التفسير : 76 - الذين صدَّقوا بالحق وأذعنوا له، يقاتلون فى سبيل إعلاء كلمة اللَّه والعدل والحق، والذين جحدوا أو عاندوا يقاتلون فى سبيل الظلم والفساد، وبذلك كانوا أولياء الشيطان، فيا أيها المؤمنون قاتلوهم لأنهم أعوان الشيطان وأنصاره واعلموا أنكم منتصرون عليهم بتأييد اللَّه، لأن تدبير الشيطان - مهما عظم فساده - ضعيف، والغلبة للحق.
~~~~~~~~~~~~~~~
التفسير : 77 - ألم تنظر يا محمد فتعجب إلى الذين رغبوا فى القتال قبل أن يجىء الإذن به فقيل لهم: لم يأت وقت القتال، فكفوا أيديكم عنه، واحرصوا على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، فلما فرض اللَّه عليهم القتال إذا طائفة منهم يخافون الناس كخوف اللَّه أو أشد وقالوا مستغربين: لِمَ كتبت علينا القتال؟ متوهمين أن فى فرضية القتال تعجيلاً لآجالهم ولذلك قالوا: هلاَّ أخرتنا إلى زمن قريب نستمتع فيه بما فى الدنيا؟ فقل لهم: تقدموا للقتال ولو أدى إلى استشهادكم، فمتاع الدنيا مهما عَظُمَ قليل بجوار متاع الآخرة، والآخرة خير وأعظم لمن اتقى اللَّه وستجزون على أعمالكم فى الدنيا ولا تنقصون من الجزاء شيئا مهما صغر.
~~~~~~~~~~~~~~~
التفسير : 78 - إن الموت الذى تَفِرُّون منه ملاقيكم أينما كنتم، ولو كانت إقامتكم فى حصون مشيدة وإن هؤلاء الخائرين لضعف إيمانهم يقولون: إن أصابهم فوز وغنيمة هى من عند اللَّه، وإن أصابهم جدب أو هزيمة يقولوا لك – يا محمد - هذا من عندك وكان بشُؤْمك.
فقل لهم: كل ما يصيبكم مما تحبون أو تكرهون هو من تقدير اللَّه ومن عنده اختبار وابتلاء، فما لهؤلاء الضعفاء لا يدركون قولاً صحيحًا يتحدث به إليهم.
~~~~~~~~~~~~~~~
التفسير : 79 - ما يصيبك - أيها النبى - من رخاء ونعمة وعافية وسلامة فمن فضل اللَّه عليك، يتفضل به إحسانا منه إليك، وما أصابك من شدة ومشقة وأذى ومكروه فمن نفسك بسبب تقصير أو ذنب ارتكبته.
والخطاب للنبى لتصوير النفس البشرية وإن لم يقع منه ما يستوجب السيئة، وأرسلناك رسولاً من عندنا للناس جميعاً، واللَّه شهيد على تبليغك وعلى إجابتهم، وكفى به عليمًا.
~~~~~~~~~~~~~~~~
التفسير : 80 - من يطع الرسول فقد أطاع اللَّه، لأنه لا يأمر إلا بما أمر اللَّه به، ولا ينهى إلا عما نهى اللَّه عنه.
فكانت طاعته فى الامتثال والانتهاء طاعة للَّه، ومن أعرض عن طاعتك فما أرسلناك إلا بشيراً ونذيراً لا حفيظاً ومهيمناً عليهم، تحفظ عليهم أعمالهم، إن ذلك لنا لا لك.
"قيل": فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير يعود على مصدره، والجار متعلق بالفعل. وجملة "فلما كتب عليهم القتال" معطوفة على جملة "ألم تر" لا محل لها، و "لمَّا" حرف وجوب لوجوب، "إذا" فجائية و "فريق" مبتدأ، وهو نكرة، والمسوّغ "إذا". والجار "منهم" متعلق بصفة لفريق وجملة "إذا فريق" جواب الشرط "لما". وقوله "كخشية الله": الكاف نائب مفعول مطلق أي: خشية مثل خشية، و "خشية" مضاف إليه. وقوله "أو أشدَّ" اسم معطوف على "خشية"، والتقدير: أو كخشية أشدَّ، و"خشية" تمييز. "لِمَ كتبت": اللام جارة، و"ما" اسم استفهام في محل جر متعلق بالفعل، وحذفت ألفه لاتصال الجار به. و"لولا" حرف تحضيض. وقوله "فتيلا": نائب مفعول مطلق أي: ظلما مقدار فتيل، وجملة "ولا تظلمون" معطوفة على جملة "والآخرة خير" في محل نصب.
