إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونسترشده، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أنزل كتابه الكريم بالحجه الدامغه، والبرهان الناصع، موعظه وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمه للمؤمنين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله المنزل عليه: "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون" صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه، نجوم الهدى ، وشموس العلم والعرفان، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيرا...
أرجو من الأخوان جميعا أن يقرؤو كل التفسير ففيه من العلم الكثير حتى كلنا يستفيد ويتبين الحق من الباطل ومعرفة مدى خطورة التكلم بغير علم وهو تفسير مؤخوذ من كتاب التفسير لأبن كثير....
قال الله تعالى:"هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمت هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشبه منه ابتغاء الفتنه وابتغاء تأويله ومايعلم تأويله إلا الله والرسخون بالعلم يقولون ءامنا به كل من عند ربنا ومايذكر إلا الو الألباب" سوآل عمران صدق الله العظيم.
يخبر الله تعالى أن في القرآن آيات محكمات "هن أم الكتاب" أي بينات واضحات الدلاله لا التباس فيها على أحد، ومنه آيات أخر فيها اشتباه في الدلاله على الكثير من الناس أو بعضهم، فمن رد ما أشتبه الى الواضح منه وحكم محكمه على متشابه عنده فقد أهتدى، ومن عكس انعكس، ولهذا قال تعالى: "هن أم الكتاب" أي أصله الذي يرجع اليه عند الأشتباه "وأخر متشابهات" أي تحتمل دلالتها موافقة المحكم، وقد تحتمل شيئا آخر من حيث اللفظ والتركيب لا من حيث المراد، وقد أختلفوا في المحكم والمتشابه، فقال ابن عباس: المحكمات ناسخه وحلاله وحرامه وحدوده وأحكامه ومايؤثر به ويعمل به: وقال يحيى بن يعمر: الفرائض و الأمر والنهي والحلال والحرام، وقال سعيد بن جبير: "هن أم الكتاب" لأنهن مكتوبات في جميع الكتب، وقال مقاتل: لأنه ليس من أهل ديني إلا يرضى به. وقيل في المتشابهات:المنسوخه والمقدم والمؤخر و الأمثال فيه والأقسام ومايؤمن به ولا يعمل به، روى عن ابن عباس وقيل: هي الحروف المقطعه في اوائل السور قال مقاتل بن حيان وعن مجاهد: المتشابهات يصدق بعضها بعضا وهذا أنما هو تفسير قوله "كتابا متشابها مثاني" هنالك ذكرو أن المتشابه هو الكلام الذي يكون في سياق واحد، والمثاني هو الكلام في شيئين متقابلين كصفة الجنه وصفة النار، وذكر حال الأبرار وحال الفجار ونحو ذلك، وأما ها هنا فالمتشابه هو الذي يقابل المحكم، وأحسن ماقيل فيه الذي قدمناه، وهو الذي نص عليه ابن يسار رحمه الله حيث قال: "منه آيات محكمات" فهن حجة الرب وعصمة العباد ودفع الخصوم الباطل، ليس لهن تصريف ولا تحريف عما وضعن عليه، وقال: والمتشابهات في الصدق ليس لهم تصريف وتحريف وتأويل، ابتلى الله فيهن العباد كما ابتلاهم في الحلال والحرام ألا يصرفن الى الباطل ولا يحرفن عن الحق.... >1
يتبع.....
تعليق