جزاك الله خيرا اخي سعد
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
حكم الاحتفال بالمولد النبوي
تقليص
X
-
كثر المتساهلون فى الدين ، فظهر الملتزمون بصورة المتشددين ، فعلى الملتزمين إختيار الأسلوب الصحيح لتوصيل صحيح الدين لغيرهم باللطف واللين0رابطة الجرافيك الدعوى
تعليق
-
أخي رمز الصمود و أخي أسامة شكرا على المرور.
أخي ابو اسلام جزاك الله خيرا على الاضافة.
عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القرآن أهل الله وخاصته ) . (صحيح الجامع2165)
تعليق
-
1ـ رأي ابن الحاج ـ رحمه الله ـ في الاحتفال
من المعروف أن ابن الحاج في مدخله كان من أشد الناس حربا على البدع، ولقد اشتد رحمه الله بمناسبة الكلام عن المولد على ما أحدثوه فيه من أعمال لا تجوز شرعا من مثل استعمال لآلات الطرب، ثم قال: فآلة الطرب والسماع أي نسبة بينهما وبين تعظيم هذا الشهر الكريم الذي من الله تعالى علينا فيه بسيد الأولين والآخرين.
فكان يجب أن يزاد فيه من العبادات والخير، شكرا للمولى سبحانه وتعالى على ما أولانا من هذه النعم العظيمة، وإن كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يزد فيه على غيره من الشهور شيئا من العبادات، وما ذاك إلا لرحمته ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأمته ورفقه بهم، لأنه عليه الصلاة والسلام كان يترك العمل خشية أن يفرض على أمته رحمة منه بهم، كما وصفه المولى سبحانه وتعالى في كتابه حيث قال: (بالمؤمنين رؤوف رحيم) لكن أشار عليه الصلاة والسلام إلى فضيلة هذا الشهر العظيم بقوله عليه الصلاة والسلام للسائل الذي سأله عن صوم يوم الإثنين، فقال له عليه الصلاة والسلام: (ذلك يوم ولدت فيه) فتشريف هذا اليوم متضمن لتشريف هذا الشهر الذي ولد فيه.
فينبغي أن نحترمه حق الاحترام، ونفضله بما فضل الله به الأشهر الفاضلة، وهذا منها لقوله عليه الصلاة والسلام: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر" ولقوله عليه الصلاة والسلام: "آدم ومن دونه تحت لوائي".
وفضيلة الأزمنة والأمكنة تكون بما خصها الله تعالى به من العبادات التي تفعل فيها لما قد علم أن الأمكنة والأزمنة لا تتشرف لذاتها، وإنما يحصل لها الشرف بما خصت به من المعاني.
فانظر رحمنا الله وإياك إلى ما خص الله تعالى به هذا الشهر الشريف ويوم الإثنين، ألا ترى أن صوم هذا اليوم فيه فضل عظيم، لأنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولد فيه، فعلى هذا ينبغي إذا دخل هذا الشهر الكريم أن يكرم ويعظم ويحترم الاحترام اللائق به وذلك بالاتباع له ـ صلى الله عليه وسلم ـ في كونه عليه الصلاة والسلام كان يخص الأوقات الفاضلة بزيادة فعل البر فيها وكثرة الخيرات.
ألا ترى إلى ما رواه البخاري ـ رحمه الله تعالى: "كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان" فنتمثل تعظيم الأوقات الفاضلة بما امتثله عليه الصلاة والسلام على قدر استطاعتنا.
2ـ رأي ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في الاحتفال
معروفة شدة ابن تيمية وتشدده، ومع ذلك كان كلامه لينا في قضية المولد ومن كلامه في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم": (وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإما محبة للنبي وتعظيما له، والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدع، وأكثر هؤلاء الناس الذين تجدونهم حرصاء على أمثال هذه البدع، مع ما لهم فيها من حسن المقصد والاجتهاد الذي يرجى لهم به المثوبة، تجدونهم فاترين في أمر الرسول عما أمروا بالنشاط فيه.
واعلم أن من الأعمال ما يكون فيه خير لاشتماله على أنواع من المشروع، وفيه أيضا شر من بدعة وغيرها، فيكون ذلك العمل شرا بالنسبة إلى الإعراض عن الدين بالكلية، كحال المنافقين والفاسقين..
فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس، ويكون له فيه أجر عظيم، لحسن قصده، وتعظيمه لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه يحسن من بعض الناس ما يستقبح من المؤمن المسدد، ولهذا قيل للإمام أحمد عن أحد الأمراء أنه أنفق على مصحف ألف دينار ونحو ذلك، فقال: دعه فهذا أفضل ما أنفق فيه الذهب، أو كما قال.
3ـ رأي السيوطي ـ رحمه الله ـ في الاحتفال
وللسيوطي في كتابه "الحاوي للفتاوى " رسالة مطولة أسماها: "حسن المقصد في عمل المولد" وهذه بعض فقراتها: عندي أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه، وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيها من تعظيم قدر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف0
وروى البيهقي بإسناده في مناقب الشافعي عن الشافعي قال: المحدثات من الأمور ضربان، أحدهما: ما أحدث مما يخالف كتابا أو سنة، أو أثرا أو إجماعا فهذه البدعة الضلالة، والثاني: ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا، وهذه محدثة غير مذمومة وقد قال عمر رضي الله عنه في قيام شهر رمضان نعمت البدعة هذه، يعني أنها محدثة لم تكن، وإذا كانت فليس فيها رد لما مضى هذا آخر كلام الشافعي.
وهو أي المولد وما يكون فيه من طعام من الإحسان الذي لم يعهد في العصر الأول، فإن إطعام الطعام الخالي عن اقتراف الآثام إحسان فهو من البدع المندوبة كما في عبارة ابن عبد السلام.
وقد سئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل أحمد بن حجر عن عمل المولد فأجاب بما نصه: أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة وإلا فلا، قال: وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم فقالوا: "يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فنحن نصومه شكرا لله تعالى" فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعم، أو دفع نقمة، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة، والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة، وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم وعلى هذا فينبغي أن يتحرى اليوم بعينه حتى يطابق قصة موسى في يوم عاشوراء ومن لم يلاحظ ذلك لا يبالي بعمل المولد في أي يوم من الشهر، بل توسع قوم فنقلوه إلى يوم من السنة وفيه ما فيه، فهذا ما يتعلق بأصل عمله.
وأما ما يعمل فيه: فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهد المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخر، وأما ما تبع ذلك من السماع واللهو وغير ذلك فينبغي أن يقال ما كان من ذلك مباحا، بحيث يقتضي السرور بذلك اليوم ولا بأس بإلحاقه به، وكما كان حراما أو مكروها فيمنعه وكذا ما كان خلفا الأولى. انتهى.
قال السيوطي تعليقا على كلام ابن حجر: ـ (وقد ظهر لي تخريجه على أصل آخر وهو ما أخرجه البيهقي عن أنس أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عق عن نفسه بعد النبوة، مع أنه قد ورد أن جده عبد المطلب عق عنه في سابع يوم لولادته، والعقيقة لا تعاد مرة ثانية، فيحمل ذلك على أن الذي فعله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إظهار للشكر على إيجاد الله إياه رحمة للعالمين، وتشريع لأمته كما كان يصلى على نفسه لذلك، فيستحب لنا أيضا إظهار الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات، ثم رأيت إمام القراء الحافظ شمس الدين ابن الجزري قال في كتابه المسمى عرف التعريف بالمولد الشريف ما نصه: قد رؤي أبو لهب بعد موته فقيل له ما حالك؟. قال في النار إلا أنه يخفف عني كلي ليلة إثنين وأمص من بين أصبعي ماء بقدر هذا وأشار لرأس أصبعه وإن ذلك بإعتاقي لثويبة عندما بشرتني بولادة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبإرضاعها له، فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار بفرحة ليلة مولد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ به ، فما حال المسلم الموحد من أمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسر بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنات النعيم.
والله أعلمكل اناء بما فيه ينضحإذا جائتك الضربات من اليمين ومن اليسار فاعلم انك من أهل الوسط
تعليق
-
جزاك الله خيرا على الاضافة.
لكن العلماء ارتأوا بأن الاحتفال من البدع المنكرة لما يصاحب ذلك من بدع و مفاسد لجهل الناس .