"أينما": اسم شرط جازم ظرف مكان، و "ما" زائدة، متعلق بـ "تكونوا" التامة، و "تكونوا" فعل مضارع، مجزوم بحذف النون. وقوله "ولو كنتم": الواو حالية للعطف على حال محذوفة، والتقدير: يدرككم في كل حال، ولو كنتم في هذه الحال، وهذا لاستقصاء الأحوال، "لو" حرف شرط غير جازم، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: ولو كنتم في بروج مشيدة لأدرككم، وجملة "ولو كنتم" حالية. قوله "فما لهؤلاء القوم": الفاء مستأنفة، و "ما" اسم استفهام مبتدأ، والجار متعلق بالخبر، و "القوم" بدل، وجملة "لا يكادون" حالية من "هؤلاء".
التفسير : 81 - ويقول هذا الفريق المتردد: أمرك مطاع، وليس لك منا إلا الطاعة فيما تأمر وتنهى، ولكن إذا خرجوا من عندك وابتعدوا عنك دبَّرت طائفة منهم أمرا وبيتته، غير الذى تقوله أنت لهم من أمر ونهى، واللَّه - سبحانه وتعالى - يحصى عليهم ما يدبرونه فى خفاء.
فلا تلتفت إليهم، وأعرض عنهم، وفوض أمرك إلى اللَّه، وتوكل عليه، وكفى أن يكون اللَّه وكيلك وحافظك تفوض إليه جميع أمورك.
~~~~~~~~~~~~~~~~
التفسير : 82 - أفلا يتدبر أولئك المنافقون كتاب اللَّه فيعلموا حجة اللَّه عليهم فى وجوب طاعته واتباع أمرك، وأن هذا الكتاب من عند اللَّه لائتلاف معانيه وأحكامه، وتأييد بعضه لبعض.
فهذا دليل على أنه من عند اللَّه، إذ لو كان من عند غيره لتناقضت معانيه، واختلفت أحكامه اختلافاً كثيراً.
~~~~~~~~~~~~~~~
التفسير : 83 - وإذا اطَّلَعَت هذه الطائفة المنافقة على أمر يتعلق بقوة المسلمين أو ضعفهم أفشوه ونشروه، جاهرين به للتغرير بالمسلمين أو إلقاء الرعب فى قلوبهم، أو توصيل أبنائهم إلى أعدائهم، ولو أن هؤلاء المنافقين المذيعين ردوا أمر الأمن والخوف إلى الرسول وإلى أولى الأمر من القواد وكبار الصحابة، وطلبوا معرفة الحقيقة من جهتهم لعلم أولئك الذين يحاولون استخراج الوقائع وإذاعتها الحق من جانب الرسول والقادة، ولولا فضل اللَّه عليكم بتثبيت قلوبكم على الإيمان، ومنع الفتنة، ورحمته بتمكينكم من أسباب الظفر والانتصار، لاتبع أكثركم إغواء الشيطان، ولم ينج من إغوائه إلا القليل.
~~~~~~~~~~~~~~~
التفسير : 84 - وإذا كان بينكم أمثال هؤلاء المنافقين فأعرض عنهم، وقَاتِل فى سبيل كلمة اللَّه والحق، فلست مسئولاً إلا عن نفسك، ثم ادع المؤمنين إلى القتال وحُثّهم عليه، لعل اللَّه يدفع بك وبهم شدة الكافرين، واللَّه مؤيدكم وناصركم، وهو أشد قوة وأشد تنكيلاً بالكافرين.
~~~~~~~~~~~~~~~
التفسير : 85 - وإن هؤلاء المنافقين يناصرون الفساد، وأهل الإيمان يناصرون الحق، ومن يناصر فى أمر حسن يكن له نصيب من ثوابه، ومن يناصر أهل السوء يكن عليه وزر من عقابه، واللَّه مقتدر على كل شىء محيط به.
التفسير : 86 - وإذا حياكم أحد - أيًّا كان - بتحية من سلام أو دعاه أو تكريم أو غيره، فردوا عليه بأحسن منها أو بمثلها، فإن اللَّه محاسب على كل شىء كبيرًا كان أو صغيرًا.
