Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

~*~*~ =_= *~ ... صحيح الأحاديث القدسية ... ~* =_= ~*~*~

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    (* 9 *)

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الله تعالى : " أنا ثالث الشريكين ، ما لم يخن أحدهما صاحبه ، فإن خانه خرجت من بينهما " .

    تخريج الحديث

    رواه أبو داود .

    معنى الحديث

    يدل هذا الحديث بعمومه على جواز أنواع الشركات كلها : شركة العنان ، والأبدان ، والوجوه ، والمضاربة ، والمفاوضة وغيرها من أنواع الشركات التي يتفق عليها المتشاركان .

    ومن منع شيئا منها فعليه الدليل الدال على المنع ، وإلا فالأصل الجواز ، لهذا الحديث ، وشموله . ولأن الأصل الجواز في كل المعاملات .

    ويدل الحديث على فضل الشركات وبركتها ، إذا بنيت على الصدق والأمانة . فإن من كان الله معه بارك له في رزقه ، ويسر له الأسباب التي ينال بها الرزق ، ورزقه من حيث لا يحتسب ، وأعانه وسدده .

    وذلك : لأن الشركات يحصل فيها التعاون بين الشركاء في رأيهم وفي أعمالهم . وقد تكون أعمالا لا يقدر عليها كل واحد بمفرده ، وباجتماع الأعمال والأموال يمكن إدراكها .

    والشركات أيضا يمكن تفريعها وتوسيعها في المكان والأعمال وغيرها .

    وأيضا ، فإن الغالب أنها يحصل بها من الراحة ما لا يحصل بتفرد الإنسان بعلمه . وقد يجري ويدير أحدهما العمل مع راحة الآخر ، أو ذهابه لبعض مهماته ، أو وقت مرضه .

    وهذا كله مع الصدق والأمانة ، فإذا دخلتها الخيانة ، ونوى أحدهما أو كلاهما خيانة الآخر ، وإخفاء ما يتمكن منه ، خرج الله من بينهما . وذهبت البركة . ولم تتيسر الأسباب . والتجربة والمشاهدة تشهد لهذا الحديث .

    كما ضرب الله مثلا للفشل والخسران بالشركة التي يكون شركاؤها متشاكسين متنازعين مختلفين فقال تعالى : (* ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا*)
    سورة ( الزمر : 29 ) .


    وتحدث القرآن الكريم كذلك عن الخلطاء في سورة ( ص ) حيث تنازعوا فيما بينهم , وأرادوا أن يعرضوا أمرهم هذا على داود عليه السلام ولكنه كان في يوم عبادته وصومه وفي صومعته ومحرابه , ولذلك تسوروا الحائط فنزلوا عليه من فوق : (* ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم *)
    ( سورة ص : 21 : 24 ) .

    ويستفاد من هذه الآيات مشروعية الخلطة والشركة واحتمال وقوع الظلم من بعض الشركاء على بعضهم الآخر , بل الأكثرية على ذلك , كما أن مجال أكل أموال الشركة من الشركاء أوسع من أي شيء آخر , لأن كل واحد وكيل عن الآخر والأموال تحت يديه , فلو لم يخف الله تعالى فليس هناك رادع آخر , لأن إثبات أخذه من أموال الشركة ليس سهلا ولذلك قال داود عليه السلام (* وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض*) ثم استثنى من عنده الرقابة الباطنية , والتصديق الكامل فقال : (* إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات *) ثم عقب على ذلك بأن هؤلاء قليلون (*وقليل ما هم *).

    كما يستفاد من هذه الآيات ضرورة المشاركة مع من كان مؤمنا حقا وترسخت العقيدة في قلبه , وتمكن الخوف من الله تعالى في نفسه وهو دائم العمل الصالح للدنيا والآخرة.

    قال الطيبى رحمه الله :
    الشركة عبارة عن اختلاط أموال بعضهم ببعضٍ بحيث لا يتميز ، وشركة الله تعالى إياهما على الإستعارة ، كأنه تعالى جعل البركة والفضل والربح بمنزلة المال المخلوط ، فسما ذاته ثالهما ، وجعل خيانة الشيطان ومحقه البركة بمنزلة المخلوط وجعله ثالثهما ، وقوله خرجت من بينهما ترشيح الإستعارة . وفيه استحباب الشركة فإن البركة منصبة من الله تعالى فيها بخلاف ما إذا كان منفرداً ، لأن كل واحد من الشريكين ، يسعى فى غبطة صاحبه ، وأن الله تعالى فى عون العبد ما دام العبد فى عون أخيه المسلم .


    وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
    أسألكم الدعاء
    أبواسلام.
    كثر المتساهلون فى الدين ، فظهر الملتزمون بصورة المتشددين ، فعلى الملتزمين إختيار الأسلوب الصحيح لتوصيل صحيح الدين لغيرهم باللطف واللين0
    رابطة الجرافيك الدعوى

    تعليق


    • #32
      جزاك الله خيرا يا أبو إسلام ..

      ..

      تعليق


      • #33
        بارك الله فيك حبيبي الغالي
        وجعل جميع أعمالك خالصة لوجهه
        وفي ميزان حسناتك



        بأبي أنت وأمي يا رسول الله



        فدتك نجد و طيبة ومكة وأرض الأسراء


        اللهم احشرني مع نبيك يوم يكون اللقاء


        اجمل شئ في الحياة حينما تكتشف اناس قلوبهم مثل اللؤلؤ المكنون في الرقة والبريق والنقاء قلوبهم مثل افئدة الطير
        اللهم اني احبهم فيك

        لك نصحي وما عليك جدالي ........وافة النصح ان يكون جدال

        دعوة لحفظ القرآن الكريم عن طريق المنتدى









        تعليق


        • #34
          (* 10*)

          عن عبدالله بن عمرو بن العاص يقول : قال رسول الـلَّه صلى الـلَّه عليه وسلم: "إن الـلَّه تعالى سيخَلِّصُ رجلاً من أمتى على رءوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلاً، كل سجل مثل مد البصر .. ثم يقول: أتنكر من هذا شيئاً ؟ أظلمك كتبتى الحافظون ؟ فيقول : لا يا رب... فيقول : أفلك عذر ؟ فيقول: لا يارب... فيقول : بلى إن لك عندنا حسنة... فإنه لا ظلم عليك اليوم؛ فتخرج بطاقة فيها : أشهد أن لا إله إلا الـلَّه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، فيقول: احضر وزنك، فيقول: يا رب، ما هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟ فقال : فإنك لا تظلم ، قال : فتوضع السجلات فى كفة والبطاقة فى كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة فلا يثقل مع اسم الـلَّه شئٌ".

          تخريج الحديث ...

          سنن الترمذى
          قال الألبانى حديث صحيح . صحيح الجامع


          معنى الحديث ...

          *** قال المباركفورى رحمه الله فى تحفة الأحوذى :

          ** قوله : " إن الله سيُخلص " بتشديد اللام أى : يُميز ويختار ، " رجلاً من أمتى على رؤوس الخلائق يوم القيامة " ، وفى رواية ابن ماجه : " يصاح برجل من أمتى يوم القيامة على رؤس الخلائق " ، " فينشُر " بضم الشين المعجمة أى فيفتح " تسعة وتسعين سجلاً " بكسرتين فتشديد أى كتاباً كبيراً ، " كل سجل مثل مد البصر " : أى كل كتاب منها طوله وعرضه مقدار ما يَمتد إليه بصر الإنسان ، " ثم يقول " : أى الله سبحانه وتعالى ، " أتنكر من هذا " : أى المكتوب ، " أظلمك كتبتى " : بفتحات جمع كاتب ، والمراد الكرام الكاتبون ، " الحافظون " : أى لأعمال بنى آدم ، " فيقول أفلك عذر " : أى فيما فعلته من كونه سهواً أو خطأً أو جهلاً ونَحو ذلك ، فيقول :" بلى " : أى لك عندنا ما يقوم مقام عذرك ، " إن لك عندنا حسنة " : أى واحدة عظيمة مقبولة . وفى رواية ابن ماجه : " ثم يقول ألك عن ذلك حسنة فيهاب الرجل فيقول : لا . فيقول : بلى إن لك عندنا حسنات " ، " فيخرج " : بصيغة المجهول المذكر ، وفى رواية ابن ماجه : " فتخرج له بطاقة " .

          ** قال فى النهاية : البطاقة رقعة صغيرة يثبت فيها مقدار ما تحعل فيه إن كان عيناً فوزنه أو عدده ، وإن كان متاعاً فثمنه ، قيل سميت بذلك لأنها تشد بطاقة من الثوب فتكون الباء حينئذٍ زائدةً .

