الشؤم حقا .... هو شؤم المعصية
إن من محاسن الشريعة الإسلامية أنها جاءت بمحو العقائد الفاسدة التىتفسد
الدين والعقل ، ومما جاءت بمحوه وإبطاله وبيان مخالفته للدين والعقل .. التشاؤم ، وهو ما كانت العرب تسميه ( التطير ) ، قال صلى الله عليه و سلم ( لا عدوى و لا طيرة ولا هامة ولا صفر ) رواه البخارى و مسلم .
واعلم رحمك الله أن التشاؤم ينافى التوحيد من وجهين :
الأول : أن التشاؤم قطع توكله على الله واعتمد على غيره من الأشياء التى يتشاءم بها من زمان أو مكان أو غير ذلك .
الثانى : أن المتشائم تعلق بأمر لا حقيقة له , فأى علاقة مثلا بين شهر صفر و بين حدوث المصائب .. فهو شهر كبقية الشهور , وهذا التعلق لا شك أنه يخل بالتوحيد ، لأن التوحيد عبادة و استعانة بالله عز وجل ، قال تعالى فى سورة الفاتحة ( إياك نعبد و أياك نستعين )
والمتشاءم عندما يتشاءم بشىء فإنه لا يخلو من حالتين :
الأول : أن يترك ما كان يريد عمله بسبب تشاؤمه ، وهذا من أعظم التطير و التشاؤم.
الثانى : أن لا يترك ما كان يريد عمله و يمضى فيه لكن يكون فى نفسه قلق و خوف بسبب ذلك الشىء الذى تشاءم به .
وكلا الحالتين نقص فى التوحيد و ضرر على العبيد ، بل انطلق إلى ما تريد بانشراح صدر و اعتماد على الله ولا تسىء الظن بالله عز و جل .
واعلم أن الشؤم الحقيقى هو شؤم المعصية ، حيث أن المعاصى سبب بلاء ابن آدم ، فسبحان الله كم جلبت من شقاء ، وكم حرمت من علم ، وكم أضاعت من رزق ، وكم جلبت من وحشة وهم ، وكم عسرت من يسير ، وكم منعت من طاعة ، وكم محقت من بركة ، وكم أعمت من بصيرة ... وذلك الشؤم حقا .. شؤم المعصية .
تعليق