~~~~~~~~~~~~~~~
التفسير : 87 - اللَّه الذى لا إله إلا هو ولا سلطان لغيره، سيبعثكم حتمًا من بعد مماتكم، وليحشرنكم إلى موقف الحساب لا شك فى ذلك.
وهو يقول ذلك فلا تشكوا فى حديثه، وأى قول أصدق من قول اللَّه.
~~~~~~~~~~~~~~~
التفسير : 88 - ما كان يسوغ لكم - أيها المؤمنون - أن تختلفوا فى شأن المنافقين الذين يُظْهِرون الإسلام وُيْبطِنون الكفر، وما يسوغ لكم أن تختلفوا فى شأنهم: أهم مؤمنون أم كافرون؟ ويقتلون أم ينظرون؟ وهم قابلون لأن يكونوا مهتدين أم لا ترجى منهم هداية؟ إنهم قلبت مداركهم بما اكتسبوا من أعمال، جعلت الشر يتحكم فيهم وما كان لكم أن تتوقعوا هداية من قَدَّر اللَّه فى علمه الأزلى أنه لن يهتدى، فإن من يكتب فى علم اللَّه الأزلى ضلاله، فلن تجدوا طريقًا لهدايته.
~~~~~~~~~~~~~~~
التفسير : 89 - إنكم تودُّون هداية هؤلاء المنافقين، وهم يودون أن تكفروا مثلهم فتكونوا متساوين فى الكفر معهم، وإذا كانوا كذلك فلا تتخذوا منهم نصراء لكم، ولا تعتبروهم منكم، حتى يخرجوا مهاجرين ومجاهدين فى سبيل الإسلام.
وبذلك تزول عنهم صفة النفاق، فإن أعرضوا عن ذلك وانضموا إلى أعدائكم فاقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تعتبروهم منكم ولا تتخذوا منهم نصراء.
~~~~~~~~~~~~~~~
التفسير : 90 - استثنى من المنافقين الذين يستحقون القتل لإفسادهم لجماعة المؤمنين أولئك الذين يرتبطون بقوم بينهم وبين المؤمنين ميثاق يمنع قتل المنتمين لأحد الفريقين، أو كانوا فى حيرة أيقاتلون مع قومهم الذين هم أعداء المسلمين، وليس ثمة ميثاق، أم يقاتلون مع المؤمنين؟ فإن الأولين يمنع قتلهم لأجل الميثاق، والآخرين يمنع قتلهم لأنهم فى حرج، وإن اللَّه - تعالى - لو شاء لجعلهم يحاربونكم، فإن آثروا الموقف السلبى وسالموكم فلا يسوغ لكم أن تقتلوهم، لأنه لا مسوغ لذلك.
التفسير : 91 - فإن ظهرتم على الشرك كانوا معكم، وإن ظهر المشركون على الإسلام كانوا مع المشركين، فهم يريدون أن يأمنوا المسلمين ويأمنوا قومهم من المشركين، وهؤلاء فى ضلال مستمر ونفاق، فإن لم يكفوا عن قتالكم ويعلنوكم بالأمن والسلام فاقتلوهم حيث وجدتموهم، لأنهم بعدم امتناعهم عن القتال قد مكنوا المؤمنين من قتلهم، وجعل اللَّه - تعالى - للمؤمنين حجة بيِّنة فى قتالهم.
~~~~~~~~~~~~~~~
التفسير : 92 - إن تقسيم المنافقين ذلك التقسيم للاحتياط، حتى لا يُقْتَل مؤمن على ظن أنه منافق، لأن قتل المؤمن لا يجوز إلا أن يقع ذلك خطأ غير مقصود، وفى حال قتل المؤمن خطأ إن كان يعيش فى ولاية الدولة الإسلامية تدفع الدية لأهله تعويضاً عما فقدوه، وتعتق رقبة مؤمنة ليعوض جماعة المؤمنين عما فقدت، لأن عتق الرقبة المؤمنة إحياء لها بالحرية، فكأنه يكتفى بتحرير رقبة مؤمنة ليعوض المؤمنين عن فقده (1) وإن كان ينتمى لقوم بينهم وبين المسلمين معاهدة سلم، فإنه يجب تحرير رقبة مؤمنة، وتسليم الدية لأهل المقتول، لأنهم لعهدهم لا يتخذونها لإيذاء المسلمين، وإذا كان القاتل خطأ لا يجد رقبة مؤمنة يعتقها، فإنه يصوم شهرين متتابعين لا يفطر يوما فيهما، لأن ذلك يكون تهذيباً لنفسه وتربية لها على الاحتراس، واللَّه - سبحانه وتعالى - عليم بالنفوس والنيات، حكيم يضع العقوبات فى مواضعها. ___________ (1) لم يسوِّ الشارع بين عقوبة القتل الخطأ والقتل العمد ذلك، لأن الجانى فى القتل العمد تعمد العصيان بالفعل والقلب، وعلى ذلك فجريمته مغلظة مما يناسبها شدة العقوبة.