          ** وقال فى القاموس : البطاقة ككتابة الرقعة الصغيرة المنوطة بالثوب التى فيها رقم ثمنه سُميت لأنها تشد بطاقة من هدب الثوب .

          " فيها " أى مكتوب فى البطاقة ، " أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله "

          ** قال القاري : يُحتمل أن تكون الكلمة هى أول ما نطق بها . ويُحتمل أن تكون غير تلك المرة مما وقعت مقبولةً عند الحضرة وهو الأظهر فى مادة الخصوص من عموم الأمة .

          " احضر وزنك " : أى الوزن الذى لك أو وزن عملك أو وقت وزنك أو آلة وزنك وهو الميزان ليظهر لك انتفاء الظلم وظهور العدل وتَحقق الفضل .

          " فيقول : يارب ما هذه البطاقة ؟ " : أى الواحدة ، " مع هذه السجلات " : أى الكثيرة وما قدرها بجنبها ومقابلتها ، " فقال : فإنك لا تُظلم " : أى لا يقع عليك الظلم لكن لابد من اعتبار الوزن لكى يظهر أن لا ظلم عليك فاحضر الوزن .

          ** قيل : وجه مطابقة هذا جواباً لقوله ما هذه البطاقة ؟ أن اسم الإشارة للتحقير كأنه أنكر أن يكون مع هذه البطاقة المحقرة موازنة لتلك السجلات ، فرد بقوله : إنك لا تظلم بحقيرة ، أى تَحقر هذه فإنَّها عظيمة عنده سبحانه إذ لا يثقل مع اسم الله شىء ولو ثقل عليه لظلمت .

          " قال : فتوضع السجلات فى كفة " : بكسر فتشديد أى فردة من زوجى الميزان ، ففى القاموس الكفة بالكسر من الميزان معروف ويفتح ، " والبطاقة " أى وتوضع ، " فى كفة " : أى فى أخرى ، " فطاشت السجلات " : أى خفت وثقلت البطاقة : أى رجحت والتعبير بالمضى لتحقق وقوعه ، " ولا يثقل " : أى ولا يرجح ولا يغلب ، " مع اسم الله شىء " : والمعنى لا يقاومه شىء من المعاصى بل يترجح ذكر الله تعالى على جميع المعاصى .

          ** فإن قيل : الأعمال أعراض لا يمكن وزنها وإنما توزن الأجسام !
          ..... تكون الإجابة : بأنه يوزن السجل الذى كتب فيه الأعمال ، ويختلف باختلاف الأحوال أو أن الله يجسم الأفعال والأقوال فتوزن فتثقل الطاعات وتطيش السيئات لتثقل العبادة على النفس وخفة المعصية عليها ولذا ورد : " حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات "

          ما يستفاد من الحديث ...

          ** صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال " إن الله قد حرم على النار من قال : لا إله إلا الله ، يبتغى بذلك وجه الله " أى نار الخلود لما ثبت أن طائفة من الموحدين يعذبون ثم يخرجون بدليل أخبار الشفاعة " من قال لا إله إلا الله يبتغى بها وجه الله " أى يقولها خالصة من قلبه يطلب بها النظر إلى وجه الله تعالى وظاهر الخبر الإكتفاء بقولها مرة واحدة لكن بشرط الإستمرار على اعتقاد مدلولها إلى الموت المشار إليه بخبر من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة وأجرى بعضهم الحديث على ظاهره من إطلاق التحريم وقال الكلام فيمن قالها بالإخلاص والصدق وهم فريقان أعلى وأدنى فالأدنى من يقف عند صنعه وأمره كالعبيد أما صنعه فهو حكمه عليه عزٍ وذل صحة وسقم وفقر وغنى بأن يحفظ جوارحه عن كل حكم به عليه وأما أمره فأداء الواجبات وتجنب المحرمات والإعلاء أن يكون فى هذين حافظاً لقلبه قد راض نفسه وماتت شهوته ورضى بأحكام الله وقنع بما أعطاه الله وفطم نفسه عن اللذات وانقاذ لأمره ونهيه إعظاماًً لجلاله فخمدت نار شهوة النفس وخرج القلب من أسرها وقهرها واستمسك بالعروة الوثقى فقوى واتصل بربه اتصالاً لا يجد العدو إليه سبيلاً لإلقاء شرك أو شك لما لزم قلبه من ذلك النور فإذا انتهى إلى الصراط صار ذلك النور وقاية من تحت قدمه ومن فوقه ومن حوله وأمامه فإذا مر بالنار قالت يامؤمن جز فقد أطفأ نورك لهبى فهو محرم عليها وهى محرمة عليه ...
          أما من قال لا إله إلا الله ونفسه ذات هلع وشره وشهوة غالبة فائرة بدخان لذاتها كدخان الحريق مضيعة لحقوق الله مشحونة بالكذب والغش والخيانة كثيرة الهواجس والإضطرار فليست النار محرمة عليه بل يدخلها للتطهير إلا أن يتداركه عفو إلهى وغفر ربانى ...

