      ::موقعي::
      لا انسى فضل الله ثم المنابر من مشرفين و اعضاء في التعلم

      تعليق


      • هنا ينتهى الكلام ... سامحك الله !

        تعليق


        • اخى حامل المساك الشيوخ السلفيين فعلا اجازوا لحزب النور وليس هذا فقط بل انهم استغلوا الشيخ محمد حسان فى هذا واستغلوا الدين فى الانتخابات ومع الوقت بداوا يظهروا على حقيقتهم واحد تلو الاخر ولم يعمم احد على السلفين ولكن حزب النور يعبر عن معظم السلفين هكذا تقال ولا يجب ان نقول انهم يعبرون عن انفسهم لانهم بالفعل يعبرون عن اغلتيار السلفى فى مصر وهذا واقع ربما يكون اليم لاشخاص افضل مثلك ولكنه الواقع
          ودعنى اتكلم بصراحة عندما كنت فى مصر منذ ستة اشهر تقريبا ركبت مع سواق تاكسى وكان بذقن
          وبدأت بالتحدث معه لتسلية الطريق فجائت سيرة المسيحين وبدأ يتكلم عن المسيحين بشكل ان هؤلاء كفار وهؤلاء اذا رأيتهم اغلق الباب فى وجهم واذا سلم عليك احد منهم لا تسلم عليه ولا ابالغ اذا قلت انه يوجد فئة كبيرة فى التيار السلفى فى مصر يفكرون بهذا الشكل وربما يكون هذا ابسطهم
          يوجد اشخاص افاضل بالتأكيد ولكن لا نعلم هل هم قلة او اغلبية ؟ !

          لا اعرف مثل الاخ محمد الاسلام وبس لايوجد بعده اى شىء نملك اقوى شيئين فى الدنيا القرأن والسنة بدون اضافات
          فكل منهم كافى ان نعيش حياة كريمة وعلى حق

          انت اكيد مقتنع بالمنهج السلفى لاسباب واسباب كثيرة جدا اتمنى منك ان تقول لى ما الفرق بينى وبينك وبين الاخ محمد الجلاد

          انا اقدر اقول شوية حاجات من الي لاحظتها
          انا كمسلم بعامل كل انواع البشر واحد وبعامل كل واحد حسب معاملته معى
          السلفيين يعاملون الباقين على انهم تلاميذ وهم المعلمين
          انا مسلم اؤمن ان المسيحى اليوم اذا لم اظهر الاضطهاد له او مجرد انى انظر له نظرة سيئة سيأتى يوم ويعتنق الاسلام و الشيوخ السلفين لا يزمون المسيخين فى التلفاز او يشجعون على التحريض ضدهم ولكن عندما تنزل فى الشارع ترى ان الشيوخ ملائكة مقارنة بهؤلاء الناس وان دل يدل على ان ما يقال فى التلفاز والاعلام من كلام جميل للشيوخ عكس ما يتعلمه هؤلاء الاشخاص
          السلفيين لا يتحدثون اساس مع المسيحين يا اخى
          ربما يكون هذا هو التيار المتطرف الناتج عن السلفية ولكن هل وجد تيار متطرف ناتج عن الاسلام بتاعنا العادى !؟ عشنا مئات السنين ولم يخرج على مصر تيار متطرف طوال هذه السنوات لما ظهرت هذه التيارات الان

          ما فائدة الدعوة السلفية عن الدعوة الاسلامية العادية اشعر وكاننا نتحدث عن السنة والشيعة
          اذا كنت انت سنى وانا سنى اذا كنت تتبع سنة نبى الله وكتاب الرحمن وانا مثلك اذن فما الفرق لماذا افكر انا بطريقة وانت بطريقة مخالفة تماما ؟
          لا اطلب منك تغير ما تؤمن به بس اشرح لى الفرق ولو بشكل بسيط ومبسط ويمكن اقتنع يما تقوله فاعتنق ما تؤمن به اذا كان فيه خيرا
          Personal Website
          Twitter
          Youtube Channel

          تعليق


          • لو تكرمتم ماخرجوش الموضوع من اصله
            حزب النور او غيره ده مش موضوعنا
            وياريت ياخ باسم ماتتناقشى فى المواضيع دى مع الاتنين دول بالذات لان انت عندك حسن نيه بطريقه فظيعه او غير متابع لردودهم سابقا اصلا
            خلينا فى الشيخ حازم والبلوة بتاعة الاخوان وترشيحهم للشاطر

            تعليق


            • ميدو : اوامرك يا غالي
              علم وسينفذ ان شاء الله : )


              رجل السماء : تعلالي على الخاص يا حاج علشان ما نغيرش الموضوع
              لا عزة إلا بالكتاب و السنة
              :: والله ماغشيت إمرآة في اليقظة او المنام إلا أم عبدالله زوجتي
              وأني لأرى المرآة في المنام مما لاتحل لي فأصرف بصري عنها ::ابن سيرين::
              :: إن الحق لا يعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله ::علي ابن ابي طالب
              ::

              ::موقعي::
              لا انسى فضل الله ثم المنابر من مشرفين و اعضاء في التعلم

              تعليق


              • و الله شئ يفرح
                اخواننا في المغرب و بقية الدول العربية بيدعوا لحازم ابو اسماعيل
                حاز على شعبية على مستوى الدول العربية
                الله اكبر : )
                لا عزة إلا بالكتاب و السنة
                :: والله ماغشيت إمرآة في اليقظة او المنام إلا أم عبدالله زوجتي
                وأني لأرى المرآة في المنام مما لاتحل لي فأصرف بصري عنها ::ابن سيرين::
                :: إن الحق لا يعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله ::علي ابن ابي طالب
                ::

