كانت علاقتي بهذا الفتى قبل ثلاث سنوات في أحد مساجد الحي ولم أكن أعرف أنني تعرفت على فتى بعقلية رجل يناهز الأربعين إن أتيت لحسن خلقه وتأدبه تجد نفسك تعلو خدك الحُمرة من جميل رده وحسن قوله وإن أتيته في موضوع عام سواء في الأدب أو السيرة تجده يصححك في كثير من الأحيان....وإن طلبت منه الحديث حول موضوع معين تضع يدك على خدك من جميل سرده وحسن ربطه للكمات ناهيك عن فصاحته ( ماشاء الله تبارك الله ) خصني بعدد من كتاباته وبدوري أعرضها على أهل الأدب لعله يستنير بتوجيهاتهم ولعلي أذكر قصة حدثت له مع مدرس اللغة العربية قبل ايام حين طلب منهم في حصة التعبير كتابة موضوع عام فأختار البحر وكتب فيه من الكلام مايسلب العقول ولكن صُدِم بردة فعل مدرسه الذي نهره ووبخه بقوله انه قام بسرقة الموضوع من كاتب والأدهى والأمر أنه يقسم على ذلك!! أسّر إلي ماحدث معه فقلت دونك الساحات أحضر مالديك من الكتابات وحينها سيعرف أهل الأدب من أنت ولعلك تستنير بتوجيهاتهم وأرائهم...
ملحوظة: سِنُ هذا الفتى 15 سنة
الموضوع الأول
امرأة لا تعرف اليأس " قصة قصيرة"
إن أردت أن اكتب تلاطمت أمواج من الحروف في عقلي تعذر على أناملي صياغتها.. وإن أردت أن أغوص في أعماقها بحثا عن مآسيها... ردتني نفسي خوفا من أن اسقط مغشيا علي أمام تحمل ما في جعبتها من المآسي كيف لي أن أكتب عنها ؟ كيف ؟ وهي صرح شامخ من المآسي... ولكن أردت أن أسطر ما لا يسطر من السنين في حروف من الحبر على ورق لا أدري هل سيصمد أمام هذه المعاناة؟ سأترك هذا السؤال بلا جواب........ ريثما أنتهي من حرق الورق بنار سنينها تلك المرأة القوية الحكيمه الرحيمه تلك الزهرة التي لا تذبل إذا لم تسقها ماء الحياة ولا يذهب منها ريح العطر الفواح... عبث معها الزمان فحسبت المسكينه أنه أحبها ولكنه كان مثل البحر. نعم كم يحبه الناس وكم وقف أمامه العشاق وتغنى به الشعراء رغم أنه سفاح لا يعرف للرحمة معراج..... فأخذها معه يمنة ويسرة لم يشأ أن يسعدها يوما وعشق دموعها الساخنات في سكون الليل أذاقها مر العذاب......
أبعدها عن الأحباب وجردها من الحياة..
تلطخت بدماء الشقاء ،وفتح في قلبها جروح لم تبتر وماذا بعد كل هذا هل تعتقد أنه تركها للحياة ؟ لا بل لم يهنأ بعد إلا وقطع بتلات زهرتا الصغيرة الخضراء فأبعد عنها صغارها وشتت لها أفراد عشها الصغير وحرق عليها كل رمق للوئام في الحياة ... وكانت لها جوهرتان لم تغط عينيها يوما نوما إلا وتبعد عنها غبار الهموم وتغسلها بماء السعد ... فأحس الزمن الحاقد بضي السعاة الضئيل الذي يدخل إلى قلبها من هذه الجوهرتان فما لبث إلا وخطف منها إحداهما في ليلة ظلماء تعيسة يهب منها الحزن كأمواج البحر العاتية فبكت المسكينه وبكت حتى كادت دموعها تجف نعم تجف فلقد أخذ من قلبها قطعة قالت لها يا والدي أنت على وجه الحياة أخذ والدها وترك والدتها لعلها تخفف عنها قليلا من حر السنين لم تتسخط من قدرها فهي مؤمنه وقلبها صاف كبير ولكنها ترجو من الله أن يرحمها ويخفف عليها من مآسيها القليل وهاهي تغدو في هذه الدنيا لاتدري عما تخبئه لها الأيام ولكن تضل هي الحياة الحياة.
ياسر.... أتمنى الآ تبخلوا على ياسر بالنصح والتوجيه
تعليق