أما فى القتل الخطأ فإن الجانى لم يتعمد العصيان بقلبه بل تعلق العصيان بفعله، وهذا من الشريعة الإسلامية تنويع للمسئولية الجنائية بحسب نوع العصيان.
والآية الكريمة بينت ما يوقع على القاتل خطأ فذكرت الكفارة وهى تحرير رقبة مؤمنة والصيام عند عدم وجود الرقبة المؤمنة، والكفارة تدور بين العقوبة والعبادة، والذى يتحمل هذه الكفارة هو الجانى، وهذا فيه إيلام له وتهذيب وتقرب إلى اللَّه حتى يتوب عليه مما فعل.
وفضلاً عن الكفارة ففى القتل الخطأ الدية، والدية محددة من الشارع وهى لا تختلف فى قتيل دون قتيل، وفى هذا أسمى ما يكون من التسوية بين الناس، وتكون الدية على العاقلة لأن العاقلة هى أهل نصرة الجانى، فإذا اشتركوا فى الغرم فإنهم لاشك مانعوه من ارتكاب ما قد ينجم عنه الغرم، وهذا النوع من الاشتراك فى المسئولية يدفع إلى تقليل الجرائم.
وهذا كله لا يمنع ولى الأمر من تعزير الجانى بالعقوبة التى يراها إذا وجد فى ذلك مصلحة، إذ الجرم فى القتل الخطأ ثابت حتى من الآية الكريمة، فقد جاء فى نهايتها عقوبة من اللَّه.
بقى أن الجزاءات الواردة من كفارة ودية مشروعة من العلى القدير لقبول التوبة من اللَّه - تعالى -.
وفى هذا إشارة إلى ما وقع فيه القاتل خطأ من تقصير بترك الاحتياط ولذلك يقول الفقهاء: إن القتل الخطأ لا يأثم إثم القتل وإنما يأثم إثم ترك التحرز والمبالغة فى التثبت، لأن الأفعال المباحة لا تجوز مباشرتها إلا بشرط أن لا تؤذى أحدًا.
فإذا أذى أحدًا فقد تحقق ترك التحرز فيكون فعله آثمًا يستوجب العقوبة ( الزيلعى ج6 ص101 ).
وهذه الأجزية جميعاً تتفق مع ما يتمثل فى القتل الخطأ من ضرر جسيم يدعو الشارع لوضع الزواجر عليه، وبمقارنة ذلك بالتشريعات الوضعية تجد البون شاسعاً حتى أن الناس لم يعودوا يخافون العقاب مما أدى لكثرة هذا النوع من الجرائم، ولحصول حوادث صارخة دفعت الكثير إلى أن ينادوا بتشديد عقاب القتل الخطأ، ولو اتبع الناس تشريع القرآن لأدى ذلك إلى تعويض أهل القتيل بما يخفف عليهم الآلام النفسية والخسارة المادية، وإلى زجر الجانى بما يبذل من كفارة فضلاً عن الدية التى عليه وعلى العاقلة وإلى دفع الناس إلى منع بعضهم بعضًا من ارتكاب الخطأ الذى قد يسبب القتل.
التفسير : 93 - إن من يقتل مؤمنا قتلاً عدوانًا متعمدًا مستحلاً ذلك القتل، يكون جزاؤه الذى يكافئ جريمته أن يدخل جهنم ويستمر فيها، ويغضب اللَّه عليه ويطرده من رحمته وقد أعد اللَّه له فى الآخرة عذابًا عظيمًا، فإن هذه أكبر جريمة فى الدنيا.