                ::موقعي::
                لا انسى فضل الله ثم المنابر من مشرفين و اعضاء في التعلم

                تعليق


                • حبيبى يابسوم

                  كان فى لقاء اليوم بين مشايخ الدعوة السلفية فى الاسكندرية والشيخ حازم فى اطار المبادرة اللى اعلنت عنها الدعوة تقريبا دى رابع مره يلتقوا
                  وابن الشيخ الحوينى بيقول ان حزب النور والدعوة السلفية هيعلنوا تأييدهم للشيخ حازم صلاح ان شاء الله خلال ساعات او ايام بالكتير

                  الله المستعان

                  تعليق


                  • السلام عليكم ..
                    فى الحقيقة بعدما تطاول على حامل(المسك) فى رده الاخير على كلامى والذى كان فى مستوى متدنى من الادب الحوارى الذى كنت أعتقد انه موجود وعلى اساسه كنت اشارك فى هذا الموضوع ..
                    وحرصاا منى لعدم مجاراته والنزول بالحوار الى مستوى ردىء . وبالرغم من ان كلامه ترك فى نفسى اثرا كبيرا الا اننى قررت عدم الرد على كلامه والاكتفاء بما قلته ..

                    ولكنى قدرا وجدت هذا المقال الرائع للكاتب والاديب الكبير د/ علاء الاسوانى ..
                    والذى تعرض فيه لكل ما نعيشه من خلاف هذه الايام وما سببه وحتى ما حدث هنا فى هذا الموضوع من شد وجذب ..

                    لذا أهديكم جميعاا هذا المقال وسأعتبره بمثابة ردى على ما قيل هنا ..


                    والمقال رغم طوله الا اننى اتمنى قرائته كاملا للنهاية .. وبالتأكيد سيفعل المهتمين

                    ................................................................
                    هل يمثلون الإسلام أم يمثلون أنفسهم؟!

                    علاء الأسواني

                    ماذا تفعل لو تعاملت مع شخص فوجدته كاذبا، كلما وعد لا ينفذ وعده وكلما قال شيئاً تبين أن الحقيقة عكس ما يقوله.. النتيجة الطبيعية أن تفقد الثقة تماماً فى هذا الشخص الكاذب ولكن إذا كان هذا الكاذب يرتدى الجلباب الأبيض ويطلق لحيته وعلامة الصلاة ظاهرة على جبينه ويقدم نفسه على أنه داعية إسلامى يسعى لإقامة شرع الله.. عندئذ سيتعقد الأمر. المفترض فى هذه الحالة أن تكون جريمة المتحدث باسم الدين مضاعفة.. مرة لأنه كذب ومرة لأنه أعطى نموذجاً سيئاً للمسلم. على أن ما يحدث فى مصر عكس ذلك، فالمتحدثون باسم الإسلام مهما كذبوا وخانوا العهود ومهما تورطوا فى فضائح سيجدون دائماً أناساً يدافعون عنهم ويلتمسون لهم الأعذار.

                    هؤلاء المدافعون ليسوا أغبياء ولا حمقى إنما هم يعتبرون المتحدثين باسم الإسلام جزءا من الإسلام، وبالتالى فإن الحديث عن أخطائهم أو أكاذيبهم يعتبر هجوما على الإسلام لا يسمحون به أبدا.. الإخوان المسلمون خالفوا كل العهود. تعهدوا بأن ينافسوا على ربع مقاعد مجلس الشعب ثم نافسوا على المقاعد جميعاً وأثناء الانتخابات ارتكبوا كل أنواع المخالفات الانتخابية بدءا من شراء الأصوات إلى تشويه المنافسين لهم بالشائعات المغرضة والطعن على دينهم وقد تعهدوا بأنهم سيكتبون الدستور بمشاركة كل القوى السياسية الأخرى ثم نقضوا عهدهم واستأثروا وحدهم بلجنة كتابة الدستور، وقد تعهدوا مرارا وتكرارا بأنهم لن يتقدموا بمرشح رئاسى وكالعادة نقضوا عهدهم وتقدموا بمرشحهم خيرت الشاطر.. كثيرون من مشايخ السلفية، فى فيديوهات مسجلة بالصوت والصورة، وقفوا ضد الثورة ودعوا المتظاهرين إلى العودة إلى منازلهم وحرَّموا الخروج على حسنى مبارك ومنهم من حرَّم الديمقراطية والانتخابات وتداول السلطة.. لكنهم انقلبوا جميعا بعد نجاح الثورة وغيروا آراءهم وأنشأوا أحزابا وخاضوا الانتخابات..

                    هذا الانقلاب فى الموقف بغير دليل شرعى مقنع يدل على أنهم كذبوا فى أحد الموقفين، إما أنهم كذبوا عندما حرموا الديمقراطية وإما أنهم كذبوا عندما أباحوها من أجل الوصول إلى السلطة.. هذه الأخطاء الأخلاقية لو فعلتها أى جماعة سياسية أخرى لسقطت فى نظر الناس إلى الأبد، على أن مسلمين كثيرين يعتبرون الإخوان والسلفيين يمثلون الدين وبالتالى يجدون صعوبة فى إدانتهم مهما ارتكبوا من أخطاء ومهما تورطوا فى فضائح..