و لا يجب علينا أن ننسى هذا الحديث
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ـ كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ـ ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه ألا وان في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ،واذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب.(متفق عليه).
أخي المسلم هذا حديث نبوي شريف له شأن عظيم ـ يحدد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم معالم هذا الدين الحنيف فبين فيه الحرام والحلال ـ وحذر من الشبهات ، ودعا فيه أيضا الى الورع ـ وقسم فيه الأمور الى ثلاثة أقسام :
1ـ حلال بين 2ـ حرام بين 3ـ مشتبه.
فالحلال المحض بين لا اشتباه فيه ـ وكذلك الحرام المحض ولكن بين الأمرين أمور تشتبه على كثير من العوام ـ هل هي من الحلال أم من الحرام ، أما أهل العلم فلايشتبه عليهم ويعلمون من أي القسمين هي ـ قال تعالى : ( ولو ردوه الى الرسول وإلى أولى العلم منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم). قال الإمام الحسن :أولو العلم هم أهل العلم والفقه. ومعنى قوله تعالى : ( لعلمه الذين يستنبطونه منهم). أي يستخرجونه.
والاستنباط في اللغة الاستخراج وهو يدل على الاجتهاد وإذا عدم النص والإجماع فأما الحلال المحض مثل أكل الطيبات من الزروع والثمار وشرب الأشربة الطيبة وكالنكاح الشرعي وغير ذلك من الأمور التي لا خلاف عليها وأما الحرام المحض مثل ـ أكل الميتة والدم ولحم الخنزير وشرب الخمر وأكل الربا ولعب الميسر وأخذ الأموال المغصوبة والزنا وأما المشتبه مثل بعض ما اختلف فيه هل هو حلال أم حرام.
وحاصل الأمر أن الله عز وجل أنزل على نبيه القرآن وبين فيه للأمة ما يحتاج إليه من حلال وحرام.
قال تعالى : (يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شيء عليم). وما أشكل من التنزيل وكل بيانه الى النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى في كتابه العزيز: ( وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ). وما توفي النبي صلى الله عليه وسلم حتى اكمل الله تعالى له ولأمته الدين ، وأتم عليه النعمة قال تعالى : (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكن الاسلام دينا ). يقول الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية الكريمة :هذه اكبر نعم الله تعالى على هذه الأمة حيث اكمل لهم دينهم فلا يحتاجون الى دين غيره ولا الى نبي غير نبيهم صلوات الله عليه ـ ولهذا جعله الله تعالى خاتم الأنبياء وبعثه الى الإنس والجن فلا حلال إلا ما أحله ولا حرام إلا ما حرمه ولا دين الا ما شرعه وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق ولا كذب به ولا افتراء كما قال تعالى (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ) أي صدقا في الأخبار وعدلا في الأوامر والنواهي ) 1هـ.
وقال أبو ذر رضي الله عنه : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يحرك جناحيه في السماء إلا وقد ذكر لنا منه علما وقوله صلى الله عليه وسلم : فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه). أي من اتقاها وتجبنها الى الشيء الواضح ـ ومعنى استبرأ لدينه ـ أي سلم من الوقوع في المحرم ولعرضه حيث سلم من كلام الناس فيه ـ ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلا لذلك بالراعي الذي يرعى الغنم أو الإبل يرعى حول الحمى يعنى الحمى الذي حماه بعض الناس ومعلوم أنه إذا احمى كثر عشبه لأن الناس لا ينتهكونه بالرعى ـ فالراعي الذي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه لأن البهائم إذا رأت الخضرة في هذا الحمى ورأت العشب فإنها تنطلق إليه وقد تغلب الراعي فترتع في هذا الحمى .
