كانت شديدة الوعورة تلك الطريق ، حتى البغال ما كانت لتسلكها ، إلا مدمية الأقدام ، لا الجفاف يسعفها ولا قيظ الهلاك ، فتبعثرت حولها إربا الأجساد .. فجاء الإسفلت الأسود مخلصا فعبرناه ، متأبطين ما شاءت لنا الأقدار ،،
يا هذا الإسفلت أما تعبت من أن تدوسك الأحذية ؟! أم تواسيك بضع أقدام حافية ناعمة غضة عذراء ؟!
أين من كانوا يصنعون قهوة الصباح ؟ وإذا جن الليل امتلأت أقداح الشاي بالنعناع ؟
أين من كانوا يلونون الإسفلت بالبهجة ؟ ويرسمون لنا خطا أبيضا كي لا نخرج عن المسار ؟ وآخرون يدقون العاكسات على الأطراف كي نعرف في عتمة الليل سر الإبداع ؟
هل ذابوا كالسكر في أقداح العاشقين ؟ أم تلونوا على جدران المتاحف كلوحات عتيقة ؟ هل ما زالوا هنا يرقبوننا من خلف النوافذ ؟
رباه قد شفني الوجد إليهم ، فبقدر وجدي لهم ، اكلأهم بعين الرحمة ، واحفظهم من كل مكروه .
ثلة ليست بسيطة من البشر ، وأنا منهم ، صعلوك يحمل سيفا ليحارب أيضا من وراء الشاشة ، عالم ليس لنا ، افتراضي كالحلم ، نصنع به ما نشاء ، نمدح ونتلقى المديح ، نكتب ونقرأ ، نشتم ويشتمنا الآخرون ، نتصور ويصورنا الآخرون ، ثم ما نلبث أن نلملم خيباتنا ونأوي إلى مخادعنا لنخلد إلى النوم ..
فأي صحو سيجيء بين الحلم وبين النوم ؟!
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
لاريب أنّ الألم هو سائق انفعالاتي الفظّ ، وأنّ الأمل هو وسيلتي الدائمة لترويضه . لكن .. هل أكون بهذا قد لخّصت لك عملية الإبداع ؟
كم اعجبني الصعاليك اما المنابر فساحتاج على الاقل نصف ساعة لافك رموز اول سطر
((وقل رب زدني علما))
التاريخ ليس سوى كذبة متفق عليها !
(نابليون بونابرت) إن لَم تشعُر بتناقُض فيما يدُور حولك فاعلم أنّ المسافة التي تُبعِدك عن كوكب الأرض ليست بالقليلة ! (مارلن كلافر)
chidory سابقا
صدقني يا أبو حميد أنك من الناس الذين تطوروا للأفضل خلال وجودهم في المنابر .. يمكن زمان كنت مثل أبو قاسم لكن للحقيقة والتاريخ أنت اليوم ممن يضع العاكسات كي يرى العابرون الطريق .. إلى الأمام .
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
لاريب أنّ الألم هو سائق انفعالاتي الفظّ ، وأنّ الأمل هو وسيلتي الدائمة لترويضه . لكن .. هل أكون بهذا قد لخّصت لك عملية الإبداع ؟
أين من كانوا يلونون الإسفلت بالبهجة ؟ ويرسمون لنا خطا أبيضا كي لا نخرج عن المسار ؟ وآخرون يدقون العاكسات على الأطراف كي نعرف في عتمة الليل سر الإبداع ؟
هل ذابوا كالسكر في أقداح العاشقين ؟ أم تلونوا على جدران المتاحف كلوحات عتيقة ؟ هل ما زالوا هنا يرقبوننا من خلف النوافذ ؟
رباه قد شفني الوجد إليهم ، فبقدر وجدي لهم ، اكلأهم بعين الرحمة ، واحفظهم من كل مكروه .
آمين... سلمت يمينك أستاذنا الكريم
ذكرتني بأخوة لنا وأحبة تمنيت أن أراهم مجدداً
بدءاً بأطراف الحديث ( يس مشاكل ، وجيمو ، والشاب ليبيا الغير العادي ، ونادي البطاطا أيضاً ... والكثير من الشباب
نجيب الفاتح ، أبو قندوزة ، أبو سلطان ، الحسني ، عصام درويش ، فونيكس ، والكثير أيضاً من الشباب ممن أحيو جنبات المنابر
"تعال إلى المشفى لتستلم جثة الكلب إبنك في قسم الثلاجات"..
عند باب الثلاجة ينهره الدكتور/الجزار: " إبنك المنشق مات متأثراً بجراحه..إبنك في الثلاجة رقم 9 "
كان يتكلم عن إبنه كأنه قطعة سجق..يفتح الاب باب الثلاجة ليرى إبنه مشوهاً بالمسامير..على وجه قصص التعذيب..ولمسات من الفنون / الدراما التي يتقنها نحاتوا / جلادو الأسد..
وبينما يحدق في إبنه..يسمع صوت أنين يصدر من الثلاجة أخرى..يأتيه إلهام فيقول: " هذا ليس بإبني "
ويفتح الثلاجة التي جاء منها الأنين..ويقول " هذا إبني "
..يرفع الدكتور البعثي حاجبه في دهشة مصطنعة : " أنت محظوظ إبنك لا يزال حياً ! "..
يأخذ الرجل الحي إلى مشفى سري..لإن المشفيات الحكومية..حكومية..تضع المجروح في ثلاجة الموتى حتى يلحق بالموتى ..
يطببونه بأعشابهم..وصلواتهم..يصحو الرجل من موته ويقول للأب: " لو جئت قبل نصف ساعة لسمعت إنين إبنك ! "
تعليق