                    هذا التقديس الزائف للأفراد ليس من الإسلام فى شىء بل هو فى الواقع عكس ما يأمرنا به الإسلام الذى يؤكد أن كل إنسان مهما علا قدره يجب أن يحاسب على أخطائه.. لقد كان أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب (رضى الله عنهما) من كبار الصحابة ومن أقربهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد تولى كلاهما منصب الخلافة فكان الناس ينتقدونهما بشدة على الملأ فيتقبل عمر وأبوبكر نقد الناس لهما بصدر رحب ويسعيان جاهدين إلى الدفاع عن قراراتهما ويسارعان إلى الاعتذار إذا ارتكبا أى خطأ.. لعل الفرق بين الثقافة التى تسمح بنقد خليفة رسول الله وتلك التى تحرم الخروج على الحاكم وتمنح القدسية للمشايخ وتحصنهم ضد النقد.. هو ذاته الفرق بين عصور النهضة وعصور الانحطاط فى التاريخ الإسلامى. الفرق بين الفهم الصحيح للدين والفهم الخاطئ الذى يتمثل الدين فى أشخاص فيكاد يعصمهم من الخطأ ويقدسهم.

                    إن استغلال مشاعر البسطاء الدينية كان دائما سلاحا فى يد الاستبداد، ففى عام 1882 عندما حشد أحمد عرابى الجيش المصرى ليدافع عن مصر ضد الغزو البريطانى أوعز الإنجليز إلى السلطان العثمانى باعتباره خليفة المسلمين فأصدر فتوى دينية أكد فيها أن «عرابى» خارج على تعاليم الإسلام، وللأسف أثرت هذه الفتوى فى عامة المصريين وكانت من أسباب هزيمة الثورة العرابية.. وفى عام 1798 جاءت الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت لاحتلال مصر.. كان «بونابرت» ملحداً لكنه أراد أن يستغل مشاعر المصريين الدينية فأشاع أنه أسلم وارتدى الملابس الشرقية وكان يؤم المسجد يوم الجمعة، وقد ألقى فور وصوله إلى القاهرة بياناً عجيباً إلى المصريين بدأه بالبسملة والحوقلة ثم قال: «أيها المشايخ والأئمة قولوا لأمتكم إن الفرنساوية هم أيضاً مسلمون مخلصون، وإثبات ذلك أنهم نزلوا فى روما الكبرى وخربوا فيها كرسى البابا الذى كان يحث النصارى على محاربة المسلمين»..

                    هكذا تم استغلال مشاعر البسطاء الدينية مرة بعد أخرى عبر تاريخنا لصالح السلطة المستبدة الظالمة.. إن الفهم الصحيح للدين لا يمنح قداسة لأشخاص مهما كانت مكانتهم ويرسى القيم الإنسانية العظيمة: الحرية والعدل والمساواة.. إن التاريخ يعلمنا أنه عندما يتم تقديس رجال الدين ورفعهم فوق مستوى البشر يتحول الدين فوراً من طاقة إنسانية إيجابية تدفع المجتمعات إلى الحرية والتقدم إلى أداة رجعية تؤدى إلى استبداد السلطة باسم الدين. لعل ذلك ما انتبه إليه عمر سليمان، نائب المخلوع مبارك، عندما وضع خطته لإجهاض الثورة المصرية التى نفذها بعد ذلك المجلس العسكرى بحذافيرها..

                    فقد تحالف عمر سليمان مبكراً مع الإخوان المسلمين لثقته أنهم يستطيعون دائماً استغلال مشاعر الناس الدينية وحشدهم لتحقيق أى هدف سياسى يروق لهم. فى يوم 4 فيراير عام 2011، قبل تنحى مبارك، عقد عمر سليمان اجتماعاً مع الإخوان المسلمين خرج بعده الدكتور الكتاتنى (رئيس مجلس الشعب الآن) ليؤكد فى التليفزيون أن كلام عمر سليمان موضوعى، وأن هناك مخططاً لإحراق البلد يجب على الإخوان معاونة نائب مبارك فى التصدى له، وأكد «الكتاتنى» أنه اتفق مع نائب المخلوع على إلغاء الطوارئ والتشاور مع المتظاهرين لإخلاء الميدان وإجراء التعديلات الدستورية وانتخابات النقابات.. أى أن الإخوان لما اطمأنوا إلى تحقيق مصالحهم أيدوا عمر سليمان وتجاهلوا مطلب الثورة فى دستور جديد وأبدوا استعدادهم لإقناع المتظاهرين بالانصراف من الميادين.

                    الإخوان المسلمون من البداية وضعوا مصالحهم السياسية قبل أهداف الثورة. مرة أخرى لو فعل ذلك أى سياسى مصرى لتحول فى نظر المصريين إلى خائن للثورة، لكن الإخوان وجدوا من يدافع عن صفقتهم لأنهم فى نظر الكثيرين يمثلون الإسلام فلا يجوز انتقادهم.. تنفيذا للصفقة عمل الإخوان والسلفيون لحساب المجلس العسكرى وأقنعوا الناس بأن الموافقة على التعديلات الدستورية واجب شرعى على كل مسلم، وأكدوا أن رفض التعديلات الدستورية ليس سوى مؤامرة ضد الإسلام يقودها الأقباط وكارهو الدين من العلمانيين والشيوعيين..

                    هكذا تحول الاستفتاء إلى معركة دينية بين المؤمنين والكفار، وضاعت على مصر فرصة تاريخية لكتابة دستور جديد كان كفيلا بإقامة الدولة الديمقراطية على أسس صحيحة لكن المجلس العسكرى رفض الدستور الجديد لأنه كان سيؤدى إلى إسقاط نظام مبارك الذى استمات المجلس العسكرى فى الدفاع عنه.. لقد صار الإخوان والسلفيون بعد الثورة للأسف بمثابة الجناح السياسى للعسكر.. لقد وافق مصريون كثيرون على التعديلات الدستورية دون أن يعرفوا معناها بدليل أن المادة 28 التى تحصن قرارات اللجنة المشرفة على الانتخابات ضد الطعن، والتى ستستعمل حتما فى تزوير الانتخابات الرئاسية، تلك المادة المشينة يعترض عليها الآن مصريون كثيرون بغير أن ينتبهوا أنها كانت ضمن التعديلات الدستورية التى وافقوا عليها فى الاستفتاء وهم يعتقدون أنهم يحمون الإسلام كما أكد لهم المشايخ..