          غفر الله لى ولكم
          وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
          أسألكم الدعاء
          أبواسلام.
          كثر المتساهلون فى الدين ، فظهر الملتزمون بصورة المتشددين ، فعلى الملتزمين إختيار الأسلوب الصحيح لتوصيل صحيح الدين لغيرهم باللطف واللين0
          رابطة الجرافيك الدعوى

          تعليق


          • #35
            جزاك الله خيرا ..

            ..

            تعليق


            • #36
              السلام عليكم ...
              بارك الله فيك ...
              وجعله في ميزان حسناتك



              بأبي أنت وأمي يا رسول الله



              فدتك نجد و طيبة ومكة وأرض الأسراء


              اللهم احشرني مع نبيك يوم يكون اللقاء


              اجمل شئ في الحياة حينما تكتشف اناس قلوبهم مثل اللؤلؤ المكنون في الرقة والبريق والنقاء قلوبهم مثل افئدة الطير
              اللهم اني احبهم فيك

              لك نصحي وما عليك جدالي ........وافة النصح ان يكون جدال

              دعوة لحفظ القرآن الكريم عن طريق المنتدى









              تعليق


              • #37
                (* 11 *)

                عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( قال الله : أَنْفِق يا ابن آدم أُنْفِق عليك )

                تخريج الحديث

                رواه البخاري و مسلم .
                وقال الألبانى حديث صحيح . صحيح الجامع


                منزلة الحديث

                هذا الحديث من الأحاديث العظيمة التي تحث على الصدقة والبذل والإنفاق في سبيل الله ، وأنها من أعظم أسباب البركة في الرزق ومضاعفته ، وإخلاف الله على العبد ما أنفقه في سبيله .

                فضل الإنفاق

                جاءت النصوص الكثيرة التي تبين فضائل الصدقة والإنفاق في سبيل الله ، وتحث المسلم على البذل والعطاء ابتغاء الأجر الجزيل من الله سبحانه ، فقد جعل الله الإنفاق على السائل والمحروم من أخص صفات عباد الله المحسنين ، فقال عنهم : { إنهم كانوا قبل ذلك محسنين ، كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون ، وبالأسحار هم يستغفرون ، وفي أموالهم حق للسائل والمحروم } ( الذاريات 16-19) وضاعف العطية للمنفقين بأعظم مما أنفقوا أضعافاً كثيرة في الدنيا والآخرة فقال سبحانه : { من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة } ( البقرة 245) .

                والصدقة من أبواب الخير العظيمة ، ومن أنواع الجهاد المتعددة ، بل إن الجهاد بالمال مقدم على الجهاد بالنفس في جميع الآيات التي ورد فيها ذكر الجهاد إلا في موضع واحد ، يقول - صلى الله عليه وسلم - : ( جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم ) رواه أبو داود .

                وأحب الأعمال إلى الله كما جاء في الحديث ( سرور تدخله على مؤمن ، تكشف عنه كرباً ، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً ) ، رواه البيهقي ، وحسنه الألباني .

                والصدقة ترفع صاحبها حتى توصله أعلى المنازل ، قال - صلى الله عليه وسلم - : ( إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه ، ويصل فيه رحمه ، ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل... ) رواه الترمذي .

                كما أنها تدفع عن صاحبها المصائب والبلايا ، وتنجيه من الكروب والشدائد ، وفي ذلك يقول - صلى الله عليه وسلم : ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات ، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ) رواه الحاكم وصححه الألباني .
                أضف إلى ذلك إطفاؤها للخطايا وتكفيرها للسيئات ، ومضاعفتها عند الله إلى أضعاف كثيرة ، ووقايتها من عذاب الله كما جاء في الحديث ( اتقوا النار ولو بشق تمرة ) رواه البخاري وغير ذلك من الفضائل .

