فتح أنطاكية والمسألة الدنماركية
كتبه :: أمير سعيد
كتبه :: أمير سعيد
على ربوة تطل على سورية الجميلة، وقف هرقل الراحل هرباً من أنطاكية المقدسة لدى الروم (لبدء تبشير برنابا المعمداني منها في الشام) قاصداً القسطنطينية، والدمع يترقرق في عينيه ـ وهو الملم بعلم أهل الكتاب ـ يخاطب سورية بخطاب مغاير لكل خطاب سابق متأمل بالعودة، قال: "سلام عليك يا سورية، سلاماً لا اجتماع بعده ولن يدخل إليك رومي إلا خائفاً"، وبعد قليل كان أبو عبيدة بن الجراح على أعتابها (15 هـ).
مضت القرون ودمع هرقل لم يعرف الجفاف، كانت عبارات هرقل ترن في آذان الروم، وظلت العودة إلى أنطاكية حلم الروم الذين استولوا عليها مجدداً بعد قرون ثلاثة (357 هـ)، وتناوب المسلمون والروم على حكم أنطاكية قبل وبعد دولة السلاجقة والحروب الصليبية ودولة المماليك.
ولسنا هنا في وارد التفاصيل، وإنما مقارنة خاطفة لهذه الدمعة غير المنسية ـ لقرون ـ في مقلتي هرقل لفقدان هذا المقدس الرومي، ودمعاتنا المنسية ـ بعد شهور فقط ـ من الإساءة الدنماركية لمقدس في ديننا نجله ونحترمه، ولا يستقيم ديننا من دون إجلاله وتوقيره، هو شخص النبي صلى الله عليه وسلم..
هل جفت دموعنا أم خارت عزائمنا ؟؟
.. قاطعنا الجبن والزبد، وذهلنا عن تفعيل غضبتنا وبلورتها في أشياء إيجابية خلاف المقاطعة.
بدت عاطفتنا أسبق من منهجيتنا في استثمار الأزمة والغضب، لكن مع ذلك كانت هذه الأزمة من أكثر أزماتنا فاعلية وتأثيراً، من جهات عدة: إعلامية وسياسية واقتصادية، وإن ظللنا مشدودين للرغبة بأن نكون أكثر تنظيماً في رفض العدوان الإعلامي الذي شن من الشمال الأوربي هذه المرة.
انتهت هذه المشكلة أم لم تنته.. هذه قضية تظل مرهونة بطول النفس الإسلامي الموصول برباط يجمع بين علماء وزعماء الإسلام وجمهور الأمة الإسلامية، إن انتهت فبتقصيرنا في كل مرة عن قطف ثمار الغضبات الشعبية.. في الاعتداء على الأقصى.. في اغتيال محمد الدرة.. في العدوان على العراق.. في تدنيس المصاحف.. في كل عدوان قرع الآذان بالقصف أو جرح القلوب بالمساس بالعقيدة. وإن استمرت ـ بعد فضل الله سبحانه ـ
فبوعينا بسياق الأزمة ومناخها وأهدافها وقوة فعلنا ورجاحة توجيه المفكرين والمصلحين لهذا الحدث في مرماه الناجز.
وبالتالي يبقى هذا ترمومتر النجاح فيها ومعيار التقدم في التعاطي مع أحداث العدوان المختلفة، وربما قد توافر لهذه الأزمة زخماً رسمياً وإعلامياً وجرأة في اعتلاء درجها وصولاً إلى أقصى درجات الصخب ودرجة معقولة من الفعل الممكن ما لم يتوافر لغيرها، بيد أن هذا لا يقلل من أهمية الثورة العارمة التي استطاعت أن تعتلي كل منبر لتقول لا قوية لشتمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو ما يشجعنا على الوقوف عند بعض المحطات في هذه الأزمة، رجاء الإفادة من تحليل الموقف والاقتراب بصراحة من ملامح المسألة الدنماركية، إجمالاً فيما يلي:
• يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم :".. وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري"، هذا الحديث إن لم يحسنه الألباني في الإرواء فقد شهدت له المسألة الدنماركية، حين استحالت البذاءة الدنماركية ذلة وصغار لف أركان الدولة الدنماركية، أذهبت هيبة هذه الدولة الاسكندينافية التي لم تخالف الحبيب بأمره، بل حادته واجترأت على سيرته وحياته وصورته البهية الكريمة، فمن رمى الحبيب بنقيصة راغم الله أنفه وأذل كرامته وأحنى جبهته، حتى صيرت صور الخسارة علم الدنمارك ورمز سيادتها وصولجانها خرقاً وأسمالاً مهلهلات يمسح الغاضبون بها نعالهم بعد أن تنطفئ نيران حرقها، وحيث يحيي التلاميذ والعسكريون الدنماركيون بيارق بلدهم في فخر واعتزاز تشتعل النيران في أعداد هائلة من تلك البيارق في بلدان الحوض الإسلامي من المحيط إلى المحيط، فأي صغار وأي مذلة استجلبها الدنماركيون حين بسطوا حمايتهم على اليد النجسة التي رسمت فبغت واعتدت، فحاق مكرها السيئ بأهل الدنمارك، وقدر الله.. فـ"أرادوا عمراً وأراد الله خارجة".