                    أذكر أننى ذهبت يوم الاستفتاء للإدلاء بصوتى ولما كان الطابور طويلا فقد دخلت فى حوار مع الرجل الواقف أمامى الذى سألنى:

                    - هل ستوافق على التعديلات؟!

                    - سأرفضها لأننا يجب أن نكتب دستورا جديدا بعد الثورة.

                    - أنا سوف أوافق على التعديلات.

                    - لماذا؟

                    - لأن الشيخ محمد حسان دعانا جميعاً للتصويت بـ«نعم» على التعديلات.

                    انزعجت وقلت له:

                    - اسمح لى.. يجب أن تكوّن رأيك بنفسك.

                    ابتسم الرجل وقال:

                    - الشيخ حسان يفهم أحسن منى مائة مرة.. من أكون أنا حتى أخالف رأى الشيخ حسان؟!


                    لا شك أن هناك آلاف المصريين يتصرفون بهذه الطريقة، فهم يلغون عقولهم تماما (على عكس ما يدعو إليه الإسلام) ويسلمون أنفسهم تماما إلى ما يقوله شيخهم المفضل. وهم تعصبون لشيخهم تعصباً شديداً فيرفضون آراء كبار العلماء مثل الإمام محمد عبده والإمام الغزالى إذا خالفت آراء شيخهم، بل إنهم يهاجمون بشراسة كل من ينتقد شيخهم. جرب يا عزيزى القارئ أن تدخل على الإنترنت وتوجه نقداً لآراء أحد مشايخ السلفية أو الإخوان، عندئذ سوف يعاجلك أتباع الشيخ بسيل من البذاءات والشتائم المقذعة. هؤلاء الشتامون مسلمون مخلصون وقد يكونون أشخاصا مهذبين فى حياتهم اليومية لكنهم ببساطة يعتبرونك عدوا للدين لأنك تجاسرت على انتقاد شيخهم الذى يمثل فى نظرهم الدين وبالتالى فهم يشتمونك دفاعاً عن الدين.. الشيخ المحلاوى فى الإسكندرية يؤكد دائما أثناء خطبة الجمعة أن الليبراليين واليساريين جميعاً أعداء الدين، وعندما اعترض أحد المصلين على هذا الكلام طرده الشيخ من المسجد (الذى هو بيت الله) ثم أعلن الشيخ المحلاوى رأيه بوضوح:

                    «من يكرهنى إنما يكره الإسلام الذى أريد تطبيقه».

                    هذا الفهم الخاطئ للدين الذى يؤدى إلى تقديس المشايخ كان العامل الحاسم فى الصفقة بين الإخوان والعسكر.. وسواء كان الأمر يتعلق بتعديلات دستورية أو بمرشح رئاسى أو بأى شىء آخر فإن الإخوان والسلفيين سيحيلون الموضوع فورا إلى تصويت دينى.. سيكون هناك رأى المشايخ الذى هو بالضرورة رأى الإسلام ورأى من يختلفون معهم، وهؤلاء جميعا أعداء الدين.

                    هكذا يتحول النقاش السياسى إلى صراع دينى تحت قصف مُركّز من الأكاذيب والمغالطات فيضمن المجلس العسكرى النتائج التى يريدها دون اللجوء إلى تزوير الصناديق كما كان يفعل مبارك.. على أن أحدا لا يستطيع أن يخدع الناس جميعا إلى الأبد.. إن تحالف المجلس العسكرى مع الإخوان والسلفيين الذى تخلوا بموجبه عن أهداف الثورة مقابل وصولهم إلى السلطة، يبدو الآن أوضح وأقبح من أى وقت مضى. لقد بدأ المصريون يدركون أن الإخوان والسلفيين لا يمثلون الإسلام وإنما يمثلون أنفسهم . إن الإسلام يدعونا إلى معرفة الرجال بالحق وليس الحق بالرجال.. إن الثورة المصرية، بعد أن خانها من خان وتآمر عليها من تآمر، تعثرت وتعطلت صحيح لكنها مازالت قوية وحية.. الثورة مستمرة وستنتصر بإذن الله لتقود مصر إلى المستقبل الذى تستحقه.




                    تعليق


                    • المشاركة الأصلية بواسطة رجل السماء مشاهدة المشاركة
                      لا شك ان حزب النور والدعوة السلفية يمثلون السلفيين فى مصر ليس عموم السلفيين ولكن اكثرهم فلا تتبرأوا منهم الان بعد ما كنتم تدافعون عنهم فى الماضى فهذا نفاااااااااااااااااااااااااااق
                      يا راجل !! معقول، حزب النور حاجة والدعوة السلفية حاجة، بعدين انت هتحجر على رأيي ليه ؟؟ أنا عندي معطيات بناءاً عليها خدت قرار معين اتغيرت المعطيات دي الطبيعي اني أغير قراري، النفاق لما أغير رأيي عشان حد، وحتى في مواقف الدفاع اللي حضرتك بتتكلم عنها "إن وجدت" أكيد كنت بدافع لان كان لي معطيات معينة بنيت عليها رأيي وقتها، مش لانهم محسوبين على المنهج السلفي، وعلى فكرة أن اعتقد ان الناس فاهمة السلفية غلط أساساً وفاكرينها حاجة جديدة ليها جماعة ودستور وناس لا تخرج عن أمرها وبتاع ما فيش الكلام ده كله

                      ده غير كلام باسم "حامل المسك" كلامه صح، فعلاً التحزب ده مصيبة، أنا كنت بغالط نفسي الأول لكن سبحان الله في النهاية لا يصح الا الصحيح
                      (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ) لقمان :21