                فهو يخلفه

                ومن فضائل الصدقة التي دل عليها هذا الحديث القدسي مباركتها للمال ، وإخلاف الله على صاحبها بما هو أنفع له وأكثر وأطيب ، وقد وعد سبحانه في كتابه بالإخلاف على من أنفق - والله لا يخلف الميعاد - قال تعالى : {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين }(سبأ 39)، أي مهما أنفقتم من شيء فيما أمركم به وأباحه لكم ، فإنه يخلفه عليكم في الدنيا بالبدَل ، وفي الآخرة بحسن الجزاء والثواب ، فأكد هذا الوعد بثلاث مؤكدات تدل على مزيد العناية بتحقيقه ، ثم أتبع ذلك بقوله :{وهو خير الرازقين } لبيان أن ما يُخْلِفه على العبد أفضل مما ينفقه .

                ومما يدل أيضاً على أن الصدقة بوابة للرزق ومن أسباب سعته واستمراره وزيادته ، قوله تعالى :{لئن شكرتم لأزيدنكم }( إبراهيم 7) والصدقة غايةٌ في الشكر .

                كما أن نصوص السنة الثابتة جاءت بما يؤكد هذا المعنى الذي دلت عليه آيات الكتاب، ومنها قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( .. وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة .... ) رواه أحمد ، وقوله : ( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا ، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا ) أخرجاه في الصحيحين .

                وفي مقابل ذلك جاءت نصوص عديدة تردُّ على من ظن أن الصدقة منقصة للمال ، جالبة للفقر ، وتبين أن الشح والبخل هو سبب حرمان البركة وتضييق الرزق ، يقول- صلى الله عليه وسلم- : ( ثلاثة أقسم عليهن ، وأحدثكم حديثا فاحفظوه ، قال : ما نقص مال عبد من صدقة .... ) رواه الترمذي .

                وعادَ - صلى الله عليه وسلم- بلالاً ذات مرة في مرض أصابه ، فأخرج له بلال كومة من تمر ، فقال : ما هذا يا بلال ؟ قال : ادخرته لك يا رسول الله ، قال : ( أما تخشى أن يجعل لك بخار في نار جهنم ، أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالاً ) رواه الطبراني وغيره بإسناد حسن .

                إضافة إلى أن الواقع والتجربة المشاهدة والمحسوسة ، تثبت أن المعونة تأتي من الله على قدر المؤونة ، وأن رزق العبد يأتيه بقدر عطيته ونفقته ، فمن أَكثر أُكثر له ، ومن أقل أُقِل له ، ومن أمسك أُمسِك عليه ، وهو أمر مجرب محسوس ، والقضية ترتبط بإيمان العبد ويقينه بما عند الله .
                قال الحسن البصري رحمه الله : "من أيقن بالخُلْف جاد بالعطية" .

                بين الإسراف والتقتير

                ولأن هذا المال هو في الحقيقة مال الله ، استخلف عباده فيه لينظر كيف يعملون ، فليس للإنسان الحق المطلق في أن يتصرف فيه كيف يشاء ، بل إن تصرفاته ينبغي أن تكون مضبوطة بضوابط الشريعة ، محكومة بأوامرها ونواهيها ، فيُبْذَل حيث يُطْلب البذل ، ويُمْسك حيث يجب الإمساك ، والإمساك حيث يجب البذل بُخْلٌ وتقتير ، والبذل حيث يجب الإمساك إسراف وتبذير ، وكلاهما مذموم ، وبينهما وسط محمود وهو الكرم والجود ، وهو الذي أمر الله به نبيه عليه الصلاة والسلام بقوله :{ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا }( الإسراء 29)، وامتدح به عباده المؤمنين بقوله :{والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما }(الفرقان 67) ، قال ابن عباس : " في غير إسراف ولا تقتير " ، وسُئل ابن مسعود عن التبذير فقال : " إنفاق المال في غير حقه " .

                فالجود في ميزان الشرع - كما قال ابن حجر - : " إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي وهو أعم من الصدقة " ، وهو وسط بين الإسراف والإقتار ، وبين البسط والقبض ، وله مجالاته المشروعة ، ولذا فإن بذل المال في غير موضعه قد لا يكون كرماً ، ومما أثر عن مجاهد قوله : " إذا كان في يد أحدكم شيء فليقتصد ، ولا يتأول هذه الآية : {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين }(سبأ 39) ، فإن الرزق مقسوم ، لعل رزقه قليل ، وهو ينفق نفقة الموَسَّع عليه " .

                وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
                أسألكم الدعاء
                أبواسلام.
                كثر المتساهلون فى الدين ، فظهر الملتزمون بصورة المتشددين ، فعلى الملتزمين إختيار الأسلوب الصحيح لتوصيل صحيح الدين لغيرهم باللطف واللين0
                رابطة الجرافيك الدعوى

                تعليق


                • #38
                  (* 12 *)

                  عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( قال الله تبارك وتعالى : أنا الله وأنا الرحمن ، خلقت الرَّحِم ، وشققت لها من اسمي ، فمن وصلها وصلته ، ومن قطعها بتَتُّه ) .

                  تخريج الحديث

                  رواه الترمذي و أبو داود و أحمد في المسند ، قال الترمذي حديث صحيح ، وصححه الألباني .

                  معاني المفردات

                  الرحم : القرابة من ذوي النسب والأصهار .
                  وصلها : الصلة البر وحسن المعاملة ، وهي كناية عن الإحسان إلى الأقربين والعطف عليهم , والرعاية لأحوالهم ، وقَطْعُ الرحمِ ضد ذلك كله .
                  بتته : البت القطع .

                  فضل صلة الرحم

                  وردت أحاديث كثيرة ترغب في صلة الأرحام وتبين أجرها وثوابها ، فصلة الرحم شعار المؤمنين بالله واليوم الآخر ، وفي الحديث : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ) رواه البخاري ، وهي من أعظم أسباب زيادة الرزق والبركة في العمر ، قال - صلى الله عليه وسلم - : ( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه ) رواه البخاري ِ، وعند الترمذي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ، فإن صلة الرحم محبة في الأهل ، مثراة في المال ، منسأة في الأثر ) .

                  وصلة الرحم توجب صلة الله للواصل ، وتتابع إحسان الله وخيره وعطائه على العبد ، كما دل ذلك الحديث القدسي الذي بدأنا به الموضوع ، وهي من أحب الأعمال إلى الله بعد الإيمان بالله وفي الحديث : ( أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله ثم صلة الرحم ..... ) رواه أبو يعلى وحسنه الألباني .

                  كما أن صلة الرحم من أسباب دخول الجنة وفي الحديث يقول - صلى الله عليه وسلم - ( يا أيها الناس أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا الأرحام ، وصلوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام ) رواه أحمد و ابن ماجة .

                  من كبائر الذنوب

                  وقطيعة الرحم ذنب عظيم ، يفصم الروابط بين الناس ، ويشيع العداوة والبغضاء ، ويفكك التماسك الأسري بين الأقارب ، ولأجل ذلك جاءت النصوص بالترهيب من الوقوع في هذا الذنب العظيم ، وأنه من أسباب حلول اللعنة وعمى البصر والبصيرة قال سبحانه :{فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم } ( محمد 23 - 22) ، وأن عقوبته معجلة في الدنيا قبل الآخرة ، قال - صلى الله عليه وسلم - : ( ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم ) رواه الترمذي وغيره ، وأنه من أسباب حرمان الجنة ورد الأعمال على صاحبها ، ففي البخاري من حديث جبير بن مطعم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( لا يدخل الجنة قاطع ) و جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان جالساً بعد الصبح في حلقة فقال : " أنشد الله قاطع الرحم لما قام عنا ، فإنا نريد أن ندعو ربنا، وإن أبواب السماء مرتجة - أي مغلقة - دون قاطع الرحم " .

                  بم تكون الصلة ؟

                  صلة الرحم تكون بأمور عديدة منها زيارتهم والسؤال عنهم ، وتفقد أحوالهم , , والإهداء إليهم , , والتصدق على فقيرهم ، وتوقير كبيرهم , ورحمة صغيرهم وضعفتهم ، ومن صلة الرحم عيادة مرضاهم ، وإجابة دعوتهم ، واستضافتهم ، وإعزازهم وإعلاء شأنهم ، وتكون - أيضًا - بمشاركتهم في أفراحهم , ومواساتهم في أتراحهم , والدعاء لهم , وسلامة الصدر نحوهم , وإصلاح ذات البين إذا فسدت , والحرص على توثيق العلاقة وتثبيت دعائمها معهم ، وأعظم ما تكون به الصلة , أن يحرص المرء على دعوتهم إلى الهدى , وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، وبذل الجهد في هدايتهم وإصلاحهم .

