بسم الله الرحمن الرحيم
يا أخواني
اختلف العلماء في الماضي
وكذلك اختلفوا في الحاضر
وهذه سنة الله في الكون
لأن عقول العلماء ليست واحدة
ولأن فهمهم للنص وللدليل ليس واحد
جاء رجل للإمام البخارى(لست متأكدا)بكتاب سماه كتاب الاختلاف يعرضه عليه
فقال له سمه كتاب الرحمة
أولا أود أن أخبركم بأسباب اختلاف العلماء
1- أن لا يبلغ الدليل للمجتهد
2- أن يبلغ للمجتهد لكن يترجح عنده أنه نسخ
3- أن يفهم المجتهد الدليل فهما آخر
4- أن يكون الدليل ضعيفا ولا يصلح للاستدلال
هذا ما أذكره
فلماذا نجد بعضنا (مع صغره وجهله) يسفه ويحقر ويجرم...
قولا لأحد من العلماء مع أنه لا يدري ما هو دليله
فهو لم يتعب نفسه بالبحث عن دليل هذا الشيخ ولكن بمجرد إن القول لم يعجبه
أو لم يناسبه قام وسفه الشيخ وسفه رأيه وكأنه هو العالم
يا إخوان إذا سمعتم أي قول لأي أحد من المشايخ أو العلماء
فاحترموا ذلك القول حتى وان لم ترضوه
ما دام مبنيا على أصل من الشرع
إلا إذا كان باطلا محضا فلا يجوز السكوت حينئذ
هذه هي أخلاق العلماء مع مخالفيهم
حدثني الشيخ محمد بن مطر
أن الشيخ الألباني زار المدينة حين كان الشيخ ابن باز فيها
فكان يزوره في كل يوم من بعد العشاء
يقول فكانا يتناقشان في مسألة كشف المرأة وجهها
الشيخ الألباني يفتي بالجواز على عكس ابن باز رحمهما الله
وكانا يتناقشان في كل يوم من بعد العشاء إلى الساعة 12 ليلا
كلا يدلي بدلوه
ثم ينصرفان ويودع بعضهم بعضا
لمدة عشر أيام
ولم يقتنع أحد برأي الأخر
وقبل سفر الشيخ قام معه ابن باز واستسمحه وقال له أوصني يا شيخ ناصر
فأوصاه ثم تعانقا وودعوا بعضهم
ولم بتدابرا ولم يتباغضا
هذا مثال قريب
بل زادت أخوتهما
والأمثله في هذا المجال تكثر
هذه هي أخلاق الكبار
وأخلاق العلماء
لا أخلاقنا اليوم عفا الله عنا
ما بالنا نتكلم في مسائل هي من صلب الدين ونحن جهلة
(وهل يجر الناس على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم)
من أراد أن يتكلم في الدين فلا يتكلم الا بعلم
ترانا نسفه ونصحح ونرجح أقوال لعلماء أفاظل
أمظو أوقاتهم بين الكتب
وأمظينا أوقاتنا بين الكمبيوتر والإنترنت
لحوم العلماء مسمومة يا إخواني
من أكل منها هلك
أتمنى أن نكف عن الكلام بدون علم
وصلى الله على محمد
بانتظار مداخلاتكم لا ندمتم
تعليق