                      الرد على من قال بحل المعازف

                      http://www.abumishari.com/

                      تعليق


                      • المشاركة الأصلية بواسطة ::حامل المسك:: مشاهدة المشاركة
                        هههه سيبك انت ...انت راجل بركه : )

                        الله يكرمك من ذوقك يا ريس بس ما قلتليش عمق البركة قد ايه )
                        (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ) لقمان :21

                        الرد على من قال بحل المعازف

                        http://www.abumishari.com/

                        تعليق


                        • المشاركة الأصلية بواسطة mmnoor مشاهدة المشاركة
                          الله يكرمك من ذوقك يا ريس بس ما قلتليش عمق البركة قد ايه )
                          هههههه ده انت حدوته
                          لا عزة إلا بالكتاب و السنة
                          :: والله ماغشيت إمرآة في اليقظة او المنام إلا أم عبدالله زوجتي
                          وأني لأرى المرآة في المنام مما لاتحل لي فأصرف بصري عنها ::ابن سيرين::
                          :: إن الحق لا يعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله ::علي ابن ابي طالب
                          ::

                          ::موقعي::
                          لا انسى فضل الله ثم المنابر من مشرفين و اعضاء في التعلم

                          تعليق


                          • المشاركة الأصلية بواسطة m.elgalad مشاهدة المشاركة
                            السلام عليكم ..
                            فى الحقيقة بعدما تطاول على حامل(المسك) فى رده الاخير على كلامى والذى كان فى مستوى متدنى من الادب الحوارى الذى كنت أعتقد انه موجود وعلى اساسه كنت اشارك فى هذا الموضوع ..
                            وحرصاا منى لعدم مجاراته والنزول بالحوار الى مستوى ردىء . وبالرغم من ان كلامه ترك فى نفسى اثرا كبيرا الا اننى قررت عدم الرد على كلامه والاكتفاء بما قلته ..

                            ولكنى قدرا وجدت هذا المقال الرائع للكاتب والاديب الكبير د/ علاء الاسوانى ..
                            والذى تعرض فيه لكل ما نعيشه من خلاف هذه الايام وما سببه وحتى ما حدث هنا فى هذا الموضوع من شد وجذب ..

                            لذا أهديكم جميعاا هذا المقال وسأعتبره بمثابة ردى على ما قيل هنا ..


                            والمقال رغم طوله الا اننى اتمنى قرائته كاملا للنهاية .. وبالتأكيد سيفعل المهتمين

                            ................................................................
                            هل يمثلون الإسلام أم يمثلون أنفسهم؟!

                            علاء الأسواني

                            ماذا تفعل لو تعاملت مع شخص فوجدته كاذبا، كلما وعد لا ينفذ وعده وكلما قال شيئاً تبين أن الحقيقة عكس ما يقوله.. النتيجة الطبيعية أن تفقد الثقة تماماً فى هذا الشخص الكاذب ولكن إذا كان هذا الكاذب يرتدى الجلباب الأبيض ويطلق لحيته وعلامة الصلاة ظاهرة على جبينه ويقدم نفسه على أنه داعية إسلامى يسعى لإقامة شرع الله.. عندئذ سيتعقد الأمر. المفترض فى هذه الحالة أن تكون جريمة المتحدث باسم الدين مضاعفة.. مرة لأنه كذب ومرة لأنه أعطى نموذجاً سيئاً للمسلم. على أن ما يحدث فى مصر عكس ذلك، فالمتحدثون باسم الإسلام مهما كذبوا وخانوا العهود ومهما تورطوا فى فضائح سيجدون دائماً أناساً يدافعون عنهم ويلتمسون لهم الأعذار.

                            هؤلاء المدافعون ليسوا أغبياء ولا حمقى إنما هم يعتبرون المتحدثين باسم الإسلام جزءا من الإسلام، وبالتالى فإن الحديث عن أخطائهم أو أكاذيبهم يعتبر هجوما على الإسلام لا يسمحون به أبدا.. الإخوان المسلمون خالفوا كل العهود. تعهدوا بأن ينافسوا على ربع مقاعد مجلس الشعب ثم نافسوا على المقاعد جميعاً وأثناء الانتخابات ارتكبوا كل أنواع المخالفات الانتخابية بدءا من شراء الأصوات إلى تشويه المنافسين لهم بالشائعات المغرضة والطعن على دينهم وقد تعهدوا بأنهم سيكتبون الدستور بمشاركة كل القوى السياسية الأخرى ثم نقضوا عهدهم واستأثروا وحدهم بلجنة كتابة الدستور، وقد تعهدوا مرارا وتكرارا بأنهم لن يتقدموا بمرشح رئاسى وكالعادة نقضوا عهدهم وتقدموا بمرشحهم خيرت الشاطر.. كثيرون من مشايخ السلفية، فى فيديوهات مسجلة بالصوت والصورة، وقفوا ضد الثورة ودعوا المتظاهرين إلى العودة إلى منازلهم وحرَّموا الخروج على حسنى مبارك ومنهم من حرَّم الديمقراطية والانتخابات وتداول السلطة.. لكنهم انقلبوا جميعا بعد نجاح الثورة وغيروا آراءهم وأنشأوا أحزابا وخاضوا الانتخابات..

                            هذا الانقلاب فى الموقف بغير دليل شرعى مقنع يدل على أنهم كذبوا فى أحد الموقفين، إما أنهم كذبوا عندما حرموا الديمقراطية وإما أنهم كذبوا عندما أباحوها من أجل الوصول إلى السلطة.. هذه الأخطاء الأخلاقية لو فعلتها أى جماعة سياسية أخرى لسقطت فى نظر الناس إلى الأبد، على أن مسلمين كثيرين يعتبرون الإخوان والسلفيين يمثلون الدين وبالتالى يجدون صعوبة فى إدانتهم مهما ارتكبوا من أخطاء ومهما تورطوا فى فضائح..