~~~~~~~~~~~~~~~
التفسير : 94 - الاحتراس من قتل المؤمن واجب فى حال الغزو، فإذا سافرتم مجاهدين فى سبيل اللَّه - تعالى - فتعرفوا شأن الذين تقاتلونهم قبل القتال، أهم أسلموا أو لا يزالون على الشرك؟ ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام وشارة الأمن لست مؤمنًا، تريدون بذلك الأموال والغنائم، بل اقبلوا منهم السلام، فإن اللَّه أعدَّ لكم مغانم كثيرة.
وأنتم - أيها المؤمنون - كنتم على الكفر قبل ذلك وهداكم اللَّه، فتبينوا أمر الذين تلقونهم.
وأن الله عليم علمًا دقيقًا لا يخفى عليه شىء، وأنه محاسبكم بمقتضى علمه.
~~~~~~~~~~~~~~~
التفسير : 95 - وإن الجهاد مع هذا الاحتراس فضله عظيم جدًّا، فلا يستوى الذين يقعدون عن الجهاد فى منازلهم والذين يجاهدون بأموالهم وأنفسهم، فقد جعل اللَّه للمجاهدين درجة رفيعة فوق الذين قعدوا إلا إذا كان القاعدون من ذوى الأعذار التى تمنعهم من الخروج للقتال، فإن عذرهم يرفع عنهم الملامة ومع أن المجاهدين لهم فضل ودرجة خاصة بهم، فقد وعد اللَّه الفريقين المنزلة الحسنى والعاقبة الطيبة.
التفسير : 96 - وهذه الدرجة التى اختص بها المجاهدين درجة عظيمة رفيعة، حتى كأنها درجات للتفاوت الكبير بينها وبين ماعداها، وإن لهم مع هذه الدرجة مغفرة كبيرة ورحمة واسعة.
~~~~~~~~~~~~~~~
التفسير : 97 - وأن المسلم عليه أن يهاجر إلى الدولة الإسلامية ولا يعيش فى ذل، فإن الملائكة تسألهم: فيم كنتم حتى ارتضيتم حياة الذل والهوان؟ فيجيبون: كنا مستضعفين فى الأرض يذلنا غيرنا فتقول الملائكة: ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها بدل الذل الذى تقيمون فيه؟ وأولئك الذين يرضون بالذل مع قدرتهم على الانتقال، مأواهم عذاب جهنم، وأنها أسوأ مصير، فالمسلم لا يصح أن يعيش فى ذل، بل يعيش عزيزًا كريمًا.
~~~~~~~~~~~~~~~
التفسير : 98 - غير أنه يعفى من هذا العقاب من لا يستطيعون الانتقال من الضعفاء من الرجال والنساء والأطفال، فهؤلاء لا يستطيعون حيلة ولا يجدون سبيلا للخروج.
~~~~~~~~~~~~~~~
التفسير : 99 - وأولئك يُرجى عفو الله عنهم، والله - تعالى - من شأنه العفو والغفران.
~~~~~~~~~~~~~~~
التفسير : 100 - ومن يهاجر طالبًا بهجرته مناصرة الحق وتأييده، يجد فى الأرض التى يسير فيها مواضع كثيرة يرغم بها أنف أعداء الحق، ويجد سعة الحرية والإقامة العزيزة، وله بذلك الثواب والأجر العظيم، ومن يخرج من بيته مهاجرًا إلى موطن الدولة العزيزة التى هى دولة الله ورسوله، ثم يدركه الموت قبل أن يصل فقد ثبت أجره، وتَكَرَّم الله فجعل الأجر حقا عليه، وغفر له ورحمه، لأن من شأنه الغفران والرحمة.
جملة "لا تكلف إلا نفسك" معترضة بين المتعاطفين. والأصل: لا يكلف الله محمدا إلا عمل نفسه. "عسى الله": فعل ماض ناقص والجلالة اسمه، والمصدر المؤول "أن يكفّ" خبر عسى. وجملة "والله أشدّ" مستأنفة. "بأسا" تمييز.