فكذلك من تعدى الحلال ووقع في الشبهات فإنه قد قارب الحرام غاية المقاربة وفي هذا إشارة الى أنه ينبغي التباعد عن المحرمات وأن يجعل الإنسان بينه وبينها حاجزا قال أبو الدرداء رضي الله عنه:تمام التقوى أن يتقى العبد ربه حتى من مثقال ذرة وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال ـ خشية أن يكون حراما ـ حجابا بينه وبين الحرام وقال سفيان بين عينية لا يصيب عبد حقيقة الإيمان حتى يجعل بينه وبين الحرام حاجزا من الحلال وحتى يدع الإثم وما تشابه منه وهذا الحديث الذي نتحدث عنه اليوم فيه دعوة لكل مسلم أن يتحرى الحلال في مطعمه ومشربه ويبتعد عن الحرام الواضحة حرمته ـ ويتقى الشبهات لينجوا في الآخرة من عذاب رب العالمين ـ ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو القدوة لنا في طلب الحلال والبعد عن الشبهات فلقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس . وقال صلى الل عليه وسلم : ( إنى لأنقلب إلى أهلي فأجد تمرة ساقطة على فراش فرفعها لأكلها ، ثم أخشى أن تكون من الصدقة فألقيها.
فيا أخى المسلم إذا اشتبهت عليك الأمور ، والتبس عليك الحرام والحلال فما حاك في نفسك فاتركه يسلم لك دينك وعرضك.
قال الفضل رحمه الله : من عرف ما يدخل جوفه كتب عند الله صديقا فانظر عند من تفطر يا مسكين.
وقال حبيب بن أبي ثابت : لا يعجبكم كثرة صلاة امرئ ولا صيامه ولكن انظروا الى ورعه فإن كان ورعا مع مارزق الله من العبادة فهو عبد لله حقا . ويذكر أهل السيرة ـ أن عبدالله بن المبارك كان بالشام يكتب الحديث فانكسر قلمه فاستعار قلما ـ فلما فرغ من الكتابة نسى فجعل القلم في مقلمته فما رجع الى (مرو) وهي مدينة بتركيا ورأى القلم عرفه فتجهز للخروج الى الشام فرد القلم.
إنها صورة تهز الوجدان ، وتقشعر منها الأبدان ـ أين هذه النماذج اليوم ـ ونحن نعلم أقواما يأكلون تلالا من الحرام ثم لا يتوبون ولاهم يذكرون ،(اللهم سلم).
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب).
في هذا إشارة الى أن صلاح حركات العبد بجوارحه واجتنابه للمحرمات واتقائه للشبهات بحسب حركة قلبه فإن كان قلبه سليما ليس فيه إلا محبة الله تعالى وخشية الوقوع في الشبهات وفيما يكرهه صلحت حركات الجوارح كلها ونشأ عن ذلك اجتناب المحرمات كلها .
أما إذا كان القلب فاسدا قد استولى عليه اتباع هواه وطلب ما يحبه ولو كرهه الله تعالى فسدت حركات الجوارح كلها ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه ) والمراد باستقامة إيمانه استقامة أعمال جوارحه ، فإن أعمال جوارحه لا تستقيم إلا باستقامة القلب ).
ومعنى استقامة القلب أن يكون ممتلئا من محبة الله تعالى ومحبة طاعته وكراهية معصيته ـ من هذا يتضح لكل مسلم أنه واجب عليه أن يضبط جوارحه لأن الصالحين ممن سبقونا كانوا أضبط الناس لجوارحهم قال الحسن البصري : ماضربت ببصري ، ولا نطقت بلساني ولا بطشت بيدي ، ولا نهضت على قدمي حتى أنظر أعلى معصية أو على طاعة . فإن كانت طاعة تقدمت وإن كان معصية تأخرت.
فكن أخا الإسلام سائرا على طريق الصالحين ـ فمن سار على الدرب وصل. نسأل الله أن يرزقنا الحلال ويبعدنا عن الحرام ويجعلنا ممن يتقون الشبهات ـ ونسأل الله قلبا سليما مؤمنا بالله رب العالمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
صاحب المقال : ابراهيم السيد العربي
عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القرآن أهل الله وخاصته ) . (صحيح الجامع2165)
تعليق
-
اخي الحبيب ليس من باب ان بعض الناس تصنع بعض البدع ان نترك الأمر برمته
وهذه فتوى للشيخ الجليل عطية صقر
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
فإذا كان الهدف من وراء هذا الاحتفال هو التأسي والاقتداء بالحبيب المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومعرفة سيرته والتعرف على سنته، مع مراعاة الآداب الشرعية في هذا الاحتفال من حيث الاختلاط، ومن حيث الكلام الذي يقال وأماكن الاحتفال وغير ذلك فهو أمر جائز بل مندوب، أما تاريخ الاحتفال فقد بدء في عهد الفاطميين هذا ما جاء في فتوى لفضيلة الشيخ عطية صقر - رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا:ـ
لا يعرف المؤرخون أن أحدًا قبل الفاطميين احتفل بذكرى المولد النبوى فكانوا يحتفلون بالذكرى فى مصر احتفالا عظيما ويكثرون من عمل الحلوى وتوزيعها كما قال القلقشندى فى كتابه " صبح الأعشى" .