                            هذا التقديس الزائف للأفراد ليس من الإسلام فى شىء بل هو فى الواقع عكس ما يأمرنا به الإسلام الذى يؤكد أن كل إنسان مهما علا قدره يجب أن يحاسب على أخطائه.. لقد كان أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب (رضى الله عنهما) من كبار الصحابة ومن أقربهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد تولى كلاهما منصب الخلافة فكان الناس ينتقدونهما بشدة على الملأ فيتقبل عمر وأبوبكر نقد الناس لهما بصدر رحب ويسعيان جاهدين إلى الدفاع عن قراراتهما ويسارعان إلى الاعتذار إذا ارتكبا أى خطأ.. لعل الفرق بين الثقافة التى تسمح بنقد خليفة رسول الله وتلك التى تحرم الخروج على الحاكم وتمنح القدسية للمشايخ وتحصنهم ضد النقد.. هو ذاته الفرق بين عصور النهضة وعصور الانحطاط فى التاريخ الإسلامى. الفرق بين الفهم الصحيح للدين والفهم الخاطئ الذى يتمثل الدين فى أشخاص فيكاد يعصمهم من الخطأ ويقدسهم.

                            إن استغلال مشاعر البسطاء الدينية كان دائما سلاحا فى يد الاستبداد، ففى عام 1882 عندما حشد أحمد عرابى الجيش المصرى ليدافع عن مصر ضد الغزو البريطانى أوعز الإنجليز إلى السلطان العثمانى باعتباره خليفة المسلمين فأصدر فتوى دينية أكد فيها أن «عرابى» خارج على تعاليم الإسلام، وللأسف أثرت هذه الفتوى فى عامة المصريين وكانت من أسباب هزيمة الثورة العرابية.. وفى عام 1798 جاءت الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت لاحتلال مصر.. كان «بونابرت» ملحداً لكنه أراد أن يستغل مشاعر المصريين الدينية فأشاع أنه أسلم وارتدى الملابس الشرقية وكان يؤم المسجد يوم الجمعة، وقد ألقى فور وصوله إلى القاهرة بياناً عجيباً إلى المصريين بدأه بالبسملة والحوقلة ثم قال: «أيها المشايخ والأئمة قولوا لأمتكم إن الفرنساوية هم أيضاً مسلمون مخلصون، وإثبات ذلك أنهم نزلوا فى روما الكبرى وخربوا فيها كرسى البابا الذى كان يحث النصارى على محاربة المسلمين»..

                            هكذا تم استغلال مشاعر البسطاء الدينية مرة بعد أخرى عبر تاريخنا لصالح السلطة المستبدة الظالمة.. إن الفهم الصحيح للدين لا يمنح قداسة لأشخاص مهما كانت مكانتهم ويرسى القيم الإنسانية العظيمة: الحرية والعدل والمساواة.. إن التاريخ يعلمنا أنه عندما يتم تقديس رجال الدين ورفعهم فوق مستوى البشر يتحول الدين فوراً من طاقة إنسانية إيجابية تدفع المجتمعات إلى الحرية والتقدم إلى أداة رجعية تؤدى إلى استبداد السلطة باسم الدين. لعل ذلك ما انتبه إليه عمر سليمان، نائب المخلوع مبارك، عندما وضع خطته لإجهاض الثورة المصرية التى نفذها بعد ذلك المجلس العسكرى بحذافيرها..

                            فقد تحالف عمر سليمان مبكراً مع الإخوان المسلمين لثقته أنهم يستطيعون دائماً استغلال مشاعر الناس الدينية وحشدهم لتحقيق أى هدف سياسى يروق لهم. فى يوم 4 فيراير عام 2011، قبل تنحى مبارك، عقد عمر سليمان اجتماعاً مع الإخوان المسلمين خرج بعده الدكتور الكتاتنى (رئيس مجلس الشعب الآن) ليؤكد فى التليفزيون أن كلام عمر سليمان موضوعى، وأن هناك مخططاً لإحراق البلد يجب على الإخوان معاونة نائب مبارك فى التصدى له، وأكد «الكتاتنى» أنه اتفق مع نائب المخلوع على إلغاء الطوارئ والتشاور مع المتظاهرين لإخلاء الميدان وإجراء التعديلات الدستورية وانتخابات النقابات.. أى أن الإخوان لما اطمأنوا إلى تحقيق مصالحهم أيدوا عمر سليمان وتجاهلوا مطلب الثورة فى دستور جديد وأبدوا استعدادهم لإقناع المتظاهرين بالانصراف من الميادين.

                            الإخوان المسلمون من البداية وضعوا مصالحهم السياسية قبل أهداف الثورة. مرة أخرى لو فعل ذلك أى سياسى مصرى لتحول فى نظر المصريين إلى خائن للثورة، لكن الإخوان وجدوا من يدافع عن صفقتهم لأنهم فى نظر الكثيرين يمثلون الإسلام فلا يجوز انتقادهم.. تنفيذا للصفقة عمل الإخوان والسلفيون لحساب المجلس العسكرى وأقنعوا الناس بأن الموافقة على التعديلات الدستورية واجب شرعى على كل مسلم، وأكدوا أن رفض التعديلات الدستورية ليس سوى مؤامرة ضد الإسلام يقودها الأقباط وكارهو الدين من العلمانيين والشيوعيين..