الواو مستأنفة، "إذا" ظرفية شرطية متعلقة بمعنى الجواب، ولا تتعلق بـ "حيُّوا" لأن ما بعد الفاء لا يعمل فيما قبلها، والتقدير: وجبت عليكم التحية بأحسن إذا. و "حييتم" فعل ماض مبني للمجهول ونائب فاعله. والجار "على كلّ" متعلق بالخبر "حسيبا
قوله "لا إله إلا هو": "لا" نافية للجنس، "إله" اسمها مبني على الفتح، والخبر محذوف تقديره موجود "إلا" للحصر، و "هو" بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف. وجملة "لا إله إلا هو" في محل رفع خبر الجلالة، وجملة "ليجمعنكم" جواب قسم مقدر. وجملة "لا ريب فيه" في محل نصب حال من "يوم القيامة". وقوله "ومن أصدق من الله حديثا": الواو مستأنفة، و "من" اسم استفهام مبتدأ، و "أصدق" خبر، والجار متعلق بـ "أصدق"، و "حديثا" تمييز.
الفاء مستأنفة، "ما" اسم استفهام مبتدأ والجار بعده الخبر، والجارّ الثاني متعلق بالاستقرار الذي تعلّق به الخبر. وقوله "فئتين": حال من الكاف والميم في "لكم". وجملة "والله أركسهم" حالية.
جملة "بينكم وبينهم ميثاق" نعت لقوم في محل جر. وجملة "حصرت صدورهم" حال من الواو في "جاؤوكم". والمصدر "أن يقاتلوكم" منصوب على نـزع الخافض (عن). وقوله "فلقاتلوكم": الفاء عاطفة على الجواب، واللام واقعة في جواب "لو" لتأكيد الربط، وجملة "ولو شاء الله" مستأنفة لا محل لها. وجملة"فإن اعتزلوكم" معطوفة على جملة "لو شاء الله" لا محل لها. وجملة" فما جعل" جواب الشرط في محل جزم.
جملة "يريدون" نعت "آخرين". "كلما ردوا": "كل" ظرف زمان متعلق بـ "أركسوا"، "ما" مصدرية زمانية، والتقدير: أركسوا كلّ وقت ردٍ إلى الفتنة. وجملة "ردوّا" صلة الموصول الحرفي. وجملة "أركسوا" مستأنفة لا محل لها، وكذا جملة "فإن لم يعتزلوكم". وجملة "فخذوهم" جواب الشرط في محل جزم. وجملة "وأولئكم جعلنا" معطوفة على جملة "يعتزلوكم
قوله "متعمدا": حال من فاعل "يقتل". قوله "خالدا": حال من مقدر أي: جازاه خالدا، وليست حالا من الهاء في قوله "فجزاؤه"؛ لأنه لا يفصل بين الحال وصاحبها بأجنبي، وهو الخبر، والجار متعلق بـ "خالدا". وجملة "وغضب الله" معطوفة على جملة "جازاه" لا محل لها.
جملة الشرط جواب النداء مستأنفة. جملة "تبتغون" حال من فاعل "تقولوا". وجملة "فعند الله مغانم" معطوفة على جملة "لا تقولوا" في محل جزم. وجملة "فتبيّنوا" الثانية معطوفة على جملة "فمنَّ
قوله "غير": بدل من "القاعدون" مرفوع. وجملة "فضّل الله" مستأنفة لا محل لها، و "درجة": نائب مفعول مطلق أي: تفضيل درجة قوله "وكلا": الواو اعتراضية، "كلا" مفعول به أول مقدم، والجملة اعتراضية. و"أجرا" نائب مفعول مطلق؛ لأنه ملاقٍ لفعله في المعنى؛ لأن معنى فضّل: آجر.
"ظالمي أنفسهم": حال من ضمير "توفَّاهم" و "أنفسهم" مضاف إليه، وهذه الإضافة غير محضة؛ لأن المضاف اسم فاعل. قوله "فيم كنتم": "في" جارّة، "ما" اسم استفهام في محل جر، وحُذفت الألف وجوبا لاتصالها بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بخبر كان. "فتهاجروا": الفاء سببية، والفعل منصوب بأن مضمرة، والمصدر المؤول معطوف على مصدر متصيد من الكلام السابق، والتقدير: أليس ثمة سعة في الأرض فهجرة منكم؟ "وساءت مصيرا": الواو عاطفة، والفعل ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل ضمير هي، و "مصيرا" تمييز. والمخصوص محذوف أي: هي، وجملة "ساءت مصيرا" معطوفة على الاسمية "مأواهم جهنم".
التفسير : 101 - الصلاة فريضة محكمة لا تسقط فى السفر، ولكن لا إثم على من يقصرها فيه عن الحضر.