                  ليس الواصل بالمكافئ

                  وقد يصل البعض أقاربَه وأرحامَه إن وصلوه ، ويقطعهم إن قطعوه ، وهذا ليس بواصلٍ في الحقيقة ، فإن مقابلة الإحسان بالإحسان مكافأة ومجازاة للمعروف بمثله ، وهو أمر لا يختص به القريب وحده ، بل هو حاصل للقريب وغيره ، أما الواصل - حقيقةً - فهو الذي يصل قرابته لله ، سواء وصلوه أم قطعوه ، وفيه يقول - صلى الله عليه وسلم -: ( ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ) رواه البخاري .

                  وقد كان هذا حال الواصلين لأرحامهم على هذه الصورة من الإحسان حتى مع اختلاف الدين ، يشهد لذلك ما ورد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهديت له حلل كان قد قال عن مثلها : ( إنما يلبس هذه من لا خلاق له ، فأهدى منها إلى عمر ، فقال عمر كيف ألبسها وقد قلت فيها ما قلت ؟ قال : إني لم أعطكها لتلبسها ، ولكن تبيعها أو تكسوها ، فأرسل بها عمر إلى أخ له من أهل مكة قبل أن يسلم ) رواه البخاري .

                  ثم إن أفضل الوصل مقابلة الإساءة والعدوان بالبر والإحسان ، ولما جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال له : إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني ، وأحسن إليهم ويسيئون إلي ، وأحلم عنهم ويجهلون علي ، قال له - عليه الصلاة والسلام - : ( لئن كنت كما قلت فكأنما تُسِفُّهُم الملَّ ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك ) رواه مسلم ، والملُّ هو الرَّماد الحار ، فكأنه شبه ما يلحقهم من الألم والإثم - والحالة هذه - بما يلحق آكل الرماد الحار .

                  فهذا مما يبقي على الودّ ، ويحفظ ما بين الأقارب من العهد , ويهون على الإنسان ما يلقاه من إساءة أقاربه ، ومقابلة معروفه بالنكران ، وصلته بالهجران ، وفيه حث للمحسنين على أن يستمروا في إحسانهم ، فإن الله معهم ومؤيدهم ومثيبهم على عملهم .

                  وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
                  أسألكم الدعاء

                  ***** *****
                  أبواسلام.
                  كثر المتساهلون فى الدين ، فظهر الملتزمون بصورة المتشددين ، فعلى الملتزمين إختيار الأسلوب الصحيح لتوصيل صحيح الدين لغيرهم باللطف واللين0
                  رابطة الجرافيك الدعوى

                  تعليق


                  • #39
                    (* 13 *)

                    الإيمان بالقدر . . . .

                    عن عبدالرحمن بن قتادة السلمى ، أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله خلق آدم ، ثم أخَذَ الخلق من ظهره وقال : هؤلاء فى الجنة ولا أبالى ، وهؤلاء فى النار ولا أبالى " فقال قائل : يارسول الله فعلى ماذا نعمل . قال : " على مواقع القدر " .
                    صحيح أخرجه أحمد وابن سعد وابن حبان والحاكم وابن جرير فى تفسيره والآجرى فى الشريعة وصححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة .

                    ***** *****

                    عن أبى نضرة : " أن رجلاً من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم يقال له : ابوعبدالله دخل عليه أصحابه يعودنه وهو يبكى فقالوا له : ما يبكيك ألم يقل لك رسول الله " خذ من شاربك ثم أقره حتى تلقانى " . قال : بلى ولكنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله عز وجل قبض بيمينه قبضة وأُخرى باليد الأخرى وقال : هذه لهذه ، وهذه لهذه ولا أبالى " فلا أدرى فى أى القبضتين أنا " .
                    صحيح أخرجه أحمد وصححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة .

                    ***** *****

                    عن أبى الدرداء رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " خَلَق الله آدم حين خلقه ، فضرب كتفه اليمنى ، فأخرج ذرية بيضاء كأنهم الذر ، وضرب كتفه اليسرى ، فأخرج ذرية سوداء كانهم الحمم ، فقال للذى فى يمينه : إلى الجنة ، ولا أبالى ، وقال للذى فى كتفه اليسرى : إلى النار ولا أبالى " .
                    صحيح رواه أحمد وابنه عبدالله فى زوائد المسند وصححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة .

                    ***** *****

                    شرح الحديث .. ..