                            هكذا تحول الاستفتاء إلى معركة دينية بين المؤمنين والكفار، وضاعت على مصر فرصة تاريخية لكتابة دستور جديد كان كفيلا بإقامة الدولة الديمقراطية على أسس صحيحة لكن المجلس العسكرى رفض الدستور الجديد لأنه كان سيؤدى إلى إسقاط نظام مبارك الذى استمات المجلس العسكرى فى الدفاع عنه.. لقد صار الإخوان والسلفيون بعد الثورة للأسف بمثابة الجناح السياسى للعسكر.. لقد وافق مصريون كثيرون على التعديلات الدستورية دون أن يعرفوا معناها بدليل أن المادة 28 التى تحصن قرارات اللجنة المشرفة على الانتخابات ضد الطعن، والتى ستستعمل حتما فى تزوير الانتخابات الرئاسية، تلك المادة المشينة يعترض عليها الآن مصريون كثيرون بغير أن ينتبهوا أنها كانت ضمن التعديلات الدستورية التى وافقوا عليها فى الاستفتاء وهم يعتقدون أنهم يحمون الإسلام كما أكد لهم المشايخ..

                            أذكر أننى ذهبت يوم الاستفتاء للإدلاء بصوتى ولما كان الطابور طويلا فقد دخلت فى حوار مع الرجل الواقف أمامى الذى سألنى:

                            - هل ستوافق على التعديلات؟!

                            - سأرفضها لأننا يجب أن نكتب دستورا جديدا بعد الثورة.

                            - أنا سوف أوافق على التعديلات.

                            - لماذا؟

                            - لأن الشيخ محمد حسان دعانا جميعاً للتصويت بـ«نعم» على التعديلات.

                            انزعجت وقلت له:

                            - اسمح لى.. يجب أن تكوّن رأيك بنفسك.

                            ابتسم الرجل وقال:

                            - الشيخ حسان يفهم أحسن منى مائة مرة.. من أكون أنا حتى أخالف رأى الشيخ حسان؟!


                            لا شك أن هناك آلاف المصريين يتصرفون بهذه الطريقة، فهم يلغون عقولهم تماما (على عكس ما يدعو إليه الإسلام) ويسلمون أنفسهم تماما إلى ما يقوله شيخهم المفضل. وهم تعصبون لشيخهم تعصباً شديداً فيرفضون آراء كبار العلماء مثل الإمام محمد عبده والإمام الغزالى إذا خالفت آراء شيخهم، بل إنهم يهاجمون بشراسة كل من ينتقد شيخهم. جرب يا عزيزى القارئ أن تدخل على الإنترنت وتوجه نقداً لآراء أحد مشايخ السلفية أو الإخوان، عندئذ سوف يعاجلك أتباع الشيخ بسيل من البذاءات والشتائم المقذعة. هؤلاء الشتامون مسلمون مخلصون وقد يكونون أشخاصا مهذبين فى حياتهم اليومية لكنهم ببساطة يعتبرونك عدوا للدين لأنك تجاسرت على انتقاد شيخهم الذى يمثل فى نظرهم الدين وبالتالى فهم يشتمونك دفاعاً عن الدين.. الشيخ المحلاوى فى الإسكندرية يؤكد دائما أثناء خطبة الجمعة أن الليبراليين واليساريين جميعاً أعداء الدين، وعندما اعترض أحد المصلين على هذا الكلام طرده الشيخ من المسجد (الذى هو بيت الله) ثم أعلن الشيخ المحلاوى رأيه بوضوح:

                            «من يكرهنى إنما يكره الإسلام الذى أريد تطبيقه».

                            هذا الفهم الخاطئ للدين الذى يؤدى إلى تقديس المشايخ كان العامل الحاسم فى الصفقة بين الإخوان والعسكر.. وسواء كان الأمر يتعلق بتعديلات دستورية أو بمرشح رئاسى أو بأى شىء آخر فإن الإخوان والسلفيين سيحيلون الموضوع فورا إلى تصويت دينى.. سيكون هناك رأى المشايخ الذى هو بالضرورة رأى الإسلام ورأى من يختلفون معهم، وهؤلاء جميعا أعداء الدين.

                            هكذا يتحول النقاش السياسى إلى صراع دينى تحت قصف مُركّز من الأكاذيب والمغالطات فيضمن المجلس العسكرى النتائج التى يريدها دون اللجوء إلى تزوير الصناديق كما كان يفعل مبارك.. على أن أحدا لا يستطيع أن يخدع الناس جميعا إلى الأبد.. إن تحالف المجلس العسكرى مع الإخوان والسلفيين الذى تخلوا بموجبه عن أهداف الثورة مقابل وصولهم إلى السلطة، يبدو الآن أوضح وأقبح من أى وقت مضى. لقد بدأ المصريون يدركون أن الإخوان والسلفيين لا يمثلون الإسلام وإنما يمثلون أنفسهم . إن الإسلام يدعونا إلى معرفة الرجال بالحق وليس الحق بالرجال.. إن الثورة المصرية، بعد أن خانها من خان وتآمر عليها من تآمر، تعثرت وتعطلت صحيح لكنها مازالت قوية وحية.. الثورة مستمرة وستنتصر بإذن الله لتقود مصر إلى المستقبل الذى تستحقه.