وكان الفاطميون يحتفلون بعدة موالد لآل البيت ، كما احتفلوا بعيد الميلاد المسيحى كما قال المقريزى ، ثم توقف الاحتفال بالمولد النبوى سنة 488 هـ وكذلك الموالد كلها ، لأن الخليفة المستعلى بالله استوزر الأفضل شاهنشاه بن أمير الجيوش بدر الجمالى ، وكان رجلا قويا لا يعارض أهل السنة كما قال ابن الأثير فى كتابه " الكامل "ج 8 ص 302 واستمر الأمر كذلك حتى ولى الوزارة المأمون البطائحى ، فأصدر مرسوما بإطلاق الصدقات فى 13 من ربيع الأول سنة 517 هـ وتولى توزيعها " سناء الملك " .
ولما جاءت الدولة الأيوبية أبطلت كل ما كان من آثار الفاطميين ، ولكن الأسر كانت تقيم حفلات خاصة بمناسبة المولد النبوى، ثم صارت ، رسمية فى مفتتح القرن السابع فى مدينة " إربل " على يد أميرها مظفر الدين أبى سعيد كوكبرى بن زين الدين على بن تبكتكين ، وهو سنِّى اهتم بالمولد فعمل قبابا من أول شهر صفر، وزينها أجمل زينة ، فى كل منها الأغانى والقرقوز والملاهى، ويعطى الناس إجازة للتفرج على هذه المظاهر. وكانت القباب الخشبية منصوبة من باب القلعة إلي ، باب الخانقاه ، وكان مظفر الدين ينزل كل يوم بعد صلاة العصر، ويقف على كل قبة ويسمع الغناء ويرى ما فيها، وكان يعمل المولد سنة فى ثامن الشهر، وسنة فى ثانى عشرة ، وقبل المولد بيومين يخرج الإِبل والبقر والغنم ، ويزفها بالطبول لتنحر فى الميدان وتطبخ للناس . ويقول ابن الحاج أبو عبد الله العبدرى : إن الاحتفال كان منتشرا بمصر فى عهده ، ويعيب ما فيه من البدع " المدخل ج 2 ص 11 ، 12 " .
وأَلفت كتب كثيرة فى المولد النبوى فى القرن السابع ، مثل قصة ابن دحية المتوفى بمصر سنة 633 هـ ، ومحيى الدين بن العربى المتوفى بدمشق سنة 638 هـ ، وابن طغربك المتوفى بمصر سنة 670 هـ ، وأحمد العزلى مع ابنه محمد المتوفى بسبته سنة 677 هـ .
ولانتشار البدع فى الموالد أنكرها العلماء ، حتى أنكروا أصل إقامة المولد ، ومنهم الفقيه المالكى تاج الدين عمر بن على اللخمى الإِسكندرى المعروف بالفاكهانى، المتوفى سنة 731 هـ ، فكتب فى ذلك رسالته " المورد فى الكلام على المولد" أوردها السيوطى بنصها فى كتابه " حسن المقصد" .
ثم قال الشيخ محمد الفاضل بن عاشور: وقد أتى القرن التاسع والناس بين مجيز ومانع ، واستحسنه السيوطى وابن حجر العسقلانى ، وابن حجر الهيتمى، مع إنكارهم لما لصق به من البدع ، ورأيهم مستمد من آية { وذكِّرهم بأيام الله } إبراهيم : 5 .
أخرج النسائى وعبد الله بن أحمد فى زوائد المسند ، والبيهقى فى شعب الإِيمان عن أبى بن كعب عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه فسر الأيام بنعم الله وآلائه "روح المعانى للآلوسى" وولادة النبى نعمة كبرى . اهـ .