                    قال الشيخ الألبانى _ رحمه الله تعالى _ : إن كثيراً من الناس يتوهمون أن هذه الأحاديث ونحوها أحاديث كثيرة ، تُفيد أن الإنسان مجبور على أعماله الإختيارية ، ما دام أنه حكم منذ القديم وقبل أن يخلق بالجنة أو النار .

                    وقد يتوهم آخرون أن الأمر فوضى أو حظ ، فمن وقع فى القبضة اليمنى ، كان من أهل السعادة ، ومن كان من القبضة الأخرى ، كان من أهل الشقاوة .

                    فيجب أن يعلم هؤلاء جميعاً أن الله (* فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ *) [ الشورى : 11 ] ، لا فى ذاته ، ولا فى صفاته ، فإذا قبض قبضة ، فهى بعلمه وعدله وحكمته ، فهو تعالى قبض باليمنى على من علم أنه سيطيعه حين يؤمر بطاعته ، وقبض بلأخرى على من سبق فى علمه تعالى أنه سيعصيه حين يؤمر بطاعته ، ويستحيل على عدل الله تعالى أن يقبض باليمنى على من هو مستحق أن يكون من أهل القبضة الأخرى ، والعكس بالعكس ، كيف والله (* أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ** مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ *) [ القلم : 35 – 36 ] .

                    ثم إن كلا من القبضتين ليس فيها إجبار لأصحابهما أن يكونوا من أهل الجنة أو من أهل النار ، بل هو حكم الله تبارك وتعالى عليهم بما سيصدر منهم ، من إيمان يستلزم الجنة ، أو كفر يقتضى النار والعياذ بالله تعالى منها ، وكل من الإيمان أو الكفر أمران اختياران لا يكره الله تبارك وتعالى أحداً من خلقه على واحد منهما ، (* ... فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ .... *) [ الكهف : 29 ] .

                    وهذا مشاهد معلوم بالضرورة ، ولولا ذلك ، لكان الثواب والعقاب عبثاً ، والله منزه عن ذلك .

                    ومن المؤسف حقاً أن نسمع من كثير من الناس _ حتى من بعض المشايخ _ التصريح بأن الإنسان مجبور لا إرادة له !! وبذلك يلزمون أنفسهم القول بأن الله يجوز له أن يظلم الناس !! مع تصريحه تعالى بأنه لا يظلمهم مثقال ذرة ، وإعلانه بأنه قادر على الظلم ، ولكنه نزه نفسه عنه ، كما فى الحديث القدسى المشهور : " ياعبادى ! إنى حرمت الظلم على نفسى . . . " وهو فى صحيح الجامع ، ومختصر مسلم ، وإذا جوبهوا بهذه الحقيقة ، بادروا إلى الإحتجاج بقوله تعالى : (*لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ *) [ الأنبياء : 23 ] .

                    مصرين بذلك على أن الله تعالى قد يظلم ، ولكنه لا يسأل على ذلك ، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً !! .

                    وفاتهم أن الآية حجة عليهم ، لأن المراد بها _ كما حققها العلامة ابن القيم فى " شفاء العليل " وغيره _ أن الله تعالى لحكمته وعدله فى حكمه ليس لأحد أن يسأله عما يفعل ، لأن كل أحكامه تعالى عدل واضح فلا داعى للسؤال .

                    السلسلة الصحيحة للألبانى رحمه الله تعالى وغفر لنا وله .

                    وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
                    أسألكم الدعاء


                    ***** *****
                    أبواسلام.
                    كثر المتساهلون فى الدين ، فظهر الملتزمون بصورة المتشددين ، فعلى الملتزمين إختيار الأسلوب الصحيح لتوصيل صحيح الدين لغيرهم باللطف واللين0
                    رابطة الجرافيك الدعوى

                    تعليق


                    • #40
                      جزاك الله خيرا يا أبا اسلام.
                      اللهم اجعل عملك هذا في موازين حسناتك يوم تلقاه.


                      عن أنس رضي الله عنه قال
                      : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القرآن أهل الله وخاصته ) . (صحيح الجامع2165)






                      تعليق


                      • #41
                        وجزاك الله كل خير أخى صقر
                        تقبل الله منا ومنك صالح الأعمال
                        أبواسلام.
                        كثر المتساهلون فى الدين ، فظهر الملتزمون بصورة المتشددين ، فعلى الملتزمين إختيار الأسلوب الصحيح لتوصيل صحيح الدين لغيرهم باللطف واللين0
                        رابطة الجرافيك الدعوى

                        تعليق

                        يعمل...
                        X