                            وعليكم السلام
                            اخي الجلاد
                            انا لا اتهجم ولا اتكلم بهذه الطريقة الفظة الا عندما يتعرض الى مسائل في العقيدة اولاحد المشايخ او العلماء
                            او محاولة تزييف الحق
                            تعالى قول انا مش فاهم واحنا نفهمك ( وانا عارف كويس انك فاهم بس بفهم مغلوط )

                            اما من يخطئ في لا ارد عليه الاسائة فالله بيني وبينه
                            لا ارد لانتقام شخصي وانت تعلم ذلك فلقد اخطأت في حقي ذات مرة وتدنيت بمستوى الحديث
                            ولم اجاريك وقلت لك الله بيني وبينك

                            اما انك تأتي وتتهم وتتهجم على العلماء و المشايخ وتقول ان عقيدة اهل السنة و الجماعة
                            ( السلفية ) لا ترقى ان تكون مذهب وهذه الدعوى الشيخ محمد عبد الوهاب
                            فهنا لا والف لا ويجب ان تعلم ان للدين اسود تحميه من المدلسين و المبتدعة ولو على ارواحنا

                            فلما تتكلم عن العلماء و المشايخ ومسائل العقيدة تكلم بأدب واحترام علشان نحترمك
                            خلاص كده .........

                            .......................................................

                            علاء الاسواني بئس الاستشهاد
                            العدو نمره واحد للاسلام و المشايخ ده ا ب ت اسلام ابيض
                            بيقول في اخر مقالاته انه رأي الهالك شنودة لما مات انه دخل الجنة واستقبلته الملائكة وقالت له اهلا يا ابونا
                            وسلم على الشهداء النصاري و المسلمين في الجنة
                            هذا الكلام لا يقوله طفل مسلم ... اوليس الكفار مخلدين في النار ؟؟؟
                            هو يقولك لاء اللي يقول كده و اللي يقول ان لا يجوز تعزية الكفار ده شخص مثير للفتنة .....!!!!!!
                            ده خلى شنودة في منزلة الشهداء واكتر كمان

                            في اوروبا لما سلموه الجائزة قالوا فيما معناه اننا كان لابد ان ندخل للاسلام من خلال احد منه

                            ده غير الفيديوهات اللي على اليوتيوب اللي فيها رد المشايخ عليه
                            واللي اتجمع الناس عند بيته وقعدوا يشتموه ويقولوا ليه يا خاين يا اللي بعت مصر

                            مش عايز ادنس صفحات المنابر بسيرة هذا الرجل

                            هات واحد محترم علشان نعرف نرد
                            وياريت يكون الكلام في سياق الموضوع اللي انا فاتحه
                            لا عزة إلا بالكتاب و السنة
                            :: والله ماغشيت إمرآة في اليقظة او المنام إلا أم عبدالله زوجتي
                            وأني لأرى المرآة في المنام مما لاتحل لي فأصرف بصري عنها ::ابن سيرين::
                            :: إن الحق لا يعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله ::علي ابن ابي طالب
                            ::

                            ::موقعي::
                            لا انسى فضل الله ثم المنابر من مشرفين و اعضاء في التعلم

                            تعليق


                            • المشاركة الأصلية بواسطة m.elgalad مشاهدة المشاركة

                              ولكنى قدرا وجدت هذا المقال الرائع للكاتب والاديب الكبير د/ علاء الاسوانى ..

                              الطيور على اشكالها تقع

                              تعليق


                              • المشاركة الأصلية بواسطة ::حامل المسك:: مشاهدة المشاركة
                                حاضر
                                انظر اخي طبعا كما قال اخونا الحبيب ميدو
                                واحب اضيف الاتي
                                ان جماعة الاخوان كما قلنا من قبل هي مظلة يقف تحتها الصوفي و الاشعري و الماسوني و الرافضي
                                و الشيخ الفاضل و...و.... الخ
                                طيب ما هدفهم ؟؟
                                هدفهم سلطة وحكم مرتدين عبائة الدين ليحظوا بشعبية وتعاطف الشعوب

                                طيب احنا هنا لازم نفرق بين الاعضاء و القيادات و المرشد
                                بمعنى ...ان مثلا الشيخ الفاضل وجدي غنيم حفظه الله
                                تابع لجماعة الاخوان لكنه كثيرا ما ينكر عليهم ولا يعجبه اسلوبهم ومختلف معهم كثيرا
                                وله كثير رسائل على الانترنت صوتية ينقد على المرشد و الكتاتني رئيس مجلس الشعب وعمرو خالد
                                وغيرهم الكثير ويستغرب من مواقف الاخوان الاخيرة بتخليهم عن مبادئهم و التلون و المداهنة

                                وايضا هناك واحد من القيادات قدم استقالته بعد ما شاهد كل هذه التخبطات
                                يعني في البداية كان شعارهم الاسلام هو الحل الان اصبح الحرية و العدالة
                                علشان مايزعلوش النصاري وفي تونس و مصر يريدون رئيس توافقي

                                في مصر ثلاثة مرشحين انفسهم اسلامين منهم اثنين تابعين للجماعة تم فصلهم لترشيحهم بدون رغبة الجماعة
                                وتم تحذير اعضاء الجماعة من ترشيح اي مرشح وتم فصل من ينوي الترشيح
                                وقالوا انهم لن يرشحوا احد من جماعة الاخوان للرئاسة وكذبوا وقاموا بترشيح واحد منهم لتفتيت و تشتيت الاصوات بين الاسلاميين

                                لكي ايأخذها شخص توافقي يداهن الداخل و الخارج
                                طيب انتم كنتم بتقولوا الاسلام هو الحل وتريدون شرع الله هناك مرشح يريد تطبيق شرع الله ايدوه اذا ّ

                                لاااا مصلحتي اولا والسلطة هي الهدف
                                عندهم مبدأ الغاية تبرر الوسيلة
                                ونرد ونقول يجب ان تكون الغاية مشروعة و الوسيلة مشروعة ايضا


                                ارجو ان اكون قد افدتك
                                شكرا وبارك الله فيك على التوضيح

                                واخشى ما اخشاه ان تكون قيادات الجماعة مخترقة من جهات خارجية وهذه على مايبدوا مؤشرات بدأت تلوح في افق الجماعة

                                تعليق

                                يعمل...
                                X