مضت القرون ودمع هرقل لم يعرف الجفاف، كانت عبارات هرقل ترن في آذان الروم، وظلت العودة إلى أنطاكية حلم الروم الذين استولوا عليها مجدداً بعد قرون ثلاثة (357 هـ)، وتناوب المسلمون والروم على حكم أنطاكية قبل وبعد دولة السلاجقة والحروب الصليبية ودولة المماليك.
ولسنا هنا في وارد التفاصيل، وإنما مقارنة خاطفة لهذه الدمعة غير المنسية ـ لقرون ـ في مقلتي هرقل لفقدان هذا المقدس الرومي، ودمعاتنا المنسية ـ بعد شهور فقط ـ من الإساءة الدنماركية لمقدس في ديننا نجله ونحترمه، ولا يستقيم ديننا من دون إجلاله وتوقيره، هو شخص النبي صلى الله عليه وسلم..
هل جفت دموعنا أم خارت عزائمنا ؟؟
.. قاطعنا الجبن والزبد، وذهلنا عن تفعيل غضبتنا وبلورتها في أشياء إيجابية خلاف المقاطعة.
بدت عاطفتنا أسبق من منهجيتنا في استثمار الأزمة والغضب، لكن مع ذلك كانت هذه الأزمة من أكثر أزماتنا فاعلية وتأثيراً، من جهات عدة: إعلامية وسياسية واقتصادية، وإن ظللنا مشدودين للرغبة بأن نكون أكثر تنظيماً في رفض العدوان الإعلامي الذي شن من الشمال الأوربي هذه المرة.
انتهت هذه المشكلة أم لم تنته.. هذه قضية تظل مرهونة بطول النفس الإسلامي الموصول برباط يجمع بين علماء وزعماء الإسلام وجمهور الأمة الإسلامية، إن انتهت فبتقصيرنا في كل مرة عن قطف ثمار الغضبات الشعبية.. في الاعتداء على الأقصى.. في اغتيال محمد الدرة.. في العدوان على العراق.. في تدنيس المصاحف.. في كل عدوان قرع الآذان بالقصف أو جرح القلوب بالمساس بالعقيدة. وإن استمرت ـ بعد فضل الله سبحانه ـ
فبوعينا بسياق الأزمة ومناخها وأهدافها وقوة فعلنا ورجاحة توجيه المفكرين والمصلحين لهذا الحدث في مرماه الناجز.
وبالتالي يبقى هذا ترمومتر النجاح فيها ومعيار التقدم في التعاطي مع أحداث العدوان المختلفة، وربما قد توافر لهذه الأزمة زخماً رسمياً وإعلامياً وجرأة في اعتلاء درجها وصولاً إلى أقصى درجات الصخب ودرجة معقولة من الفعل الممكن ما لم يتوافر لغيرها، بيد أن هذا لا يقلل من أهمية الثورة العارمة التي استطاعت أن تعتلي كل منبر لتقول لا قوية لشتمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو ما يشجعنا على الوقوف عند بعض المحطات في هذه الأزمة، رجاء الإفادة من تحليل الموقف والاقتراب بصراحة من ملامح المسألة الدنماركية، إجمالاً فيما يلي:
• يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم :".. وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري"، هذا الحديث إن لم يحسنه الألباني في الإرواء فقد شهدت له المسألة الدنماركية، حين استحالت البذاءة الدنماركية ذلة وصغار لف أركان الدولة الدنماركية، أذهبت هيبة هذه الدولة الاسكندينافية التي لم تخالف الحبيب بأمره، بل حادته واجترأت على سيرته وحياته وصورته البهية الكريمة، فمن رمى الحبيب بنقيصة راغم الله أنفه وأذل كرامته وأحنى جبهته، حتى صيرت صور الخسارة علم الدنمارك ورمز سيادتها وصولجانها خرقاً وأسمالاً مهلهلات يمسح الغاضبون بها نعالهم بعد أن تنطفئ نيران حرقها، وحيث يحيي التلاميذ والعسكريون الدنماركيون بيارق بلدهم في فخر واعتزاز تشتعل النيران في أعداد هائلة من تلك البيارق في بلدان الحوض الإسلامي من المحيط إلى المحيط، فأي صغار وأي مذلة استجلبها الدنماركيون حين بسطوا حمايتهم على اليد النجسة التي رسمت فبغت واعتدت، فحاق مكرها السيئ بأهل الدنمارك، وقدر الله.. فـ"أرادوا عمراً وأراد الله خارجة".
للحديث بقية تابعونا لأهميته
تعليق