وفى صحيح مسلم عن أبى قتادة الأنصارى قال : وسئل - النبى صلى الله عليه وسلم - عن صوم يوم الاثنين فقال " ذاك يوم ولدت فيه ، ويوم بعثت أو أُنزل علىَّ فيه "
روى عن جابر وابن عباس :
ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل يوم الاثنين الثانى عشر من ربيع الأول ، وفيه بعث وفيه عرج به إلى السماء وفيه هاجر وفيه مات أى فى شهر ربيع الأول ، فالرسول صلى الله عليه وسلم نص على أن يوم ولادته له مزية على بقية الأيام ، وللمؤمن أن يطمع فى تعظيم أجره بموافقته ليوم فيه بركة ، وتفضيل العمل بمصادفته لأوقات الامتنان الإِلهى معلوم قطعا من الشريعة، ولذا يكون الاحتفال بذلك اليوم ، وشكر الله على نعمته علينا بولادة النبى وهدايتنا لشريعته مما تقره الأصول ، لكن بشرط ألا يتخذ له رسم مخصوص ، بل ينشر المسلم البشر فيما حوله ، ويتقرب إلى الله بما شرعه ، ويعرِّف الناس بما فيه من فضل ، ولا يخرج بذلك إلى ما هو محرم شرعا .
أما عادات الأكل فهى مما يدخل تحت قوله تعالى { كلوا من
طيبات ما رزقناكم واشكروا لله } البقرة : 172 انتهى .
ورأيى أنه لا بأس بذلك فى هذا العصر الذى كاد الشباب ينسى فيه دينه وأمجاده ، فى غمرة الاحتفالات الأخرى التى كادت تطغى على المناسبات الدينية ، على أن يكون ذلك بالتفقه فى السيرة ، وعمل آثار تخلد ذكرى المولد، كبناء مسجد أو معهد أو أى عمل خيرى يربط من يشاهده برسول اللّه وسيرته
.
ومن هذا المنطلق يجوز الاحتفال بموالد الأولياء ، حبًّا لهم
واقتداء بسيرهم ، مع البعد عن كل المحرمات من مثل الاختلاط المريب بين الرجال والنساء ، وانتهاز الفرص لمزاولة أعمال غير مشروعة من أكل أو شرب أو مسابقة أو لهو، ومن عدم احترام بيوت اللّه ومن بدع زيارة القبور والتوسل بها ، ومن كل ما لا يتفق مع الدين ويتنافى مع الآداب .
فإذا غلبت هذه المخالفات كان من الخير منع الاحتفالات درءًا للمفسدة كما تدل عليه أصول التشريع .
وإذا زادت الإِيجابيات والمنافع المشروعة فلا مانع من إقامة هذه الاحتفالات مع التوعية والمراقبة لمنع السلبيات أو الحد منها بقدر المستطاع ، ذلك أن كثيرا من أعمال الخير تشوبها مخالفات ولو إلى حد ما ، والكل مطالب بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بالوسائل المشروعة "
يقول الزرقانى فى شرح المواهب للقسطلانى : إن ابن الجزرى الإمام فى القراءات والمتوفى سنة 833 هـ علَّق على خبر أبى لهب الذى رواه البخارى وغيره عندما فرح بمولد الرسول وأعتق " ثويبة" جاريته لتبشيرها له ، فخفف الله عقابه وهو فى جهنم فقال : إذا كان هذا الكافر الذى نزل القرآن بذمه جوزى فى النار بفرحه ليلة المولد فما حال المسلم الموحد من أمته حين يُسرُّ بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته فى محبته .
يقول الحافظ شمس الدين محمد بن ناصر :
إذا كان هذا كافرا جاء ذمه * وتبَّت يداه فى الجحيم مخلدا أتى أنه فى يوم الاثنين دائما * يخفف عنه للسرور بأحمدا فما الظن بالعبد الذى كان عمره * بأحمد مسرورا ومات موحدا؟
رجح ابن إسحاق أن ميلاد النبى صلى الله عليه وسلم كان فى ثنتى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول من عام الفيل وروى ابن أبى شيبة ذلك عن جابر وابن عباس وغيرهما ، وحكوا شهرته عند الجمهور .