فالذين يخرجون مسافرين - إن خافوا أن يتعرض لهم الكافرون بما يكرهون - لهم أن يقصروا الصلاة، فالصلاة التى هى أربع ركعات يصلونها اثنتين، وإن الحذر من تعرض الكافرين واجب لأنهم أعداء، عداوتهم واضحة.
~~~~~~~~~~~~~~~
التفسير : 102 - وإذا كنت - أيها النبى الأمين - فيهم وقامت صلاة الجماعة، فلا تنسوا الحذر من الأعداء، وذلك بتقسيم المسلمين إلى طائفتين: إحداهما تبدأ الصلاة مقتدية بك، وتكون الأخرى قائمة على الأسلحة والأمتعة لحراستها، فإذا أتممت نصف الصلاة ذهبت التى صلت وراءك وجاءت الأخرى فصليت بها الباقى، ثم تصلى ما فاتها وتصلى الأولى بقية الصلاة، وتسمى لاحقة (1) والأخرى مسبوقة، إذ تؤدى أول الصلاة، واللاحقة تؤدى آخرها، وذلك التنظيم لكى لا تفوت الصلاة، وللحذر من الكافرين الذين يودون أن تغفلوا عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلوا عليكم دفعة واحدة، ويَنْقَضُّوا عليكم وأنتم فى الصلاة، وأن قتال المشركين مستمرًا واجب، ولكن لا إثم عليكم أن تسكنوا إذا كان بكم مرض أو نزل مطر عاق عن القتال، ولكن على أن تكونوا على حذر دائم، وهذا عقاب الله للكافرين فى الدنيا، وفى الآخرة أعد لهم عذابًا مهينًا مذلاًّ. __________
(1) اللاحقة: هى التى تصلى مع الإمام أول الصلاة وتضطر للتخلف باقيها، ثم تؤدى الباقى منفردة، والمسبوق هو الذى يؤدى آخر الصلاة جماعة ثم يؤدى الأول منفردًا.
~~~~~~~~~~~~~~~
التفسير : 103 - وإذا أتممتم صلاة الحرب التى تسمى صلاة الخوف فلا تنسوا ذكر الله دائمًا، فاذكروه قائمين محاربين واذكروه وأنتم قاعدون، واذكروه وأنتم نائمون، فإن ذكر الله - تعالى - يُقَوِّى القلوب، وبه اطمئنانها، فإذا ذهب الخوف وكان الاطمئنان، فأدوا الصلاة كاملة فإن الصلاة قد فرضت على المؤمنين موقوتة بأوقاتها.
~~~~~~~~~~~~~~~
التفسير : 104 - لا تضعفوا فى طلب القوم الكافرين الذين أعلنوا عليكم الحرب، وحاولوا أن يغيروا عليكم من كل مكان.
والحرب بلا شك ألم، فإذا كنتم تألمون من جراحها وما يكون فيها، فإنهم يألمون أيضًا، والفرق بينكم وبينهم أنهم لا يطلبون الحق ولا يرجون عند الله شيئًا، وأنتم تطلبون الحق وترجون رضا الله والنعيم الدائم.
والله عليم بأعمالكم وأعمالهم، حكيم يجازى كلاًّ بما يعمل.
~~~~~~~~~~~~~~~
التفسير : 105 - أنزلنا إليك القرآن حقًا وصدقًا، مشتملاً على كل ما هو حق، مبينًا للحق إلى يوم القيامة ليكون منارك فى الحكم بين الناس، فاحكم بينهم ولا تكن مدافعًا عن الخائنين.
اللهم تجاوز عن تقصيرنا لكتابك
اللهم وفقنا لحفظه والعمل بما انزل فيه
اللهم اجعله شفيعا لنا يوم القيامة
اللهم اجعلنا من الذين يتلونه حق تلاوته اناء الليل واطراف النهار
وصل الله وسلم على اشرف المرسلين
بأبي أنت وأمي يا رسول الله
فدتك نجد و طيبة ومكة وأرض الأسراء
اللهم احشرني مع نبيك يوم يكون اللقاء
اجمل شئ في الحياة حينما تكتشف اناس قلوبهم مثل اللؤلؤ المكنون في الرقة والبريق والنقاء قلوبهم مثل افئدة الطير
اللهم اني احبهم فيك
لك نصحي وما عليك جدالي ........وافة النصح ان يكون جدال
تعليق