وقد حقق صاحب كتاب " تقويم العرب قبل الإسلام " بالحساب الفلكى الدقيق أن الميلاد كان فى يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول الموافق للعشرين من شهر أبريل سنة 571 م .
والله أعلمكل اناء بما فيه ينضحإذا جائتك الضربات من اليمين ومن اليسار فاعلم انك من أهل الوسط
تعليق
-
جزاك الله خيرا وبارك فيك
أنا في الحقيقة لا اهتم لهذا الموضوع كثيرا
فهذه البدع غير موجودة في مجتمعي والحمد لله
لكن مع ذلك لا أقف موقف العداء لمن يفعلها فهم اخواني في الدين أولا واخيرا
وما نتفق فيه أكثر بكثير مما نختلف فيه
تعليق
-
الحمد لله نحن لا نعادي أحدا بل نسعى فقط لنستفيد ونفيد اخواننا ما استطعنا الى ذلك سبيلا.جزاك الله خيرا وبارك فيك
أنا في الحقيقة لا اهتم لهذا الموضوع كثيرا
فهذه البدع غير موجودة في مجتمعي والحمد لله
لكن مع ذلك لا أقف موقف العداء لمن يفعلها فهم اخواني في الدين أولا واخيرا
وما نتفق فيه أكثر بكثير مما نختلف فيه
والله من وراءالقصد وهو يهدي السبيل.
عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القرآن أهل الله وخاصته ) . (صحيح الجامع2165)
تعليق
-
أصبت أخي sa9r
ولكن أعتقد أن التركيز على بعثة النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من التركيز على ولادته"إن قامت الساعة وفي يد أحدكم غرسة فليغرسها"
موقعي الشخصي
www.3dmax.tv
اذا تعلمت كل الاوامر في برنامجك المفضل فكأنك تعلمت الإمساك بالقلم وبقي عليك أن تتعلم كيف ترسم ..
Maarouf
تعليق
-
يا ehabrashad
أنت قلت فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس، ويكون له فيه أجر عظيم،
يا أخي من أين لك هدا
لا تدخل تفكير عقلك في أمور الدين المسلم بها
وقلت أيضا
أما عادات الأكل فهى مما يدخل تحت قوله تعالى { كلوا من
طيبات ما رزقناكم واشكروا لله } البقرة : 172 انتهى .
ورأيى أنه لا بأس بذلك فى هذا العصر الذى كاد الشباب ينسى فيه دينه وأمجاده ، فى غمرة الاحتفالات الأخرى التى كادت تطغى على المناسبات الدينية
يا أخي من أنت حتى تعطي رأيك ؟
العلم قال الله قال الرسول صلى الله عليه وسلم قال الصحابة
وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إدا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم
آمنا به كل من عند ربناأشكر جميع الأعضاء و الراغبين في التعلم
تعليق
-
جزاك الله خير يا صقر على ما كتبت
نعم يا إيهاب2ـ رأي ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في الاحتفال
معروفة شدة ابن تيمية وتشدده، ومع ذلك كان كلامه لينا في قضية المولد ومن كلامه في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم": (وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإما محبة للنبي وتعظيما له، والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدع، وأكثر هؤلاء الناس الذين تجدونهم حرصاء على أمثال هذه البدع، مع ما لهم فيها من حسن المقصد والاجتهاد الذي يرجى لهم به المثوبة، تجدونهم فاترين في أمر الرسول عما أمروا بالنشاط فيه.
بن تيمية متشدد في الحق
وانت لم تنقل كلامه السابق
قال انها بدعة وقد أدخلها ضمن البدع المحدثة في الدين
وتكلم عن بطلانها ثم ذكر انهم ان فعلوها حبا في النبي عليه الصلاة والسلام يوجرون على حبهم ويأثمون على بدعتهم
وقال انه لا يجوز ومعروف موقف ابن تيمية منها
ناهيك عن ما يحدث فيها من منكرات ظاهرة
هدي أعصابك يا ماكسيا ehabrashad
أنت قلت فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس، ويكون له فيه أجر عظيم،
يا أخي من أين لك هدا
لا تدخل تفكير عقلك في أمور الدين المسلم بها
أخونا إيهاب من أحسن من في المنتدى
والخلاف غير مبرر للتهكم
استهدي بالله
تعليق

تعليق